كتبت في يوم الخميس 27-09-2012م مقالاً حول اكتشاف وزارة الصحة لثلاث حالات مصابة بفيروس كورونا لمواطنيْن سعودييْن والثالثة لخليجي، وقد توفي المواطنان بينما كان الثالث يتلقى العلاج، ولم يُذكر ما آل إليه مصيره!
ويُعد الفيروس نمطاً نادراً ونوعاً جديداً من فيروسات الإنفلونزا الموسمية المعروفة، إلا أنه يحمل سلالات جديدة تختلف عن الأنواع المسجلة مسبقاً، حيث تحمل الإنفلونزا أكثر من60% من الفيروسات، ويحمل الكورونا 15% من مسببات نزلات البرد، ويعتمد على التحاليل الدقيقة في التشخيص ولا يُكتفى بالفحص السريري لمشابهته أعراض البرد.
وأذكر أنه حال نشر المقال قللت وزارة الصحة من سطوة المرض ونشطت لطمأنة المواطنين والمقيمين بإمكانية السيطرة عليه، وذكرت أن الحالات نادرة والوضع الصحي مطمئن ولا يدعو للقلق، وأن المصابين به يتماثلون للشفاء بعد تقديم علاج مساند وبسيط دون مضاعفات.
ما تفاجأنا به هو العودة الشرسة لهذا المرض بعد ستة شهور من تصريح الوزارة، بل ووصلت الوفيات إلى خمس عشرة، وأخشى أن الوزارة لم تضع في اعتبارها عودة هذا الفيروس الذي يتسبب بإصابة بالغة بالجهاز التنفسي والكلى مما يؤدي - بعد مشيئة الله - إلى الوفاة خصوصاً لكبار السن ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص مناعة.
وربما أهملت الوزارة متابعة ما يستجد في هذا المرض سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي والعالمي من خلال التنسيق مع الجهات المعنية والهيئات الصحية الدولية، ولم تتخذ خطوات استباقية لمكافحة المرض قبل وقوع وفيات.
ولأننا نعيش حالياً موسم العمرة ونترقب موسم الحج، فإن الأمر يستوجب الحذر واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة وعدم التهاون مطلقاً بهذا المرض الخطير، لا سيما مع الحجاج والوافدين وإلزامهم باللقاحات وتزويدهم بالإرشادات والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين ولبس الكمامات في الأماكن المزدحمة وتغييرها دورياً.
ويحسن بوزارة الصحة طرح الأمر أمام الناس ومشاركتهم بشفافية وتوجيههم برفق وحزم ومد جسور التواصل من خلال التعاطي مع المواطن هموم الصحة العامة، وألا يحدث مثلما حصل إبان انتشار أمراض خطيرة كإنفلونزا الخنازير والطيور حيث اكتفت آنذاك بالعلاج دون التوعية والإرشاد، بل عمدت للتقليل من شأنها حتى وقع ضحايا ووفيات! وأرجو ألا يقف الأمر بالوزارة عند حدود إبراء الذمة بالتأكيد على جهودها وتصريحاتها المستفزة، بل لا بد من حشد تلك الجهود للتوعية في المدارس ووسائل الإعلام والمساجد ولوحات الطرق حتى يزول الخطر وتنفرج الأزمة فلا يبقى مكانٌ للقلق! وعلى المواطن والمقيم أن يهتم بنفسه وبأسرته ويكون واعياً بخطورة المرض ولا يتهاون فيه، ولا يخالط المصابين به، ويتخذ التدابير اللازمة لا سيما عند ارتفاع درجة الحرارة.
نسأل الله عز وجل أن يقينا مرض كورونا ويجنب البشرية الإصابة به.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny