|
جولة - منصور عثمان - سعود الشيباني / تصوير- عبدالله المسعود:
في إطار جولات وفد «الجزيرة» التي انفردت بها على الحد الجنوبي للمملكة وتحديدا بمنطقة عسير والبالغ حدود مسؤولياتهم بـ(483) كيلو متر، التقى الوفد بقائد قطاع ظهران الجنوب العقيد سعيد بن محمد الذي رحب وقدر جهود «الجزيرة» على جولاتهم ونقل جهود رجال حرس الحدود بالقلم والكاميرا دون تزييف خاصة وأن هؤلاء الرجال يقومون بأعمال جليلة وخطيرة بعيدا عن أعين الناس وفي ظروف مكانية ومناخية متقلبة وخطيرة وخاصة بالليل، حيث يلجأ المهربون للتهريب في جنح الظلام ويستخدمون الأسلحة النارية بأنواعها ضد رجال حرس الحدود ، مؤكدا أن حرس الحدود ضمن منظومة أمنية تساهم في الحفاظ على أمن الوطن والقاطنين على أرضه الطاهرة ببسالة ورباطة جأش، مطالباً المواطنين بالتعاون مع حرس الحدود بتمرير المعلومات على الرقم المجاني (994) دون القبض على المتسللين.
وخلال جولة الوفد لاحظنا وجود (8) نقاط تفتيش داخل حرم الحدود ، كما يوجد (34) نقطة مراقبة تسيطر على حدود الوطن ويوجد نقاط عدة للدوريات الخلفية ومن يشاهد مهام حرس الحدود يستشعر عظم المسئولية الملقاة على عاتق رجال حرس الحدود في التصدي لكل من يحاول تجاوز الحدود البرية أو البحرية بشكل غير نظامي والذين ربما يكون من ضمنهم الخارجون عن القانون والمطلوبون أمنيا في قضايا إرهابية، حيث أثبت رجال حرس الحدود أن دورهم امتد للتصدي للإرهابيين وكان آخرها ما حدث قبل (8) أشهر عندما تصدى رجال حرس الحدود لـ(12) إرهابيا بقطاع شرورة ونجحوا في القبض عليهم بعد تبادل لإطلاق النار أصيب (4) من الإرهابيين كذلك منع من يحاول التسلل والتصدي لمهربي الأسلحة والمتفجرات خاصة خلال حرب القطاعات الأمنية مع الإرهابيين خلال السنوات الأخيرة الماضية فيما يحاول هؤلاء استغلال طول حدود المملكة العربية السعودية مع الدول المجاورة والبالغ طولها (4538) كم، وكذلك حدود الوطن الساحلين الغربي في البحر الأحمر والشرقي في الخليج العربي والذي تبلغ في مجملها (3500) كم.
وخلال جولات وفد «الجزيرة» على حدود مسؤوليات حرس الحدود بمنطقة عسير وقفنا على (9) مراكز على الشريط الحدودي من أبرزها مركز أسعر والصحن وعلب والمجازة والمسيال والملطاه، فيما تختلف آلية عمل كل منطقة عن الأخرى بسبب الظروف المكانية والمناخية وكذلك تختلف الخطط الأمنية بالليل عن النهار استشعارا من رجال الأمن بأهمية تغيير الخطط كون المتسللين والمهربين يتناقلون المعلومات فيما بينهم ويمكن لهم معرفة مواقع الكمائن والمراكز والابتعاد عنها، حيث يوجد نقاط ثابتة ومتحركة وكمائن لتغطية الحد كما يوجد (15) مواقع للكاميرات الحرارية التابعة لقطاع ظهران الجنوب و(30) كاميرات متحركة توزع حسب الخطط الأمنية وكذلك تستعين دوريات حرس الحدود بالليل على المشاعل الضوئية ويوجد أكثر (17) موقعا للأسلاك الشائكة على الحدود توضع في الأماكن التي لا يوجد بها موانع طبيعية.
