بمزيد من الألم عمّ الحزن أهالي محافظة الرس عندما علموا بوفاة الشيخ عبد الله بن عساف العساف الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد معاناة من المرض الذي أصابه في آخر حياته- رحمه الله - وقع حزن على كثير من أقاربه ومحبيه الذي عانى المرض في الفترة الأخيرة وهكذا الحياة تمر علينا جميعا، وكل منا ينقل بعدها إلى الدار الآخرة، ولاشك أن فراق أبو سليمان كان مؤثراً وموقفا محزنا لنا جميعاً في هذه المحافظة قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} لقد حضر الكثير من المشيعين لجنازته في جامع الشايع ومقبرة الرس الجديدة والذي أوصى -رحمه الله- أن يدفن في مسقط رأسه الرس.. صراحة الكلام كثير عن هذا الفقيد لكونه تميز بصفات حميدة وخدمات جليلة، وله مواقف لا تنسى في أعمال الخير والإنسانية ورغم مرضه الأخير إلا أنه واصل زياراته للمرضى وتشييع الجنائز وحرصه للصلاة على الأموات وحضور الجنائز وكنت التقي به في زياراته وحضوره لبعض المناسبات رغم صعوبة حالته، حيث قام بعمل عملية انتهت إلى بتر احد رجليه خارج المملكة ومع ذلك واصل زياراته وجولاته رغم ظروفه الصحية مع سائقه الخاص إضافة لتميزه في العديد من الصفات الحميدة وخفة روحه وابتساماته المرحة، حيث لا تمل مجلسه، وكذلك مساعيه التي يقوم بها لكل من يطلب منه خدمة لأي محتاج وفي أي دائرة حكومية حتى أن كل من يتقدم له بطلب مساعدة يبادر فيها بكل ما يستطيع، وغالبا ما تتحقق ذلك الطلب وقد ذكر لي احد الاخوان ممن له صلة به وعلاقة قوية وخاصة في الأعمال الخيرية التي يتصف بها الفقيد وهو من الرجال الذين يسعون لعمل الخير والبر في تلك المحافظة وذكر لي الأخ الذي لازم الفقيد وهو من باب من ذكر محاسن الموتى كما ورد بالأثر عن نبينا صلى الله عليه وسلم ومنها حرصه على صلاة الجنازة وحضوره في المقبرة والدعاء لموتى المسلمين وخاصة الجنائز التي يتم الصلاة عليها يوم الجمعة لعظيم الأجر، كما أنه يحرص على زيارة ذوي أهل الميت وتعزيتهم، وكذلك حرصه على عمارة المساجد والدور الخيرية الذي يعتبر من الرجال الذين يسعون في أعمال البر والخير في محافظة الرس وخارجها، وكذلك مواقفه لمساعدة خطباء المساجد والوقوف معهم ومطالبته في سهولة التعيين ومنح مكافأة لهم حتى إنه يصل ويحرص الاتصال في ولاة الأمر- حفظهم الله- لتحقيق هذا الطلب الذي تحقق من ذلك كثيرا، كما أنه فأحد المواقف الإنسانية دخل عليه أحد المحتاجين الذي ذكر ان راتبه التقاعدي لا يكفي لعائلته الكثيرة العدد ويحتاج إلى وسيلة نقل وقام بمساعدته حتى منحه سيارة تسهل أموره مع أولاده ومن ضمن مواقف أبو سليمان- يرحمه الله- ذلك المريض الذي أصيب في جلطة قلبية وطلب أولاد المريض من الفقيد المساعدة وبادر فورا بطلب طائرة الإخلاء الطبي من أمير الإنسانية سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - لتصل الطائرة بنفس اليوم ونقل المريض إلى مستشفى القوات المسلحة وفقيدنا حقيقة له مواقف إنسانية متعددة لا تنسى نسأل الله العلي القدير أن يجعلها الله في موازين حسناته وأن يرزقه جنات الفردوس وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
منصور بن محمد الحمود - الرس