معظم الذين أصيبوا بالإحباط وانتصر عليهم اليأس هم أولئك الذين كانوا ينتظرون شكر الآخرين وثناءهم فكانوا أشبه ما يكونوا بالمنافقين الذين لم يحصلوا على شكر المخلوق ولم يحققوا رضا الخالق.
من خلال اطلاعي الشخصي على كثير من تجارب الناجحين وسيرهم وجدت أن معظم إن لم يكن كل الرواد المتميزين على اختلاف دياناتهم سواء في قطاع الأعمال أو الحكومة كانت أحلامهم تنبع من نوايا حسنة تجاه المخلوقين فوفقهم الخالق.
نغفل كثيرا عن التعبد في العمل واستشعار العبادة والاحتساب فيه. وربما أن ذلك يعود إلى الطريقة التي تم من خلالها تعليمنا مبادئ ديننا الحنيف والتي عنيت بعبادة الجوارح - مع أهميتها - وأغفلت إلى حد كبير عبادة القلب والمعاملات.
نهتم كثيرا بما يقوله الآخر عنا ويفوت على الكثير منا أن أعمالنا الخالصة سوف يراها الخالق والمخلوق. يقول تشارلز ويلسون رئيس ألمانيا الشرقية « بغض النظر عن حجم زجاجة اللبن ، دائماً ما ترتفع الزبدة إلى أعلى «. الأعمال المميزة والمخلصة ستظهر، قصر الزمن أو طال.
العمل عبادة، وإخلاص النية فيه ثرة وهي أغلى وأثمن وأبقى من الثروة المادية . وتحقيقها لا يتعارض مع الثروة المادية. فالرشيد من يجمع بين العائدين عائد الروح وعائد المادة، وسيجني ثمار ذلك في دنياه وآخرته. راحة في الضمير وسعة في الرزق. وفي حقيقة الأمر فإن البقاء للعائد الأول لأن العائد المادي سيصادره الآخرون في آخر يوم من أيام حياتك.
وخلاصة القول إن التعبد في العمل والاحتساب فيه منزلة رفيعة لا يبلغها إلا من رزقه الله بصرا وبصيرة. يرى في الأول طريق المادة ويهتدي في الثانية سبيل الرشاد ونور الهدى.
وفق الله الجميع لما يحب من العمل ويرضى.
@falsultan11