بمناسبة الزيارة الميمونة لصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظهما الله، أود أن أشارك بالترحيب بسموهما، وأن أعطي معلومة ربما تغيب عن الكثير وهي أن المزاحمية تتميز بزراعة الزهور .فمنذ الزيارة الأولى للمزاحمية أحسست بأني في مكان ليس بالغريب علي. أنا ولدت وعشت أول عمري بالزلفي التي تشابه المزاحمية جغرافياً، حيث يحدهما جبال طويق شرقاً وكثبان النفود غرباً. من أول وهلة ارتحت للبلدة وأهلها وقررت أن امتلك قطعة ارض زراعية ازرع جزءاً منها وأقيم استراحة بالجزء الآخر. بعدها قررت إنشاء مشروع بيوت محمية لإنتاج الخضروات . وبعد اكتماله، حدث انخفاض كبير بأسعارها وبدأت التفكير بالبديل واستقر الرأي على الزهور. وكان مشواراً شاقاً ومكلفاً بسبب قلة الخبرة ولكني كنت قد عقدت العزم بالتوكل على الله وعدم التراجع. شيئا فشيئا وبتوفيق من الله بدأنا نتغلب على الصعوبات ونتقن فنيات زراعة الزهور المختلفة واحدة تلو الأخرى. الطريف بالموضوع أننا بدأنا الزراعة بالتربة الرملية الطبيعية ولكن نصحنا المختصون باستخدام تربات مختلفة مثل البتموس والبيرلايت وغيرها وبعد تجارب استمرت مدة خمسة عشر عاما رجعنا الى تربة المزاحمية الرملية الطبيعية ووجدناها، مع شيء من المعالجة، أفضل بكثير من أي تربة مستوردة. واليوم استطيع أن أقول بأن المزاحمية لا تنقص عن كثير من بلدان العالم، المعروفة بزراعة الزهور، ليس بالكم ولكن من حيث الجودة وتعدد أنواع الزهور. فالمزاحمية، بالإضافة إلى بعض الخضار، تنتج الورد والكريزانتمم والليليز والقرنفل والكاللا وأكثر من عشرين نوعاً آخر من الزهور المختلفة. ونصدر جزءا منها للخليج ولبنان، وفي فترة سابقة كنا نصدر إلى استراليا ومصر والسودان، ولو أنها كانت بكميات قليلة. كما أود أن انوه بأنه يوجد هنا مزارع أخرى تنتج الزهور وبنجاح، بالإضافة إلى انه يوجد أيضا عدة مشاريع زراعية كبيرة لإنتاج الخضار المختلفة. أرجو من الله أن يوفقنا ويدلنا إلى ما فيه مصلحة وطننا عامة وان ينعم على المزاحمية وأهلها والمستثمرين بها بالخير والبركة .