وفي سياق الجولات التي نفذها وفد «الجزيرة» بالتعاون مع ضباط وأفراد حرس الحدود، حيث ينطلق الوفد من الساعة السابعة صباحا وتستمر الجولة للخامسة بعد العصر ومن ثم نأخذ قسطا من الراحة لا يتجاوز ساعتين بعده ننطلق لجولة ليلة تستمر قرابة (6) ساعات نشارك رجال حرس الحدود المرابطين ليلا على الحد، وشاهد وفد «الجزيرة» استعانة حرس الحدود بـ(12) ناظورا ليليا دخل الخدمة حديثا.
ربط الأودية مع الجبال يحد من عمليات التهريب والتسلل
وفي إطار جولة وفد «الجزيرة» لاحظنا ربط الأودية والانخفاضات بين الجبال بوضع موانع على غرار قص الجبال، حيث يتم ردمها ومن ثم قصها وفق عمل هندسي منظم لمنع المتسلل أو المهرب من تجاوز الحد وساهمت هذه التجربة بتخفيض التجاوزات (90%) مما اضطر حرس الحدود لتنفيذها بأكثر من موقع بحدود مسؤوليات حرس الحدود بمنطقة عسير المواقع الجبلية.
الإطاحة بمقيمين حاولا التسلل لليمن بعد بسرقة 329 ألفاً
قبل وصول وفد «الجزيرة» بخمسة أيام لمنطقة عسير تمكنت دوريات حرس الحدود من إحباط محاولة تسلل مقيم من السعودية لليمن بعد أن نجح في سرقة (149) ألف ريال، من كفيله إثر نشوب خلاف بينهما وقام المقيم بسرقة المبلغ وتحويله لبلاده ومن ثم قام بالتنسيق مع مقيم من جنسية أخرى بهدف تهريبه من السعودية لليمن ومن ثم لبلاده وعند وصوله لمدينة عسير تم نقله لظهران الجنوب في محاولة للتسلل لليمن إلا أن دوريات حرس الحدود أفشلت الخطة بالقبض على اللص ولحظة التحقيق أكد أنه بالخطأ دخل للأراضي السعودية وقام بتغيير اسمه وتم نقله لقطاع ظهران الجنوب وأخذ بصمة وتكشفت حقيقة اللص، حيث اكتشف أنه مطلوب لأحد مراكز الشرطة بالعاصمة الرياض إثر سرقة مبلغ مالي من كفيله، حيث اعترف بأنه قام بسرقة مبلغ مالي كبير من كفيله.
وفي إنجاز آخر لحرس الحدود تم القبض على مقيم سرق مبلغ مالي وقدرة (180) ألف ريال، من كفيله وحاول التسلل لليمن ومن بعدها الهروب لبلده، وكان المقيم يعمل بمهنة محاسب بشركة كبيرة في العاصمة الرياض وقام بسرقة مبلغ مالي واختفى عن الأنظار وتم إصدار تعميم من الشركة بعجز مالي واختفاء المحاسب وبعد خمسة أيام من الهروب تم القبض عليه من قبل دوريات حرس الحدود وعرضه على جهاز البصمة والذي كشف حقيقة خائن الأمانة ومن ثم تم نقله وسط حراسة مشددة وتسليمه لشرطة العاصمة الرياض.
المواجهات المسلحة بالليل تشكل 90%
يعد الليل من الأوقات التي يحرص المهربون على استغلالها في محاولة منهم لاختراق الحدود وتشكل المواجهات المسلحة ليلا الأكثر وفق ما ذكره ضباط حرس الحدود، مؤكدين أن 90% من عمليات التهريب يصاحبها عمليات إطلاق نار وكان آخرها عملية مواجهة مسلحة وقعت قبل وصول وفد «الجزيرة» بـ(15) ساعة تم القبض على ثلاثة أشخاص أصيب أحدهم إصابة طفيفة فيما لم يتعرض رجال حرس الحدود لأي إصابات عدا إحدى الدوريات تعرضت لعطب وعثر بحوزة المهربين على (43) كيلو حشيش وسلاح رشاش وكمية من الذخيرة الحية، وفي عملية أخرى وقعت مواجهة مسلحة في ساعة متأخرة من الليل بالقرب في حدود مسؤوليات قطاع ظهران الجنوب مع مهربين عددهم ثلاثة أشخاص وتم السيطرة عليهم دون أدنى محاولة للهروب، وعثر بحوزة العصابة على (290) كيلو حشيش مخدر.
