عبر اجتماع سابق مع د. عبد اللطيف آل الشيخ في ندوة الجزيرة تكشفت شخصيته الوقورة عن شخص تنويري يحمل همّاً إصلاحياً شاملاً للأمة، وسعياً عاماً لتحسين الوجه المشوه للجهاز الذي يشغله والذي طالما عانى من اختطاف فكري يرى فرض الوصاية على الناس بمنظور أحادي التفكير، فلا يتصرف الناس إلا وفق رؤية أفراد وشخوص وليس بالمعروف اجتماعياً وفق ثوابت شرعية!.
إن الواقع الذي عاشته هيئة الأمر بالمعروف ردحاً من الزمن لا يتفق مطلقاً مع مقتضى الحال ومراعاة المصلحة العامة للناس، حيث تمخض عنه ظهور موجة من التصرفات بين صفوف الشباب بسبب الممارسات اللا إنسانية مع ثلة منهم أو من غيرهم! مما أنتج نفوراً عاماً من مسمى الهيئة وما تعنيه من الشدة والغلظة مع بعض مقترفي الأخطاء السلوكية، حيث تحول أفرادها وموظفوها للخصم والحكم والاتهام والادعاء والفصل دون إخضاع المتهمين أحياناً لمحاكمات عادلة ومنحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم!.
وحينما لمس أن هناك مصلحة لم يفكر قط بحل هذا الجهاز لأهميته ودوره بإرشاد الناس وتوجيههم وترغيبهم لفعل الخير، وتنبيههم بخطورة المنكرات ونهيهم عن الوقوع فيها، فضلاً عن محاربة العادات السيئة والبدع المنكرة، وإنما ارتأى - حفظه الله - تغيير رئيس الهيئة وتحميله أمانة الرفق بالناس والحفاظ على نسيج الأمة.
وما إن بدأ الرئيس الشيخ د. عبد اللطيف بتنظيم عمل الهيئة حتى هب المتشددون بنقده مدعومين بالحرس القديم من ذات الجهاز الذين رأوا أن سلطاتهم وهيبتهم بدأت بالأفول لاسيما حينما أوقف المطاردات، وحدّ من سلطات الأفراد المتعاونين الذين كانوا يسيئون إلى هذا الجهاز الضخم بممارساتهم الفردية التي تنم عن جهل وتهور مما تسبب بوفاة بعض المواطنين جراء المطاردة بالسيارات!.
ولاشك أن أي إصلاحي يقوم بتغيير فكر مجتمع اعتاد على خطاب أحادي سيثير الجدل وسيواجه بالرفض، وقد تعزى له آراء جريئة لم يعتد الناس سماعها، بل وسينسبون له محاضرات كاذبة وغير صحيحة وسوف يحورون بالكلمات والعبارات وسيتم توظيفها لتخدم المصالح الشخصية.
ولا ريب أن ذلك مؤشر على نجاحه في التصحيح، بدليل عودة الناس لاحترام الهيئة دون خوف ولا وجل، واللجوء لها عند الحاجة لخدماتها الرسمية لأنها بثقة أصبحت أمراً بالمعروف بمعروف ونهياً عن منكر بلا منكر! وهذه العبارة هي أول كلمات بدأها الرئيس في تنفيذ استراتيجيته التي ندعو الله أن تحقق أهدافها، وأن يكفيه الله شر الحاقدين وكيد الحاسدين، وأن تظل بلادنا ملاذا للأمن والطمأنينة.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny