الجزيرة - منيرة آل سليمان:

في إطار تنفيذ ورعاية بعض البرامج التدخلية في الخليج العربي، التي تُعنى بالتربية والتعليم، والتي شاركت بها وزارة التربية والتعليم مع وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية رعاية الطفولة وبقية الجهات, قامت الوزارة بدعم وتشجيع برنامج التثقيف المنزلي للأم والطفل MOCEP. وإتماماً لهذه الاتفاقية والشراكة المجتمعية عقد مكتب التربية والتعليم (شمال) لقاءً تعريفياً للمشرفات والمديرات خاصاً بـ(تثقيف الأم والطفل)، الذي احتضنه مسرح مدارس نيار الأهلية بتاريخ 27-6-1434هـ، بإشراف ومتابعة مباشرة لخطوات التنفيذ من قِبل مديرة مكتب التربية والتعليم (شمال) الأستاذة عائشة عبدالله السعد، التي ألقت الكلمة نيابة عنها مساعدة مديرة المكتب لشؤون الطالبات الأستاذة موضي المليك, تلاها كلمة لرئيسة جمعية رعاية الطفولة الأستاذة الجوهرة العجاجي. وتخلل اللقاء نشيد لأطفال مدارس نيار الأهلية, ثم تم التعريف بالبرنــامج من قِبل المشرفة فاطمة المشعل والمشرفة عائشة المطيري، وقد شارك في التقديم وتوجيه الأسئلة والاستفسارات لرئيس جمعية رعاية الطفولة المشرفة عزيزة الجعيد.

الجدير بالذكر أن هذا البرنامج صُمّم لكي يعطي الطفل المهارات الضرورية للقراءة الأولية في المنزل برعاية الأم، وهي المهارات التي سيكون بحاجة لها عند دخول المدرسة في المرحلة الابتدائية.

ويمكن تعريف برنامج التثقيف المنزلي للأم والطفل بأنه (برنامج تنموي اجتماعي محوره الرئيسي المعرفة الأسرية من خلال تثقيف الأم بكيفية تعليم طفلها في المنزل قبل دخوله المدرسة). ويُعد البرنامج من برامج التدخل المنزلي MOCEP، بل يعد من أكثر البرامج التدخلية جودة.

ولقد تأسس هذا البرنامج في عام 1426-1427هـ، وفيه يتم تدريب الأم على استخدام الأدوات الخاصة بالبرنامج للتدريب على الإدراك مع طفلها. ويُكسب هذا البرنامج الطفل المهارات اللازمة, كما يتم تزويد الأم أسبوعياً بكتب وقصص ووسائل تعليمية، يتم التدريب على كيفية استخدامها على مدى 25 أسبوعاً؛ ما يتيح لها فرصة تطوير دورها الأساس في التربية.

ويُعنى برنامج تثقيف الأم والطفل بدعم الأم في رعاية وتربية أطفالها من عمر 3-9 سنوات؛ ذلك لأنه برنامج تعويضي للأطفال الذين لم يتمكنوا من الالتحاق برياض الأطفال، إضافة إلى مساعدة الأم على إكساب طفلها مهارات أساسية في عمر خمس سنوات، وذلك وفق آلية العمل التي يتم تطبيقها على مدار 25 أسبوعاً، تجتمع فيه الأمهات مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاث ساعات. ويهدف البرنامج إلى تغيير الاتجاهات والمفاهيم العامة المقترحة بالفقر والعوز؛ فالفقر لا يعني عدم الحصول على المعرفة والحرمان من التعليم. كما يهدف إلى التركيز على قدرة الأهل في مساندة العملية التعليمية للطفل في المنزل، وتوفير فرصة التوجيه الصحيح والمثابرة في التطبيق والمعرفة والمهارات الاجتماعية والاستقرار؛ ما يؤدي إلى النجاح والنمو، وتوفير الفرصة للأمهات من أجل بناء ودعم علاقة طويلة الأمد مع أطفالهن، ترتكز على اتباع منهج تعليمي وتربوي فعّال، وإبراز الدور الذي تقوم به الأم نحو تربية أطفالها في مرحلة الطفولة المبكرة، وينعكس ذلك إيجابياً على باقي المراحل.

كما يستهدف تدريب الأم لإكساب طفلها المهارات الأساسية قبل دخوله المدرسة، وإشباع احتياجاته العقلية والاجتماعية والجسمية والعاطفية بما يتوافق مع خصائص النمو. علماً بأن التحاق الأم بالبرنامج مجاني، مع منح الأمهات الملتحقات بالبرنامج بدل مواصلات عن كل جلسة، تمنحها جمعية رعاية الطفولة للملتحقات بالبرنامج، إضافة إلى حقائب تدريبية لهن. ويحق لجميع الأسر المعوزة ذات الدخل المنخفض الدخول في هذا البرنامج الذي أُعدّ خصيصاً للأسر التي تعاني من ضائقة مالية، لا تمكنها من إرسال أطفالها إلى الروضة، أو توفير العناية التربوية لهم. وهذه الأسر المستفيدة لا تتحمل أي أعباء مالية على الإطلاق؛ فهذا البرنامج مجاناً بالكامل؛ إذ توفر جمعية رعاية الطفولة متطلبات تنفيذ البرنامج، التي تشتمل على ما يأتي:

- تقديم 30 ريالاً مواصلات لكل أم عن كل جلسة، بمجموع تكلفة للمواصلات لكل أم يصل لـ 750 ريالاً.

- توفير المبالغ اللازمة لتوفير جليسات لأطفال الأمهات أثناء حضور البرنامج.

- تزويد الجليسات بالإرشادات الواجب اتباعها أثناء عملهن مع الأطفال.

- توفير صناديق ألعاب للأطفال لاستخدامها أثناء عملهن مع الأطفال.

- توفير المواد المكتبية لبرنامج التدريب المعرفي مجاناً من قِبل جمعية رعاية الطفولة للأمهات.

وفي ختام اللقاء تم تكريم الضيفة واللجان المنظمة للبرنامج، كما تم تقديم الشكر والتقدير للمشاركات والحاضرات.

هذا، وقد تفاعلت الحاضرات مع محتوى البرنامج، وأبدين رغبتهن في تنفيذ اللقاء في نهاية العام الدراسي للمديرات وللمعلمات، ودعوة الأمهات للمدارس للتعرف على البرنامج.