محافظة حفر الباطن تقع شمال شرق البلاد تبعد عن العاصمة الرياض مسافة 500 كم وتتبع إدارياً المنطقة الشرقية تبلغ مساحتها 144 كيلو مترا مربعا، ويقع ضمن حدودها مدينة الملك خالد العسكرية التي تقع جنوب حفر الباطن ب 60 كم، يبلغ عدد سكان مدينة حفر الباطن نحو 650.400 نسمة (إحصاء عام 2011) منهم 530.340 من السعوديين و120.060 من غير السعوديين، وهي بذلك تحتل المرتبة الثالثة عشرة بين أكبر مدن المملكة العربية السعودية من حيث عدد السكان والمرتبة الرابعة في المنطقة الشرقية، في محافظة حفر الباطن شبكه نقل ومواصلات ضئيلة لكن لا بأس فيها وتحتاج إلى مزيد دعم وإضافة وامتداد وتوسع، وطاقة كهربائية لكن فيها بعض النقص والشح والانقطاع، ونهضة تعليمية، ورعاية صحية فيها الكثير من القصور وتحتاج إلى همم دافعة للتطوير والتأهيل العالي وبناء المستشفيات والمستوصفات عالية التقنية والتصميم بشكل كبير وسريع غير آني وجلب كوادرطبية وتمريضية محلية وأجنبية مؤهلة تأهيلا أكاديميا وفنيا تاما وراقيا، لا يوجد في المحافظة نهضة زراعية. إن محافظة حفر الباطن ينقصها أشياء كثيرة وعديدة ومتنوعة ومختلفة منذ أمد طويل وتحتاج إلى عمل دؤوب ومكثف وسريع من كافة الأطراف والأطياف بسرعة البرق وقوة الرعد وهطول مزن الغيمة الكبيرة دون تريث أو تردد فالصحة والماء والتعليم والمواصلات والبلديات وفرع التجارة وفرع الزراعة وحتى مكتب الخطوط الجوية السعودية وكثيرا من المتطلبات الحياتية الأخرى يشوبها الكثير من الشوائب دون أن يحرك مسئولو هذه الإدارات والفروع والأقسام هناك الذين ائتمنهم ولاة الأمر وحملوهم الأمانة بنية صادقة أي ساكن سوى التصاريح التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تمنح المحافظة أي شيء هذا رغم الميزانيات الهائلة والمهولة والوفرة المالية التي تخصصها الدولة وتضاعفها وتجيرها له كل عام، مللنا ترديد قصصها وحوادثها ومآسيها ومصائبها وسوئها ابتداء من الطريق الدولي وانتهاء إلى الشوارع الرئيسة والفرعية والتقاطعات الجانبية الأخرى، المياه هي الأخرى ليست صافية ولا عذبة وبها كدر وملح وبعض (دغاليب) ورمل وصفرة، البلديات أيضا لا مسطحات خضراء، لا منتزهات، لا أماكن للفسحة واللهو البريء، لا تصريف صحي، لا تصريف سيول، لا سدود، ولا آبار جديدة، وحتى محارق النفايات الطبية منها والاستهلاكية بالجانب القريب للمدن والقرى والهجر مما يؤثر سلبا على الصحة العامة لكافةلأطياف والأعمار البشرية، فرع التجارة هناك اسم على غير مسمى، فرع الزراعة فرع لا يذكر فيشكر، إن محافظة حفر الباطن أصبح ليلها طويلا ونهارها رمادا لأن بعض المسئولين، لا شيء لديهم البتة، حتى الطموح عندهم ولى ومال وانثنى وأفل، محافظة حفر الباطن خلال زيارتي الأخيرة لها، أصبح لوجهها بقايا رماد، ولون طين، وشمس ملونه بالغبار، ليس لها صناديق تفاح ولا برتقال ولا سوسنة أو نورس، هي فارهة كالذهب، لكن حقولها ليست هي الحقول، وقدماها تأوهت بالإعياء، مسؤولوها لا يعرفون كيف يقرؤون مدنها وقراها وهجرها السلام ولا كيف يهدونها الكلام الجميل الأنيق، لا يعرفون حدود الماء واللون وحدود البياض، يحملون بعض الأناشيد ونصا وسوارا ورواية عتيقة وبعض حداء، لا يعرفون كيف يستهوون قلب المحافظة ولا كيف يغمرون وجدان أهلها بالوعود والعهود الحميدة، عروش الكروم عندهم لا تفيض بالعنب، ولاالسوسنات عندهم تزهو بالحلم الملون، العشب عندهم في نهار الربيع لا يراقص الندى، يتعبهم المدى في القول ويتهيبون، يبشرون بالفجر قبل طلوعه لكنهم عاجزون، من عشرات الأعوام لهم كلام لين وفعل هش، إنهم مثل المزمار يواصل صناعة الألحان والأنغام، لكن برتابة مملة كمن ينفخ في بالونة صغيرة ناعمة ورقيقة.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @