لتحقيق احتياجات المجتمع المدني، أعلنت المملكة عن خططها الإستراتيجية الطموحة؛ وجميعها يزخر ببرامج، يجري العمل على تنفيذها، مثل: الصحة، والمواصلات، والتعليم، والطرق، والمرافق، والبنية التحتية، وغيرها.. ومع صدور ميزانية كل عام، ترصد المملكة، مليارات الريالات؛ بغرض تنفيذ تلك البرامج المعتمدة على مراحل، ومنها الاعتماد الاستثنائي لمشروع خادم الحرمين لبناء خمسمائة ألف وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة ويحمل جميع مقومات النجاح الرئيسة، وأهمها؛ المبالغ المالية المعتمدة؛ وتوفر الأراضي فالمملكة تزخر بصحارى شاسعة تسمح ببناء مجمعات سكنية بكامل مرافقها.. ولكن هناك عنصرين أساسيين يتحتم إماطة اللثام عنهما وتحديثهما قبل وخلال مراحل التنفيذ سواء من خلال بوابه الإنترنت أو من خلال مؤتمرات صحفية دورية تسمح للصحفيين بالحصول على إجابات لتساؤلات الجمهور؛ العنصر الأول: الجدول الزمني الذي يمكن بواسطته تقييم الإنجاز بحساب النسبة المنفذة إلى المخطط له وعندما يكون الجدول الزمني معلنا للجميع عندها يمكن الاعتماد على الأرقام في تقدير حجم الصعوبات التي تسببت في تأخر الإنجاز، أو عدم الإنجاز، والعنصر الثاني: تحقيق معايير الجودة النوعية التي يجب أن تبدأ من مرحلة التصميم وتشمل إعداد مواصفات المواد الداخلي في البناء.. إن البرامج التنموية عند اعتمادها من الدولة؛ ترسم المستهدف الإستراتيجي لجهة التنفيذ؛ وتحدد لها حجم المبالغ المالية اللازمة لها، وعندما يعكس حجم الاعتماد المالي القدرة المالية المتاحة لتنفيذ تلك البرامج؛ يمكن بسهولة الاستنتاج، أن تدني نسبة الإنجاز المحققة، أو تدني الجودة النوعية، لن يكون بسبب العجز المالي؛ وإنما لأسباب أخرى؛ فهناك مثلاً احتمال ضعف الكفاءة في الكوادر العاملة.. ومع تزايد السفر إلى مختلف أقطار العالم سواء للعمل أو للتمتع بعطلاته الخاصة مع أفراد عائلته اكتسب المواطن السعودي خبرة فريدة على تذوق جمال المعمار وتثمين ضخامة البناء وفي نفس الوقت القدرة على تقويم مستوى الجودة النوعية واكتمال الخدمات المقدمة...
الخلاصة
إن إغفال مواصفة واحدة أو ارتكاب عيب في التصميم لمشروع قوامه خمسمائة ألف وحدة سكنية؛ يعني محصلة قدرها؛ خمسمائة ألف عيب أو خمسمائة ألف مواصفة ناقصة، أو ربما مجموعهما. التجربة تثبت أن ضخامة المشروع، وتعدد المواقع، وانهماك فريق العمل بالحرص على تحقيق نسب الإنجاز، جميعها أسباب قد تحجب الرؤية عن ضخامة تلك المحصلة.. الجودة النوعية يجب ألا تكون رهن الاجتهاد، بل أصبحت اليوم - مع وجود المعايير الهندسية المعتمدة - تمثل حجر الزاوية في العملية الإنشائية، ومن أدوات الجودة النوعية لمشروع بحجم خمسمائة ألف وحدة سكنية بناء نموذج سكن أو أكثر بكامل تجهيزاته مع الأثاث (موك ابس) كعينة أو عينات يتم تقويمها من قبل أصحاب الاختصاص ثم اعتمادها من قبل صاحب الصلاحية ومن ثم بناء كامل مساكن المشروع نسخة طبق الأصل لتلك العينة أو العينات المعتمدة.
khalid.alheji@gmail.comTwitter@khalialheji