دبي - الجزيرة:

اعترف وزير السياحة المصري هشام زعزوع بالانخفاض في أعداد السياح الوافدين من دول الخليج عما كان عليه في الفترات الماضية، في الوقت الذي أكد فيه عزم وزارته على رفع عدد السياح الخليجيين إلى مليوني سائح خلال عامين من الآن.

وشدد الوزير في حوار مع الجزيرة، على هامش معرض السياحة والسفر الذي أقيم في دبي الأسبوع الماضي، تحسن الحالة الأمنية في مصر بشكل عام نظير التواجد الأمني المكثف لضبط الشارع.

الوزير تطرق في حواره أيضاً إلى تطبيق وزارته فكرة البث المباشر من المناطق السياحية، واهتمامه الشخصي بنقل الصورة الصحيحة عن الأوضاع في مصر عبر وسائل الإعلام.. كما تحدث عن مستقبل الاستثمار الخليجي في المشاريع السياحية في مصر خلال الحوار التالي:

* لنبدأ من اللحظة الراهنة، من تداعيات الحالة السياسية والأمنية وتأثيراتها على السياحة في مصر؟

- لقد حصل تحسن شديد في الحالة الأمنية خلال الفترة الماضية.. هناك تواجد أمني لضبط الشارع في القاهرة بصفة خاصة، ومصر عامة.. نعم هناك حالة من القلق والتوجس نتيجة الاحتجاجات التي تنتظم الشارع، غير أن ما يمكنني تأكيده أن هذه الاحتجاجات الفئوية لا يمكن أن تكون موجهة إلى ضيف، لا سيما ضيفنا الخليجي والعربي. دعني أيضاً أبادلك اعتقادي أن هناك مبالغة من قبل وسائل الإعلام المصرية، إذ يتم نقل الصورة وكأن مصر على صفيح ساخن.. لكن مصر آمنة وأنا أدعو وسائل الإعلام لكي يروا بأنفسهم.. هناك عبارة درجتُ على ترديدها في الآونة الأخيرة وهي أن البعض يحاول اختصار مصر في كيلو متر واحد، أنا مطمئن ومن واجبي أن أعمل على حماية الزائرين سواء كانوا عرباً أم أجانب.

* لكن معالي الوزير، هل تمكنتم من نقل شعوركم هذا إلى السائح؟ بمعنى هل انعكس هذا على أعداد السائحين؟

- الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها هي أن هناك انخفاضاً في أرقام السياحة الوافدة من الخليج عما كانت عليه سابقاً. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.. في المقابل علينا إرسال رسالة صحيحة إلى الإخوة العرب تنقل لهم ليس شعورنا هذا وحسب وإنما حقيقة الوضع على الأرض.. في سبيل ذلك قمنا بتركيب كاميرات في المناطق السياحية حتى يرى الناس مصر على حقيقتها على الهواء مباشرة.. لقد قررنا أن نترك لهم حرية تقييم الوضع بأنفسهم، وعملنا على أن تتوزع هذه الكاميرات في القاهرة وأسوان والأقصر وغيرها من المدن السياحية، كما ركزنا على الأماكن التي كان يرتادها السياح العرب من مقاهٍ، وسينمات ومسارح وغيرها.. هذا ما نعتقد جازمين أنه سيعكس الصورة الحقيقية للشارع المصري ويؤكد على أن الحياة تسير سيرها الطبيعي.

* إذا اعتبرنا ما ذكرتم معالجات آنية، فهل هناك برامج طويلة الأمد لإعادة اجتذاب السياح؟

- الحقيقة أننا نفكر في إنشاء مكتب لنا في دبي لخدمة منطقة الخليج ككل.. وإلى أن يتم هذا سيكون لنا مندوب يعمل مع القنصلية ليكون همزة الوصل بيننا وبين الجهات الفاعلة من شركات سياحية، إعلام، مواطنين وغيرهم ومن خلاله سنرسل رسالة إيجابية يمكنها الحد من اتخاذ قرار عدم اختيار مصر وجهة سياحية أولى.

