Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 17/05/2013 Issue 14841 14841 الجمعة 07 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

أطفال الأحداث... وتجريم الأفعال
خلود صالح

رجوع

جهلنا ببعض الأمور يدفعنا أحيانا إلى أن نصبح ضحاياه، فغالبا لا بد لنا من البحث والتفتيش في أمور تفيدنا ولكن هناك أمور نحتاج أو بالأحرى لا بد من أن تأتي لنا بطريقة أو بأخرى.. ولا سيما التوعية والتي تعتبر السبيل لتفادي كثير من الأخطاء بعد الله عز وجل.

كم هو مؤلم عندما يكون ضحايا هذا الجهل أجيال المستقبل، ويزداد هذا الألم عندما يكرر نفس الخطأ خلال سنوات متتالية لنفس الفئة العمرية أو لنفس الأشخاص.

أطفال الأحدث هذه الفئة العمرية التي قد يجهل بعضنا مالها وما علينا وهم ذاتهم يجهلون مالهم وما عليهم.... كجهلهم بأن كثيرا من الأفعال على الرغم من صغر حجمها بنظرهم إلا أنها لا تحمل أمام العدالة إلا مصطلح (الجريمة).

وجود دور الملاحظة وما تقدمه من أنشطة تربوية وتثقيفية ونفسية لمن هم فيها من الأحدث جهد يشكر كل القائمين عليه.. ولكن أحيانا تطبيقنا لبعض من الأمور قد يغنيننا من الوصول إلى هذه المرحلة.

فتناسينا لمبدأ الوقاية وتعطيله أحيانا في حياتنا قد يكون مسببا رئيسيا ودافعا لظهور لمثل هذه السلوكيات وتزايد الأعداد للحدث في هذه الدور والعجيب في الأمر تشابه السلوك المفتعل لهذه الفئة. بحسب دراسة سعودية لدار الملاحظة بالرياض بأن( قضايا السرقات تتراوح بين 75%-80% والقضايا الأخلاقية بلغت نسبتها 10% والمخدرات 10% فيما بلغت القضايا الأخرى 5%، مشيراً إلى أن العوامل الاقتصادية هي أحد أهم العوامل الرئيسية المسببة في إيداع الأحداث للسجون، وكذلك التفكك الأسري وغياب الرقابة من الوالدين أو حتى غياب القدوة الصالحة، وكذلك التنشئة الاجتماعية كلها عوامل دعت هؤلاء الشباب إلى الانحراف وارتكاب تلك القضايا).

كما أن بعض الدراسات تشير بأن: (الفقر ليس السبب الوحيد بل ظهر أحداث جانحون في الأسر الغنية نتيجة عدم الاهتمام بهم عاطفياً فالحدث يريد إثبات وجوده ويشعر أنه فاقد للعاطفة الأبوية وعدم من يعطف عليه من قبل الوالدين فيرتكب الجريمة كي يسلط الضوء عليه من قبل والديه وأنه يريد أن ينبهما أنه فاقد لهذه العاطفة، وأنه ليس توفر الرفاه والمادة وإشباع حاجاته المادية يسد مسد العاطفة والحنان ،وتساهل بعض الوالدان بسفر ابنهما منفرداً مع زملائه أدى إلى ظهور علامات الإجرام عليه إذ تأثر وزملاؤه بالظروف خارج البلاد وهي مشبعة بأسباب جرائم الأحداث).

كذلك أوضحت بأن هناك بعض من السلوكيات التي قد تظهر على الأحدث وقد تكون مؤشرا في أن تصدر منهم بعض الأعمال التي قد لا تتوافق مع معايير المجتمع مالم يتم معالجتها والتي قد تسبب في ظهورها عوامل عدة كما ذكر في كثير من الدراسات: كالتغيرات الفسيولوجية في سن المراهقة، الحالة الاقتصادية،.... (والتي تعرف بالجنوح الظاهر والخفي كهروب الحدث من المنزل أو المدرسة، وهذا الأمر يحدث لأسباب متعددة ومتنوعة تنبئ بعدم رضا الحدث عن الجو المنزلي الذي يعيش فيه ورفضه للنظام المدرسي المعمول به والجو غير الملائم الذي لا يستجيب لتطلعات وطموحات وحاجات الأحداث في الغالب . كما قد تكون هذه الصورة مظهرا من مظاهر رفض أوامر الأسرة التي تسيء لأطفالها وتضغط عليهم للتكوين والتعليم في مجال لا يرغب فيه الحدث. ومن مظاهر الانحراف البارز أيضا ممارسة الحدث لمختلف سلوكيات العدوان، والعنف، وتدخين السجاير، وشرب الخمر، وتعاطي المخدرات، ومصاحبة رفاق السوء. عدم احترام العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع، وعدم تأدية الشعائر الدينية وما تتطلبه من فرائض وطقوس، وانهيار معاني العفة وتغلب الغرائز والاستسلام لها، وفقدان الثقة في نفسه وفي الآخرين).

إن تسليط الأضواء على هذه الفئة والاهتمام بها وحصر العوامل التي قد تدفعهم إلى الخطأ لحمايتهم منها وخصوصا في مدارسنا والتي نعتبرها بيتنا والمربي الثاني لنا، كإدراج مادة توعية تتحدث عن فئة الحدث والجريمة نوعها، درجتها، وعقوبتها وكل ما يتعلق بالأفعال التي تندرج تحت مصطلح الجريمة. وكذلك الزيارات التعريفية للمدارس لمن هم في دور الملاحظة ( الأحداث). كذلك التواصل الدائم بين المدرسة والمنزل على ما يلاحظ على سلوكيات الطلاب مع مراعاة العامل النفسي لهم وكذلك التغيرات الفسيولوجية في سن المراهقة. كلها أمور ينبغي لنا أن نأخذها بعين الاعتبار فالتحسين والتطوير لا يمكن حصره على التطوير المعرفي فقط بل يمتد ذلك إلى التطوير السلوكي فكلاهما مكملا للآخر...

نعتقد أحيانا أننا نجحنا في القضاء على المشكلة.. ولكن ما حدث ما هو إلا القضاء على تبعاتها وفروعها... وليس جذورها ومسبباتها الرئيسية، لذلك نلاحظ تكرارها.

وكما قيل: (الوقاية خير من العلاج)....شعارنا في حياتنا كلها... وليس حكرا على المرض...

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة