قال النيل :

ما أعذبني مشرباً اروي لهثت الضامي

انسل حاداً كما المهندِ وأغدو بارداً على من استسقاني

أرطب الجوف وارسم من عطشى النفوس بسمة على الشفاهِ

ما غيرت مجريا يوماً وما غيرت قراري

فهلك أن رأيت يوما نهرا يعود إلى الوراءِ

فقالت الأهرامات:

ما أجملنا شوامخاً منذُ الأزل باقين لم نزل ثوابت رواسي

أمسينا فأصبحنا رمزاً نحن الأهرامات وما مسا هرم منا هرمُ

ويكئننا جيل في عز الشبابي

فبتنا لذة للرائي وبسحرنا الفتان تشاركت الآراءِ

قالها خوفو فسمعها خفرع هذا النهج ولن أغير القرارِ

فأقسم بالولاء كما الشعب كل هرم سمعها واقسم كل هرم وهرم ثاني

ابتسم النيل فقالت الأهرامات:

ولم يا نيل التبسم

قال النيل:

رأيت الأمل بالاتفاق

وتأملت فدعوت ربي أن لا يرد دعائي ولا يخيب رجائي

قال: دعوتك ربي أن تولي على ارض الكنانة خيرها وتكفيها الأشرارِ

وتبارك لنـا فيها رباه وتولي علينا من يكون كما النيل نقيا صافيا

رباهُ وتبثه بالراي السديد وصيره كما الأهرامات شامخا راسي

وان قال كلامه أنصت العالم للكلامي

فقالت الأهرامات:

ربها لا تسيد علينا فراعنة يأكلون خيرات بلادي

وارزقنا من يكون كما النيل ساحرا لامثله وبسحره يتغنى الشعراءِ

ربها قد ضاقت مصر ذرعا وثارت فبارك اللهم بثورة الثوار

وأيد جند الثورة بنصرك وولي علينا خير الأخيار