* هل تعزو تراجع الاستثمار الخليجي في مصر خصوصاً في المجال السياحي إلى الأسباب نفسها، أعني عدم الاستقرار؟

- عدم الاستقرار بشكل عام من مشاكل الاستثمار، وهذا إن كان صحيحاً - بالنسبة لمصر - فهو لفترة ما بعد الثورة فقط.. أما الآن فالحكومة مدركة أن التقدم الاقتصادي لا يمكن أن يتم دون الاستثمار الخاص وفي مقدمته ما يأتي من الخليج والدول العربية.. فقد كانوا ولا يزالون مهمين بالنسبة لنا.. لدينا استثمارات ضخمة من دول الخليج أستطيع أن أضرب لها مثلاً بالكويت ممثلة بالخرافي الذي يملك مدينة كاملة أُنشئت ونمت على البحر الأحمر، والسعودية ممثلة بالشربتلي والشبكشي وغيرهما.. وأعتقد أن هذا الشعور بالقلق والهاجس بأن الأمور غير مستقرة انسحب على الاستثمار، غير أننا سنعمل على إعادة الثقة إلى مصر بصفة عامة واقتصادها بصفة خاصة.

* عدا عن إعادة الثقة معالي الوزير، هل هناك فكرة لإحداث نوع من التسهيلات الجديدة بالنسبة للمستثمر؟

- هناك تسهيلات بالفعل في قطاع السياحة؛ إذ توجد مشاريع تأخذ الأرض فيها بأسعار منافسة ويتم السداد بأقل من 30% أي 27% فقط والباقي على 10 سنوات وهناك مناطق جاذبة يمكن إقامة مشاريع سياحية فيها وهي مناطق بكر ولها زائروها.

* الآن في هذه الظروف وفي ظل تراجع معدلات السياح الخليجيين والسعوديين بشكل خاص في مصر.. هل تعملون على رقم مستهدف بالنسبة للسائح الخليجي؟

- نعم.. نعمل على أن نصل إلى مليون سائح خلال عامين. بالنسبة إلى المملكة وصلنا إلى 300 ألف.. أما الإمارات فالأرقام متواضعة ولا تتعدى الـ 25 ألفاً، وإذا اعتبرنا الكويت مائة ألف فهذا هو الرقم الحالي مضافاً إليه سياح بعض دول الخليج الأخرى.

سابقاً كان الرقم الفعلي 600 ألف لكننا نريد أن نعود إلى هذا الرقم خلال سنة ثم بعد ذلك ننطلق إلى مليون سائح خليجي.

* ولكن، ألا تعتقد أن هذه مهمة صعبة لا سيما مع دخول منافسين آخرين في ظل تراجع الطلب على مصر؟

- هذا صحيح، لم يعد الأمر سهلاً في ظل منافسة دول أخرى مثل تركيا وماليزيا، لكن تفرد المنتج السياحي المصري هو المعول عليه.. لدينا في مصر تنوع كبير لا يتوفر في دول أخرى، فالشباب لهم أنشطتهم سواء في العاصمة أو شرم الشيخ كالرياضات البحرية مثلاً، أما الأجيال الأكبر فتستمتع بالقاهرة هذه المدينة الساهرة. وأكرر لك أن ما يشاع عن عدم الأمن لا أساس له من الصحة.

* أخيراً.. ألتقيكم الآن معالي الوزير في معرض السياحة المقام في دبي.. هل معرضكم هذا الضخم، وحضوركم الشخصي يعني أن لديكم رسالة توجهونها في هذا المعرض؟

- دون أدنى شك.. لقد قررت أيضاً دعوة إعلاميين إلى مصر ليروا بأنفسهم طبيعة الوضع.. لن ننسى أيضاً موضوع الكاميرات التي ستساعد في إيصال صورة إيجابية، ولا بد من عمل المنظومة كلها في دعم السياحة، وهذا ما نجحـت فيه بعض الدول كتركيا التـي استثمرت الدراما في تصــويـر أماكن سياحية.. وأعتقــد أن علينا أن نستثمر السينما والدراما أيضاً.. ومن هنا فإننــي أدعو المنتجين السينمائيين للتصوير في الأماكن السياحية سواء في الشرم أو الغردقة، مرسى علم، الساحل الشمالي وغيرها.