على الرغم من الحملات المرورية المكثفة التي تشنها وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور ضد التفحيط والمفحطين بشكل عام، إلا أنه لا يزال هناك من يمارس هذا السلوك الخاطئ والمشين. ولا أقول (هواية) لأن الهواية تعود على صاحبها بالنفع والفائدة، أما التفحيط فعلى العكس من ذلك.
وهذا السلوك الخاطئ الذي لا يزال يتكرر باستمرار في شوارعنا يقف وراءه بعض من الشباب، يمارسون حركات قاتلة وخطيرة بسياراتهم لمجموعة من المتجمهرين والسائقين الآخرين الأبرياء، الذين يسيرون على الطريق في أمان الله، وعبر الساحات العامة وبالقرب من المدارس، ويلقبون أنفسهم بألقاب خاصة بهم، طمعاً في الشهرة، التي لا تعود عليهم بأي نفع أو فائدة، مادية كانت أو معنوية.
وعلى الرغم من العقوبات المرورية النظامية الخاصة بالتفحيط والمفحطين من سجن وغرامة ومصادرة المركبة، إلا أن البعض منهم لا يرتدع، ولا تحرك فيه ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيه، وأصبح جهاز المرور يعاني ويئن من كثرة المخالفات والمخالفين وقاطعي الإشارات والمتهورين ومرتكبي حوادث الصدم والدهس وسرقة السيارات، وغيرها من المهام والأعباء التي يؤديها جهاز المرور حتى يأتي هذا المفحط المستهتر بأرواح الناس وبالأنظمة ويضيف إلى جهاز المرور عبئاً آخر هو في غنى عنه، لكي يدع المرور مهام أخرى ويتفرغ لملاحقته وضبطه فقط.
ومن حسن الحظ أن المرور صدرت إليه توجيهات بإيقاف المفحطين بالقوة الجبرية، وبالتعاون مع الجهات الأمنية الأخرى، وهذه خطوة رائعة وناجحة نتمنى أن تؤتي ثمارها في القضاء على هذا السلوك الخطير الذي يهدد أرواح الآخرين.