جدة - عبدالله الدماس:
كشف مدير أكاديمية الشارقة للبحوث أن واقع المباني والجسور في منطقة الخليج (مؤسف) ولا يرتقي لنظيراتها في الدول الأوربية.
وقال الدكتور مفيد السامرئي، وهو خبير متخصص في هندسة البناء والتشييد، أن التنمية الاقتصادية والإنشائية التي حدثت في العقود الأخيرة في منطقة الخليج، أدت إلى بعض المعوقات وأثرت على حركة البناء بصورة عامة، وذلك بسبب متطلبات سرعة البناء.
جاء ذلك خلال جلسات الملتقى الدولي الحادي عشر للتشغيل والصيانة في البلدان العربية الذي ينظمه المعهد العربي للتشغيل والصيانة، ويقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتحتضنه محافظة جدة حالياً.
وبين السامرائي أن هناك أخطاء كبيرة في البناء والتشييد للمباني والمشاريع وبخاصة الجسور، حيث إنها تعاني من مشكلات وتشققات بعد سنوات قليلة من الانتهاء منها، معيداً ذلك إلى ضعف تأهيل القائمين على تلك المشاريع والاستعانة بالعمالة غير الماهرة، إلى جانب المواد الأولية التي تستخدم في البناء والتي تساهم هي الأخرى في تردي حالة البناء.
وقال إن العمر الافتراضي للمباني في الخليج يحتاج إلى الصيانة بعد فترة وجيزة من البناء، وهذا يتعارض مع العمر الافتراضي للصيانة، مستدلاً بمباني وجسور تقام في دول أوروبا وضع لها عمر افتراضي بـ 50 عاماً لكنها مع ذلك بقيت حتى سبعين وثمانين عاماً.
وأرجع السامرائي انخفاض العمر الافتراضي للمباني والجسور في الخليج إلى عوامل أخرى مثل الظروف المناخية والتربة والأملاح في المياه، إضافة إلى الأجواء المتقلبة التي تساهم في تقليل العمر المفترض لصيانة المباني.
وحذر الدكتور مفيد من الاعتماد على العمالة غير الماهرة والتي لا تجيد عملية البناء وفق معايير علمية وهندسية معروفة، مطالباً في الوقت نفسه بضرورة أن تعي الجهات الحكومية في دول منطقة الخليج العربي ذلك، وتصدر تشريعات ومواصفات إلزامية.
كما طالب بضرورة توسيع برامج التوعية والتثقيف للمواطنين في دول الخليج، مشيراً إلى أن تكاليف الصيانة والترميم إذا طبقت بشكلها الصحيح تساهم في تقليل التكاليف على صاحب البناء.
وأكد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث أن حركة البناء والتشييد تساهم في تعريض البيئة للتلوث، وأن ذلك قد يغيب عن صناع القرار والمواطنين في المنطقة، إذ إن البناء معروف في أنه يتسبب في ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المواد الأولية للبناء والتي تؤثر سلباً في البيئة خصوصاً إذا كثرت أعمال الصيانة والترميم في وقت يمكن تلافي ذلك لو طبقت المعايير الصحيحة للبناء.
من جهته أكد المهندس حسين معيض اليامي مدير إدارة خطوط الرياض في الشركة الوطنية لنقل الكهرباء، أنه تم حل جميع المشكلات التي كانت تتعرض لها الكابلات وتؤدي للانهيار وبالتالي الضغط على الشبكة وانقطاع التيار الكهربائي عن المشتركين. وأوضح اليامي الذي قدم ورقة عمل عن أسباب انهيار الكابلات في المؤتمر أمس، أنه تم إعداد دراسة من الشركة عن أسباب انهيار الجزء المتوسط في نهايات الكابلات، إذ إن الشركة لديها أكثر من 2000 محول، والكابلات تستخدم للربط في الجهد المتوسط.
وبين أن الأعطال التي كانت تحدث تكلف الشركة في الصيانة وتغييرها، وكذلك تأثيرها السلبي في الموثوقية والاعتمادية في الشبكة، كاشفاً النقاب عن أن نتائج الدراسة أظهرت أن المشكلة تحدث في منطقة أعمال الوسطى الرياض والقصيم وحائل. وأفاد اليامي أن العمر الافتراضي للكابلات يقل مع بقاء المشكلة السابقة التي كانت تشكل فقط 05% (نصف في المائة فقط)، مشيراً إلى أنهم نجحوا في القضاء التام على المشكلة في المناطق المحددة بشكل كامل في نهاية عام 2012. ويختتم المؤتمر فعالياته اليوم (الاثنين) بعقد جلستين في التقنيات الحديثة في الصاينة، والإدارة والجودة، إلى جانب عقد حلقة نقاش تستعرض تجارب وخبرات من إيطاليا، بالإضافة إلى انعقاد الجمعية العمومية لأعضاء المعهد العربي للتشغيل والصيانة.