|
سفر السالم - برلين:
كشف الدكتور خالد بن عبدالعزيز ياسين، الملحق الصحي بألمانيا المشرف العام على أوروبا، أن الملحقية ألغت عقود عدد من المستشفيات التي كانت في السابق تعالج المرضى السعوديين بألمانيا؛ وذلك لأن تلك المستشفيات لم تكن على المستوى المطلوب الذي يرتقي للطموح.
وقال الدكتور ياسين في تصريحاته الخاصة لـ»الجزيرة»: إن الملحقية بطاقمها الإداري والطبي تقوم بجولات ميدانية على المستشفيات البالغة 14 مستشفى جامعي على مستوى ألمانيا، وتلك الجولات أثمرت العديد من الأمور، منها إلغاء عقد مستشفيَين، وكذلك الوقوف على حالة طفلة، لم تبلغ 8 أعوام، حضرت على حساب والدها، وتبين أنه سيتم بتر رِجلها، ولكن الملحقية امتنعت، وتم علاجها، والآن تسير على كلتا قديمها وبصحة جيدة، وذلك ناتج من عدم تواصل أي مريض مع الملحقية، خاصة من يحضر على حسابه الخاص.
وبيّن الدكتور ياسين أن هناك الكثير من المشاكل تواجه الملحقية فيما يخص من يحضر للعلاج على حسابه، والطلبات التي ترد الملحقية تصل إلى حالتين يومياً بالرغبة في أن يكون على حساب الدولة، والمشكلة أن الكثير من المرضى يقع في حرج كبير من خلال عدم استطاعته دفع فواتير المستشفى، ولا يستطيع إكمال علاجه، وهنا المستشفيات لا ترحم، وربما يتضاعف المرض خاصة الحالات الخطيرة، كما أن هناك مكاتب خدمات تستغل المرضى، وتبالغ في الأسعار، وكذلك المستشفيات تبالغ في أسعار العلاج. مبيناً أن الحل يكمن في أن يكون هناك لجنة مشكَّلة من السفير والملحق الصحي للنظر في تلك الحالات التي تحتاج إلى تدخل عاجل، وخروجها من المستشفى سوف يسبب لها مشاكل أكبر.
وأوضح المحلق الصحي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بألمانيا أنه في العام الماضي 2012م بلغ عدد من تم علاجهم على حساب الدولة 680 مريضاً ومريضة، بقيمة فاقت 29 مليون يورو، فيما يوجد في الوقت ذاته قرابة 180 مريضاً، وغالبيتهم يعانون من الأورام السرطانية، يليها العظام والحوادث والعمود الفقري وحالات الأطفال والإعاقة ثم الكبد والكلي وأمراض القلب.. موضحاً أن متوسط تكلفة المريض تبلغ 20 ألف يورو لمدة شهرين، وربما تصل الحالات نادرة لـ100 ألف يورو.
وأضاف الدكتور ياسين بأن المرضى - ولله الحمد - لا يوجد لديهم مشاكل، وربما فقط تنحصر المشكلة في أن المريض يعتقد أن لديه أمراً، ويطلب أموراً ليست من اختصاص الملحقية، مثل إيجاد مترجم على مدار الساعة؛ وذلك لعدم الوعي لدى القلة. أما المرافق ففي السابق كنا نعاني من سفره وترك المريض، أما الآن ومع التنظيمات الجديدة فلا بد أن يكون موجوداً بجوار مريضه.
ويشير الدكتور ياسين إلى أن الملحقية تقوم بتسهيلات كبيرة للمرضى ومرافقيهم، وذلك من خلال حجز الموعد وإرساله للسعودية في وقت مبكر، وكذلك استقبالهم في المطار وتوديعهم، ومتابعة مواعيدهم في المستشفى من خلال مترجمين. أما فيما يخص المصروفات فإنه يتم صرف مبلغ 1500 ريال فور وصولهم، أما المصاريف الأخرى فيتم صرفها على دفعتين، بواقع 120 يورو يومياً للشخص الواحد، وكل تلك التسيهلات من أجل إراحة المريض وعدم عنائه.
وفي الختام شكر الدكتور ياسين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على رفع مصاريف المرضى ومرافقيهم.