طالعت بكل الشكر والتقدير تغطية الجزيرة المتميزة على مدار يومين بالعدد رقم 14825 الصادر صباح يوم الأربعاء الموافق 21-6-1434هـ والعدد رقم 14826 الصادر يوم الخميس الموافق 22-6-1434هـ لزيارة صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز لمحافظة المجمعة وسدير.

ولقد سعد أبناء مدن وقرى وهجر سدير والمجمعة بهذه الزيارة المباركة التي تحمل في ثناياها الشيء الكثير، واطلعا على كثير من الجوانب التي تحتاج إلى دعم ومؤازرة، ولقد كانت جهود الاستعداد والإعداد لهذه الزيارة بتوجيهات ومتابعة مستمرة من لدن صاحب السمو محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل وفريق العمل المكلف بذلك سواء في القطاع الحكومي أو الأهالي واضحة للعيان وبارزة لكل ذي بنان، فقد سار التنظيم والترتيب والإعداد على الوجه الأكمل واستغل كل دقيقة من وقت الزيارة بما يعود بالنفع والفائدة، فللجميع الشكر والتقدير، وللحضور من أعيان ومسؤولي ومواطني المحافظة الذين حضروا وساندوا ودعموا وتعاونوا مع المنظمين، ليظهر الوجه الوضاء لأبناء سدير وعلى الوجه الأكمل وأنهم يد واحدة.

لقد سعد الجميع بالسلام على صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز الذي كان في قمة التواضع والبساطة والأريحية ينحني للصغير ويبجل الكبير ويشد على أيدي الجميع، ومع ذلك له هيبة وتقدير وعلى اطلاع واسع بالمحافظة وأهلها، وكذلك له ذاكرة متميزة ومعلومات متدفقة عن منطقة الرياض ومحافظاتها فيعطي المعلومات الصحيحة ويصغي للآراء والأفكار النيرة ويناقش باستفاضة، ثم يوجه بحسم الأمر، كل من يصافحه يسأله عن اسمه بكل محبة وتقدير لا يعطي الوعود كما قال، بل يترك الأعمال والإنجازات تتحدث عن نفسها.

وعندما صافحه أحد الكتّاب المتعاونين مع الجزيرة أثنى عليها وقال أول ما تنتقدوا امارة الرياض إذا رأيتم عليها ملاحظات، كان سمحاً مع الجميع يستوعب المعلومة بسرعة فائقة، حاضر البديهة بليغ في عباراته وتوجيهاته لا يصدر أمراً حتى يستشف المعلومة كاملة، ذو ثقافة عالية، وما أدل على كلمته الرائعة في الحفل التي تسطر أحرفها بالذهب، ورغم ازدحام جدول الزيارة باللقاءات والاجتماعات والجولات والحفل الرسمي، فلم يكل أو يمل أو تفتر عزيمته أو تغيب ابتسامته، لم يرد أي طلب أو يصد أي أحد أو ينهر مرافقيه، بل كان قائداً متميزاً ذا همة عالية وابتسامة رائعة وتواضع في عزة، وعند نهاية الزيارة شد على أيدي المنظمين وشكرهم على حسن تنظيمها ودقة عملهم مما يدل على سماحة نفسه وتقديره للعاملين المجدين ولأبنائه المخلصين.

أما نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز عضده الأيمن ومستشاره الأمين، فلم يقل عنه سماحة ورجاحة وتواضعاً وعلو همة، فالابتسامة لا تفارق محياه والتواضع سمة واضحة والصمت وقل الكلام إلا في مواضعه تدل دلالة أكيدة على ما يتمتع به من أدب جم وتعليم عال، فهو ابن قائد الإنسانية الذي نهل من حكمته وعلمه وسياسته، وهو الطيار الماهر الذي يضع كل كلمة موضعها ولكل عبارة مدلولها ولكل إشادة وقتها إذا التفت إليه خالد وجده بجواره وإذا سأله جاءته المعلومة والحكمة على صوابها، يتبسط مع مستقبليه بدون ابتذال وحديثه ذو دلالة ومعان، أثناء الجولات الميدانية، قاد السيارة بنفسه مما يدل على ثقته وخفة نفسه ليكون اطلاعه على الواقع عن قرب وليتباحث مع الأمير عن كل صغيرة وكبيرة بدون تداخل ليسعد الجميع بما هو آت، لأن الامارة يقودها هؤلاء الرجال ذوي الكفاءة والعلم والدراية لهم في ميادين العز والشرف صولات وجولات، وفي ميادين البطولات مواقف مشهودة، فقائد للقوات البرية وطيار مقاتل متمكن كانا بالأمس يذودان عن تراب الوطن.. وها هما اليوم يقودان التنمية في عاصمة الوطن.

فلله درهما من نجمين سطعا في سماء المنطقة وبوادر نجاحهما واضحة فلندعو لهما بالتوفيق والسداد وطول العمل ليحققا ما تتطلع له حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني من مشاريع طموحة متميزة وما يطمح إليه أبناء المنطقة من تقدم في جميع المجالات.

إن هذه لزيارات تضع المسؤولين في قلب الحدث ليشاهدوا على الواقع كيف تسير الأمور وكيف يخطط المسؤولون بالمحافظات وما هي استفادتهم من التنمية ومدى انعكاس ما تضخه الدولة من المليارات هل تلامس احتياجات المواطن أم لا.

إن الأمل ليحدو أبناء محافظة المجمعة وسدير لزيارة تكون أشمل وأطول، فهناك مشاريع جبارة كالجامعة وسكة الحديد ومحطة القطار ومدينة سدير للصناعة والأعمال والإسكان وغيرها من المشاريع العملاقة التي تستحق الوقوف عندها وتفقدها، بالإضافة إلى تطلع باقي مدن وقرى وهجر المحافظة بالمرور عليها والوقوف على ما تشهده المحافظة من تقدم ورقي في جميع المجالات التي يقودها بكل اقتدار أميرنا المحبوب ومحافظنا المحفور اسمه بالقلوب صاحب السمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل.

شكراً لسموكما ولمرافقيكما على تجشم عناء السفر ومشقة التنقل بين أكثر من مكان لتقفوا مع فريق العمل على الاحتياج لسد الخلل والشد من أزر العاملين وتشجيعهم، لأن مثل هذه الزيارات هي الوقود والدافع لهم فأنتما قائدان ملهمان والعاملون هم جنودكما فكلما كان القائد حول جنوده ومعهم كان التفاني والإبداع والنجاح سمتهم.

إن المنطقة مقبلة على نهضة في شتى المجالات وسيلمس الجميع ذلك في القريب العاجل.

وفق الله العاملين المخلصين وشكراً للجزيرة على تغطيتها المتميزة وشكراً لمن أوصل الليل والنهار وعمل بكل جد وإتقان ليكون النجاح هو أبرز عنوان.