نجحت الشابة الفلسطينية إقبال الأسعد (20 عاماً) في أن تحول مأساتها مع نقص العلاج في الصغر، إلى إنجاز عالمي، بعد ما تحصلت هذا الأسبوع في بيروت على لقب (أصغر طبيبة في العالم)، بفضل منحة دراسية خليجية، قدّمت لها بسبب تفوّقها الواضح دراسياً، في المراحل التعليمية المبكرة!
يبدو أن دراسة الطب ليست بالأمر (الصعب)، وستخرج لنا أطباء (صغار في السن) كما حدث مع التجربة السابقة، خصوصاً إذا تم إعفاء الطالب من دراسة المناهج (الأدبية والفنية) مثل التاريخ والجغرافيا وغيرها، التي تزوّد من سنوات التعلّم والدراسة..!
ولكن في هذه الحالة سيخرج لنا (طبيب آلة)، لا يعرف من أمور الحياة أو المجتمع (غير المشرط والإبرة)، بينما الطب (رسالة إنسانية متكاملة)، حيث يجب على الطبيب أن يعرف في المجتمعات وتنوّعها، وتاريخها، وطباعها ليقدّم طرق العلاج وفق الأساليب المحببة والمقبولة، كما أن الطبيب الذي لا يعرف تاريخ وطنه، وخصائص مجتمعة، قد يفوته الكثير.. حتى لو كان جراحاً ماهراً!
بالأمس جمعتني مناسبة مع (طالب طب) حضر وهو يرتدي (جينز وتي شيرت)، 60% من كلامه يحتاج لتعريب، بينما المقام لا يحتمل غير (الزي الرسمي)؟!
سألته (بخبث): ليش ما لبست (ثوب وشماغ)؟! قال ببرود: ما أعرف، خلاص تعوّدت على كذا، غثونا وحنا صغار يا أخي (ثوب وشماغ)!
كانت إجابة (صادمة) بالنسبة لي! دراسة الطب لا تعني نسيان تقاليد المجتمع وعاداته!
وعلى ذكر (النسيان) كفانا الله وإياكم شره، اتهمت مريضة مصرية يوم أمس، طبيبتها بنسيان (فوطة) داخل بطنها بعد 7 أشهر من إجراء عملية قيصرية لها!
تذكر أن هناك (200 ألف) بريطاني يعالجون (أسنانهم) بالغراء والكماشة في منازلهم، وأن 30% من البريطانيين، لا يترددون على المستشفيات إطلاقاً!
مأساة (الطبيب) في صغره، قد تتحوّل لنجاح مثل (بنت الأسعد)، وقد تتحوّل (لانسلاخ)، أو زهايمر، أو غير ذلك.. الله أعلم؟!
أعرف (طبيبك) قبل الدخول عليه؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com