85% من المهربين يضبط بحوزتهم حشيش وحبوب كبتاجون
وكشفت مصادر أمنية أن (85%) من المهربين يضبط بحوزتهم على حشيش مخدر وحبوب كبتاجون، حيث يعد مصدر دخل للمهربين كبير ولديهم إصرار على إتلاف وتدمير عقول الشباب ببث السموم الخطيرة وسط الشباب لاسيما أوقات الاختبارات فيما تعد عمليات التهريب الأكثر استخداما للأسلحة النارية لمعرفتهم بالعقوبات التي تطال مهربي المخدرات.
وكشف وفد «الجزيرة» أن رجال حرس الحدود بمنطقة عسير خلال الستة الأشهر من بداية هذا العام (1434هـ) قدم ثلاثة منهم أرواحهم الطاهرة فداء للوطن (ضابط ورجلا أمن) بعد تصديهم لعمليات تهريب مسلحة، كذلك تعرض (106) لإصابات متعددة من بينها سقوط وحوادث سيارات إثر ملاحقة مهربين ومتسللين ومن بين القصص تعرض ضابط من حرس الحدود لحادث مروري بعد ملاحقة مهربين أصيب الضابط بشلل رباعي.
العقارب والثعابين تشكل خطرا يوميًّا على رجال حرس الحدود
ضمن المخاطر التي تواجه رجال حرس الحدود المرابطين على الحد الجنوبي وخاصة بالمناطق الجبلية تشكل الثعابين والعقارب وبعض الحشرات السامة مشكلة يومية يكاد لا يمر يوميا إلا بوجود حالة يتعرض لها الرجال إلا أنهم وصفوها بالشيء العادي كونهم يحملون معهم إسعافات أولية ويتم علاجهم بالميدان دون اهتمام بذلك، حيث تعودوا على لدغات الثعابين والعقارب نظرا لطبيعة التضاريس التي تكثر بها هذه الحشرات الخطيرة، كما تمتد مخاطرها للمتسللين والمهربين، حيث أطاحت دوريات حرس الحدود مؤخرا بمهرب يحمل على ظهره (16) كيلوا من الحشيش المخدر تعرض للدغة ثعبان ورصدت الكاميرات الحرارية وهو يصارع الموت وتم إرسال دورية له، حيث تبين أنه تعرض للدغة ثعبان وتم علاجه بالميدان ونقله على الفور للمستشفى وبحوزته المخدرات التي حاول تهريبها.
وكان المهرب بالعقد الثالث من العمر قد سبق له أن تسلل للمملكة سبع مرات وفي المرة الثامنة قام بتغيير نشاطه وتهريب كمية من الحشيش إلا أنه لم ينجح في تهريبها بالرغم من أنه لا يفصله عن المستقبل عدا أقل من خمسة كيلوات بعد التنسيق مع عصابة إلا أن المكر السيئ أطاح بأهله. ومن ضمن الإنجازات الأمنية المتلاحقة لدوريات حرس الحدود يتم وبشكل كبير القبض على عدد من الأشخاص الذين يحملون بحوزتهم وثائق مزورة ويدعون أنهم دخلوا هذه المواقع عن طريق الخطأ ومن ضمنهم القصص القبض على خمسة يمنيين بحوزتهم إقامات مزورة ولحظة القبض عليهم أكدوا أنهم يعملون بمنطقة عسير وبالخطأ وصلوا للشريط الحدودي وطلبوا من رجال الأمن توصيلهم لمدينة عسير، حيث يوجد كفيلهم ومقر عملهم إلا أن حيلتهم لم تنطلي على رجال حرس الحدود، حيث تم نقلهم لأقرب مركز للحرس يوجد به جهاز البصمة وبعد التحقيق كشف أنهم مزورو الإقامات بالرغم من الاحترافية في عملية التزوير.
(الجزء القادم في ضيافة اللواء سعود العنزي قائد حرس الحدود بمنطقة عسير)