الزيارة المفاجئة للأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية لجسر الملك فهد، تذكرنا بأنه لا يزال هناك مسؤولون يزورون زيارات مفاجئة، عندما قرأت الخبر، قلت لنفسي:
- وين شفت هالزيارة، وين شفت هالزيارة؟!
نسيناها والله. لم يعد هناك سوى زيارات مرتبة سلفاً، تُدعى لها وسائل الإعلام، ويكون مدير المنشأة في انتظار الوزير بالبخور والسجاد الأحمر، على أساس زيارة مفاجئة، ويكون الأعيان على جانبي طوابير المهنئين، كلٌّ يرمي عقاله، أملاً في قبول الوزير لوليمة الحواشي والمحاشي!
نحن نعرف أن الزيارة غير مفاجئة، حينما تكون هناك وسائل إعلام، ومصور صحفي يلتقط صورة لمدير الشؤون الصحية وهو يستخدم سماعة الرقبة لفحص مريض من إدارة العلاقات العامة!
نحن نعرف أن الزيارة مفاجئة، حينما يدخل المسؤول على الموظفين، فيجدهم نائمين، كما هو الحال في زيارة الأمير سعود لجسر الملك فهد. في هذه الزيارة المفاجئة، لم يجد الأمير بعض موظفي الجسر وهم ينظمون الحركة على أكمل وجه، لم يجدهم وهم يقضون على أي ملمح زحام أو تعطيل، لم يجدهم وهم يحترمون المسافرين وينهون إجراءاتهم بكل سلالة، بل وجد أغلبهم نائمين. وهذا يعني أن الزيارة مفاجئة، وأنها كشفت للأمير واقع الحال.
المهم بعد ذلك كله يا أمير، أن تتم وضع آليات منضبطة لضمان الحركة السلسلة على جسر الملك فهد، فهذا المشروع العملاق يغدو بلا معنى، حين يقضي من يعبره ساعات طوال، وذلك لأن الموظفين أو بعضهم نائمون!