عندما يتعاون المجتمع ويتضامنون لدفع الضرر عن بعضهم البعض فإنهم يطبقون مبدأ التكافل الاجتماعي في المنظور الإسلامي؛ لأن كل فرد من هذا المجتمع عليه واجبات يجب أن يقوم بها ويؤديها على الوجه الأكمل،
ويجب علينا معرفة أن التكافل في معناه الحقيقي لا يتعارض مع التعاون الذي أمر به الخالق المصور لقوله سبحانه وتعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ الآية. والتكافل في عناصره ومدلولاته يمثل الإحسان والرحمة والبر والإنفاق والإخاء
وبما أن الأحاديث النبوية الشريفة، تحث على أن يكون المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فما الذي يمنعنا نحن في هذا الوطن من تطبيق هذه المبدأ الأخلاقي تنفيذاً لأوامر نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-، وأن يكون كل واحد منا واقفا بكل حزم وثبات مطبقاً لفضيلة التكافل والتساند ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، وحتى يكون مجتمعنا محققاً لهذه الغاية النبيلة والشريفة فإنه من الواجب أن ننظر إلى أن إصلاح أحوال الناس حتى يعيشوا آمنين مطمئنين وتحقق لهم ضمانات الاستقرار والسلام، وأسباب العيش الآمن.
لقد كثر الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن معاناة العديد من المغردين بسبب ما تصل لهم من رسائل واتصالات من أناس ومن كافة المناطق يؤكد أصحابها أنهم يعانون من الفقر والعوز والديون ويطلبون إيصال معاناتهم إلى ولاة الأمر أو إلى أهل الخير لمساعدتهم، ويعلنون بكل وضوح أن كل الطرق أمامهم مسدودة، ولهذا وحتى لا تتفاقم هذه الظاهرة التي تساهم في تفكك هذا النسيج لمجتمعنا فإننا نرى أن تشكل لجان في كل محافظه ترتبط مباشرة بأمير كل منطقة، ويتم حصر كل الحالات التي طالها الفقر والتأكد بأمانة من قبل أشخاص ثقات يخافون الله بالناس والإسراع بحل كل المشاكل والرفع لولاة الأمر؛ لأن لسان حال كل مواطن يقول إذا وصلت مشكلتي إلى ولي الأمر ستنتهي معاناتي، فهل يجد هذا الاقتراح التجاوب الذي يساهم في إسعاد الناس وحتى يعرفوا جيدا أنهم في وطنٍ لن يقبل أن يتحول سكانه إلى متسولين؟ لان هذا المجتمع يدرك تماماً أن الفقر سبب رئيسي لانتشار الجرائم والكوارث، وقد تعوذ منه سيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن عليا -كرم الله وجهه- قال والله لو كان الفقر رجلاً لقتلته، فهل يتم القضاء على الفقر ومساعدة الفقراء في بلد الأغنياء؟