هو برنامج الغرض منه الاطمئنان على معظم الوظائف الحيويَّة للجسم وهو فحص دوري تنصح بإجرائه منظمة الصحة العالميَّة مرة كل ستة شهور أو على الأكثر مرة كل سنة وتكمن أهمية هذا التحليل في متابعة إجرائه بانتظام وذلك ليمكن الكشف عن أيِّ خلل يحدث في أيِّ وظيفة بالجسم في أقصر مدة ليسهل علاجه في أسرع وقت، ويحتاج هذا التحليل أن يكون الشَّخص صائمًا لمدة أثني عشر ساعة، والمجموعة تشتمل على أحد عشر تحليلاً وتتناول الفحوصات التالية: الغدَّة الدرقية، أهم وظائف الكبد، أهم وظائف الكلى، الدهون الثُّلاثية والكلسترول، كامل عناصر الدم، سرعة ترسب الدم، النقرس، كامل عناصر البول، الكالسيوم، فيتامين (د)، سكر الدَّم صائم.. غالبًا ما يتم إجراء مثل هذه الفحوصات المخبريَّة من خلال الطّبيب العام في العيادات الخارجيَّة التي تكتظ بالمرضى وطول الانتظار قبل الوصول إلى الطّبيب، تجعل الإِنسان السليم أبعد ما يكون للتفكير في زيارتها وبالتالي يتناقص الاهتمام بالفحص الوقائي أو يتلاشى مع مرور الزَّمن حتَّى تصل الحالة المراد وقايتها إلى مرحلة مرضية متقدِّمة تجبَّر المريض على العودة إلى تلك العيادات والوقوف في طوابير الانتظار مع باقي المرضى كبداية مريرة لمشوار العلاج.. تتراوح تكلفة برنامج الفحص الشامل في المختبرات الأهلية بين ستمائة إلى ثمانمائة ريال لتلك التحاليل التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية..

والخلاصة أن المحافظة على الصحة الوقائية تعتمد على الوعي والمبادرة الذاتية للإِنسان السليم ولكن ازدحام العيادات في المستشفيات الحكوميَّة وطول الانتظار لإجراء مُجرَّد فحوصات وقائية تجعل عزيمة الإِنسان السليم تعتل وتخور، ثمَّ تموت، ونظرًا لأهمية برنامج الفحص الشامل للكشف المبكر للوظائف الحيويَّة في الجسم وبالتالي جودة الحياة مع صحة أفضل، ناهيك عن المردود الاقتصادي الناتج من الصحة الوقائية قبل الوصول إلى التكاليف الباهظة التي تترتَّب عليها مرحلة العلاج المنتهية بالسرير، يمكن لوزارة الصحة الاستفادة من التقنيَّة الحديثة وإصدار بطاقات مسبقة الدفع بصلاحية لمدة سنة واحدة ولمرة واحدة تصرف عن طريق إدارة المختبرات بالوزارة أو فروعها في المحافظات ومرتبط منحها برقم الهوية للشخص على غرار بطاقات الشحن للاتِّصالات بقيمة يتم الاتفاق عليها بين الوزارة وبين المختبرات المعتمدة لديها تسمح لحامل البطاقة مسبوقة الدفع بمراجعة المختبرات الأهلية وإجراء تحاليل الفحص الشامل، بل إن مثل هذا الترتيب كفيل بشحذ الهمم ومحرض قوي للاهتمام بالصحة الوقائية..