بغداد - الجزيرة - خاص - نصير النقيب:
أطلق رجل الدين البارز الشيخ العلامة عبد الملك السعدي، مبادرة لحلِّ الأزمة الراهنة بين المتظاهرين والحكومة عبر تشكيل لجنة تفاوضية من الطرفين.
وخاطب الشيخ السعدي بالقول: «خرجتم في سبيل الله تطالبون بحقوق مشروعة لإنقاذ العراق والعراقيين مما أصابه من دمار وخراب، فلكم ثواب الله تعالى ورضَاه، وأكرِّر عليكم نصيحتي بالصبر والثبات على الحقِّوق، والمحافظة على سلمية المظاهرات، مطالبًا المتظاهرين بـ»التقيد بالألفاظ والشِّعارات التي توحِّد العراقيين ولا توحي بالطائفية ولاسيما في خُطب الجمعة، داعيًا المتظاهرين إلى «ضرورة اتِّخاذ القرارات من داخل ساحات الاعتصام»، مشددًا على أنَّه «لا حاجة إلى تخويل طرف آخر للتفاوض نيابة عنهم، فالمتظاهرون هم أصحاب الشأن، وهم القادرون على تحقيق أهدافهم».
واقترح الشيخ السعدي على المتظاهرين «تفويض لجنة يرتضونها تفاوض عنهم، تضم علماء دين من بينهم وشيوخ عشائر ورجال قانون من غير السياسيين من دون تفويض شخص واحد»، معربًا عن رغبته بالمشاركة في هذه اللَّجْنة بالقول: «لا مانع لديّ من التعاون مع هذه اللجنة، مجدَّدًا دعوته للحكومة الاتحادية بتنفيذ مطالب المتظاهرين وتعويض ذوي القتلى منهم وتقديم «الجناة» إلى العدالة، فيما أعلن عن التزامه «الصمت» وإيقاف دعواته ومطالبته في حال عدم الاستجابة وتركه الأمر «لأهل الحقوق».
وقال السعدي في تصريح خاص له وجّهه عبر منبر (الجزيرة) لِكُلِّ أطياف الشعب العراقي والعالم العربي والإسلامي: «خطابي إلى الحكومة والسياسيين في العراق أقول لهم: اتَّقوا الله في العراقيِّين، ولا تزجوا بهم في مصالحكم الشخصيَّة والسياسيَّة، وأوقفوا الإعدامات،والاعتقالات، والمداهمات، والتعذيب في السجون والاغتصاب لانتزاع الاعترافات الكيدية القسرية، موجهًا خطابه للسَّاسة العراقيين بالقول: «لا تنموا روح الطائفية في خطاباتكم، واتركوا وصف العراقيين بألفاظ بذيئة واتهامات لا صحة لها، وتجنبوا أساليب التهديد والترهيب، ولا تفرَّقوا في تعاملكم بين العراقيين على أساس الدين أو المذهب أو القومية، وقدَّموا الخدمات للعراقيِّين الذين حُرِموا منها عقدًا من الزَّمن بدلاً من هذا التنازع السياسي،
وكما دعا الحكومة إلى تقديم الاعتذار «لعوائل الضحايا من الشهداء الذين سقطوا بنار الجيش في الفلوجة والحويجة والرمادي وغيرها على حدِّ سواء، وقدَّموا الجُناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، وعوِّضوا أهالي الضحايا بالتساوي، ولا تفرّقوا بين حالة وأخرى، فقد أساءني ما حصل من تمييز بعض الشهداء عن بعض بالاهتمام والتعازي والدُّعاء والمُطالبة بقاتليهم؛ مِمّا يؤصِّل روح الطائفية في النُّفوس.