الحق أحق أن يتبع، ومن ننقده اليوم ليس من المعيب أن نثني عليه غداً، كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة منتقداً وزارة الشؤون الاجتماعية، أو بالأصح متمنياً منها تقديم خدمات أفضل لفئة يغلب عليها قول الحق تبارك وتعالى (لا يسألون الناس إلحافا) كتبت ما كتبت منطلقاً من واقع أعرفه في أنحاء مختلفة من وطني الغالي على قلوبنا جميعاً، قلت ما قلت وكلي أمل في أن أرى هذا المحتاج وقد أصبح في وضع معيشي وصحي وتعليمي مميز، فنحن في دولة مميزة، تمنيت وتمنيت ولكنني لم أصل إلى معلومة تطمئن قلبي وتهدئ من روعي تجاه أهلي في الشمال والجنوب والشرق والغرب وكل شبر من أرض هذا الوطن العظيم.
واليوم.. أكتب بروح متوثبة مشرقة لا مجاملة لوزير ولا لوكيل ولا لأي أحد من مسؤولي هذه الوزارة، أكتب اليوم بعد أن قمت بزيارة غير مرتبة لهذا الغرض وإنما جاءت صدفة وكما يقال ربما صدفة خير من ألف ميعاد، تشرفت بدخول مبنى هذه الوزارة وسعدت بالاجتماع بأخوين كريمين صريحين هما وكيلا الوزارة الأستاذ محمد العقلا والدكتور عبد الله السدحان واستمعت منهما ما يبعث الأمل ويشرح الصدر حول ما تسعى له الوزارة من نقلة نوعية في خدماتها للمستفيدين، قال وكيل الوزارة لشؤون الضمان الأستاذ محمد العقلا: إن أي مواطن يتبين لنا دون أن يتقدم حاجته للضمان نقوم نحن بإكمال إجراءات تسجيله، وأكد علي لو كنت أعرف أحداً محتاجاً غير مسجل أن أبعث له فقط برقم هويته الوطنية وهم يكملون اللازم، سرني هذا الكلام كثيراً، وإن كنت أتطلع دوماً إلى ما هو أبعد من صرف هذا المرتب الشهري إلى قيام مشاريع تحتوي هؤلاء المحتاجين وتؤهل أبناءهم ليكونوا فاعلين منتجين خادمين لأنفسهم أولاً ولوطنهم ثانياً.
الخبر الذي من أجله كتبت هذه المقالة خبراً نوعياً يعد نقلة كبيرة في خدمات الوزارة لهذه الشريحة من أبناء الوطن الخبر هو عزم الوزارة منح جميع المستفيدين من الضمان الاجتماعي بطاقة التأمين الصحي، نعم لن يحتاج هذا المواطن بعد منحه هذه البطاقة أن ينشر معاناته أو أحد أفراد أسرته الصحية في صحيفة أو موقع إلكتروني حيث سيحصل على العلاج والدواء دون منٍ ولا أذى.
أعترف هنا بأنني وجدت نقلة نوعية تنتظر المستفيدين من الضمان خلال فترة وجيزة - بإذن لله - وأن نظرتي السابقة عن هذه الوزارة تغيرت بشكل كبير، وهذا يشجعني على التواصل والمتابعة مع الإخوة في جهاز هذه الوزارة بين فترة وأخرى لأنقل لأهلي في كل الوطن مشاريع الوزارة الوطنية المميزة.
ساعة قضيتها مع الأخوين الكريمين الأستاذ محمد العقلا والدكتور عبد الله السدحان مرت سريعاً لما كنت أسمعه من أخبار تثلج الصدر وتبعث على السرور.
قبل أن أضع قلمي أعود لموضوع التأمين الطبي متمنياً أن يكون عند تنفيذه عبر شركات التأمين المعتبرة، لأن بعض شركات التأمين بكل أسف تزيد المريض ألما فوق ألمه وتسمى عند المستشفيات شركات الفاكس، كونهم يعتمدون على الفاكس في تعاميدهم وفي الغالب أن الرد لا يأتي إلا بعد ساعات وساعات إن حصل رد، وهذا يفقد التأمين قيمته كون البعض خاصة في الحالات الطارئة يضطر للدفع من جيبه الخاص.
تحية لهذه الوزارة ورجالها المخلصين وزيراً ووكلاء وموظفين وإنا لمنتظرون كل جديد وجديد يحقق لكل أهلنا آمالهم في عيشة راقية نعم راقية فنحن في دولة راقية ويحق لنا أن نعيش عيشة راقية.
والله المستعان,
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118