أحسن الزملاء في جريدة الشرق الاوسط وهم يعيدون الذكرى العاشرة لتفجيرات القاعدة التي ضربت العاصمة الرياض قبل عشر سنوات، وتحديدا في 12 مايو 2003، حين هزت انفجارات عقول وقلوب وقناعات السعوديين بعد ان ضربت ثلاثة مجمعات سكنية، والتي عرفت لاحقا بابرزها، الحمراء، عندها اعلن التنظيم الاجرامي “القاعدة في جزيرة العرب” الحرب على السعوديين ووطنهم.
لنحو عقد، مرت مئات القصص الإنسانية،والاحزان والاوجاع، ولا زالت روائح الدم والدخان والجثث وصوت التفجيرات الإرهابية التي كشفت فكرا قبيحا سرطانيا يتمدد، وخلايا تطرف ديني تتحين اللحظة للانقضاض على القريب والبعيد.قبل ان تحاصر في جحور فكرها القبيح!.
وفي سلسلة تحقيقات نوعية قدمت الزميلة (الشرق الاوسط) جهداً صحفياً رصد واعاد للذاكرة تفاصيل تلك المرحلة، والحقيقة ان الاعلام السعودي اجمالا، بما فيه الرسمي قد قصر، ومطالب بالعمل على توثيق تلك المرحلة واعادة عرضها حتى لا ننسى، وكيف ننسى هجمة الفكر التكفيري الجهادي الدموي الخبيث والضال. ولكن ذاكرة عموم الناس تحتاج الى تنشيط بين وقت وآخر للبقاء واعين يقظين بما حولهم!.
في الملف والذاكرة، رصد لانعطاف دخول النساء المؤيدات أو المنخرطات في العمل القاعدي. ليصبح العنصر النسائي حضورا مؤثرا في سير النشاط القاعدي الارهابي، على المستوى اللوجيستي، والدعائي والتجنيدي.
والأمر لم يقتصر على الجماعات “الجهادية” في توظيف النساء، بل تجاوزه إلى استخدام جماعات الاحتساب، والتي شكلت (نوعا من السند الشعبي في التعبئة العامة على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الشوارع، مع مسجونات على ذمة قضايا “القاعدة” في السعودية، مثل هيلة القصير، وأروى بغدادي).
الخصوصية لوضع المرأة في المجتمعات المحافظة، كانت الثغرة الأمنية الاخيرة التي حاولت العناصر الإرهابية توظيفها لصالحها، وكثيرا ما كانت المداهمات لمواقع الجماعات الإرهابية تعثر على ملابس (نسائية) يتنكر بها المنفذون الرجال التابعون للتنظيم (الجهادي)..!
يكشف ملف الشرق الاوسط “الغنائمية - المرحلية” عبر ملف المعتقلين في السعودية، من بوابة “حقوق الإنسان” وكثير من هؤلاء المعتقلين ينتمون فكرا وسلوكا إلى خطاب القاعدة التفكيري، وكثير منهم محبوس على ملاك قضايا تتعلق بـ”القاعدة”، تمويلا، ودعاية، ودعما، (لكن كل هذه الأمور تم التغافل عنها، وفي لحظة لقاء غريبة اجتمعت رغبة أنصار هؤلاء القاعديين، مع رغبة أنصار التيار الحركي الإسلامي، أو “الصحوي”، والاحتسابي الاجتماعي، وتيار الديمقراطية الإسلامية الفكرية،والشبان النشطاء في موقع “تويتر”، وخليط من بعض الليبراليين اليساريين، و النشطاء السياسيين الشيعة، وعدة حسابات على موقع “تويتر” للحشد من أجل ما سمي بملف المعتقلين).
فيما تخلط المعلومات والاوراق الاستجداء العاطفي، لعلنا ننسى فعل القاعدة القبيح وهيكله وامتداداته،والفكر المتعاطف صراحة أو تلميحاً أو صمتاً معه في تلك الحرب المستمرة والتى لازالت اثارها الجانبية حاضرة وباقية، وهنا يمكن لك ان تفهم كيف تصبح قصة المرأة السعودية التي سافرت بأطفالها للعراق من أجل “الجهاد”.. وتزوجت الزرقاوي مظلومة،نقصد السيدة (وفاء اليحيا) كما اوردت الصحيفة تفاصيل قصة الاكاديمية والناشطة التي تحمست للتيار الجهادي وكانت تريد أن تصبح “فقيهة” لـ”القاعدة” وكيف يصبح هذا الخلط المريب لملف المعتقلين الأمنيين فرصة للانفاذ للوعي العام عبر صيحة الجهاد من جهة، ونداء الحقوق المدنية الإنسانية من جهة مغايرة،وشيء من التعاطف والاحتساب، والهدف استجداء التعاطف الشعبي وتزوير رأي عام!.