|
الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
ظل نادي المسئولية الاجتماعيَّة بجامعة الملك سعود، يوسّع وينوِّع مجالات خدمة المجتمع، ويطور ثقافة المسئولية، من خلال وجوده في الوسط الطلابي، حيث المبادرات والعمل التطوعي، ونفذ النادي العديد من الأنشطة التي جسَّدت قدرات النادي وكفاءته وابتكاراته وبرامجه المتنوّعة.
وشكَّلت المساجد على الطرق السَّريعة وما آل إليه الكثير منها هاجسًا يؤرّق الكثيرين، وتحدَّثت عنها وسائل الإعلام بِشَكلٍّ واسعٍ، وعانى المسافرون من الأوضاع السيِّئة لتلك المساجد، حيث تعرَّضت للإهمال وعدم الصيانة
وأصبحت حالتها يرثى لها من حيث تعرضها للأوساخ وتعرض مواسير المياه والحمامات للتلف، حتَّى المصاحف التي بداخلها لم تنج من الإهمال والاهتراء.
من هنا كانت لفتة نادي المسئولية الاجتماعيَّة، تنمُّ عن حرص شديد، ومتابعة دقيقة للأوضاع وتلمس للمواقع التي تحتاج إلى بصمات يخدم من خلالها المجتمع، وجاءت فكرة الاهتمام بتلك المساجد كونها بعيدة عن المدن، وعن أعين المسئولين وفاعلي الخير، ولا بد من الاهتمام بها وصيانتها وتحسين أوضاعها.
وقام النادي برعاية بنك ساب بتدشين المرحلة الثانية من برنامج «إعادة تأهيل وترميم المساجد ودورات المياه» على الطرقات السَّريعة الذي يهدف إلى تأهيل تلك المساجد وجعلها مُهيَّأة لأداء الصَّلاة وتنظيفها وترميمها وتوفير جميع احتياجاتها من أدوات كهربائية وأدوات سباكة ومكيفات مع طلاء للجدران وتأهيل دورات المياه تأهيلاً كاملاً لاستعمالها وخصوصًا أن المساجد ودورات المياه على الطرقات تعاني الكثير من الإهمال.
وكان النادي قد نفذ المرحلة الأولى التي شملت عشرة مساجد على الطرقات السَّريعة، والتي حققت نجاحًا ملموسًا، ووجدت تجاوبًا من أعضاء النادي والمتطوعين من خارجه، كما أن النادي ينوي تنفيذ البرنامج على مجموع 30 مسجدًا على الطرقات السَّريعة في القريب العاجل.
وقام بتدشين المرحلة الثانية الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم سابقًا، والأستاذ سلمان العُمري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد المشرف على الإدارة العامَّة للعلاقات العامَّة والإعلام، والأستاذ عبد الله المحرج مدير إدارة خدمة المجتمع ببنك ساب ود. عبدالرحمن العطر وكيل عمادة شؤون الطُّلاب بجامعة الملك سعود.
مسؤولية تجاه المجتمع
وأكَّد الأستاذ عبد الله المحرج مدير إدارة خدمة المجتمع ببنك ساب أن رعاية البنك لهذا البرنامج تأتي من باب مسؤولية البنك تجاه المجتمع في مختلف المجالات، وأن برنامج تأهيل المساجد على الطرقات السَّريعة ودورات المياه من البرامج التي حرص البنك على دعمها لأهدافها المميّزة ونفعها المباشر للمواطن في ظلِّ الإهمال الذي تعانيه تلك المساجد ودورات مياهها، مقدمًا شكره لِكُلِّ من أسهم وشارك في البرنامج.
الرؤية العميقة
وتحدث د. عبدالرحمن العطر وكيل عمادة شؤون الطُّلاب بجامعة الملك سعود، حول البرنامج وقال: إنه برنامج رائد، يجسِّد الرُّؤْية العميقة للنادي، ويعكس المردود المباشر والعام لنشاطات نادي المسئولية الاجتماعيَّة، خصوصًا وأن تلك المساجد يستفيد منها مئات الآلاف من النَّاس على مدار العام، وبالتالي فإنَّ فائدة هذا العمل أعم وأشمل، مشيدًا ببرامج النادي بِشَكلٍّ عام، وقال نتوقع منه المزيد من الأنشطة والبرامج التي تسهم في خدمة المجتمع، مؤكِّدًا أن النادي ولد ناضجًا يحمل مستقبله بين يديه، وها هي ثمار جهوده واضحة للعيان.
نجاح كبير
من جهة أخرى أكَّد الأستاذ إبراهيم المعطش رئيس نادي المسؤولية الاجتماعيَّة بجامعة الملك سعود أن البرنامج حقَّق نجاحًا كبيرًا في مرحلته الأولى، وهو ما جعلنا نقوم به كمرحلة ثانية برعاية بنك ساب وبإمكانات أعلى وأوفر من المرحلة الأولى، ونهدف في النادي إلى استمرار هذا البرنامج لعدة مراحل لكي يغطي أكبر عدد ممكن من المساجد على الطرقات السَّريعة، وقدم المعطش شكره إلى بنك ساب على ريادتهم في المسؤولية الاجتماعيَّة واهتمامهم بِكلِّ ما فيه نفع للمواطن حيث دعموا هذا البرنامج بِشَكلٍّ مميزٍ ووفروا الإمكانات اللازمة له.
عمل تطوعي
وتحدث الطالب مهيب الشيخ حول مشاركته في هذا البرنامج قائلاً: أشكر النادي الذي أتاح لي الفرصة للمشاركة في ترميم بيوت الله، والمساهمة في تنظيفها والعناية بها، ولو لا نادي المسئولية الاجتماعيَّة لما حظيت بهذا الفضل، وأعتقد أن هذا البرنامج من أجمل وأفضل البرامج، وأكثرها تحفيزًا للمشاركة والتطوع في أعمال النادي لما له من مردود على الجميع، ومن أجر وثواب كونه يعنى ببيوت الرحمن.
أجمل اللحظات
فيما أكَّد الطالب فيصل القحطاني أن أجمل لحظات التطوع مع النادي كانت خلال ترميم عدد من المساجد على الطرق السَّريعة، وما أكْسَبَها المزيد من الروعة مشاركة المشايخ والمسئولين وتفاعل الجميع في هذا العمل دون كلل أو ملل، بل الجميع كان يعمل بِكلِّ حماس وسخاء كونه يخدم بيوت الله، وكانت لفتة رائعة من النادي حينما وضع هذا البرنامج ضمن أولويات نشاطاته المُتعدِّدة التي تهتم بخدمة المجتمع في مختلف المجالات.