جميل أن يفكر المسئول في مشروع يخدم أبناء الوطن وبالذات شبابه لأن الشباب هم عماد المستقبل ومن يعول عليهم المجتمع بأسره ليأخذوا بزمام المبادرة لإحداث النقلات في مسيرة التنمية الشاملة في وطننا الغالي، والأجمل أن يحول ذات المسئول الفكرة إلى واقع ملموس باستثمار كل المعطيات وتحويلها لخدمة المشروع ودعمه بلا حدود كي يستوي على عوده ويقوى ويشتد ويثبت أمام متغيرات الزمن وحراك الأفكار المثبطة.

في القصيم يشتد الحراك فلا يكاد يمر أسبوع من أسابيع السنة دون أن يسعد أهلها بمناسبة ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية، ومساء الأحد الماضي كانت المناسبة مختلفة فقد احتفت القصيم بشبابها المتميزين وشاباتها المتميزات تحت مظلة جائزة القصيم للتميز الشبابي، وهي جائزة تنفرد بها القصيم على مستوى مناطق المملكة، وهو سبق في الفكرة يتبعه تفرد في الشكل والمحتوى جاء تفصيليا في أربع مسارات هي : المسار العلمي والابتكاري، والمسار الثقافي والإبداعي في الأعمال المسرحية والخط والفنون والتصوير الضوئي والحرف، والمسار الرياضي في كرة القدم وألعاب القوى، والمسار التطوعي الفردي والجماعي.

وقف أمير منطقة القصيم ورئيس مجلس أمناء الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر منذ إطلاق الفكرة وعند تدشينها داعما بماله وفكره ومشجعا ومحفزا إيمانا منه بأهمية الشباب فأعلن عن تكفله شخصيا وفي كل سنة بالجائزة ومكآفاتها وقدم مبلغ نصف مليون ريال، ورغم أنه صاحب الفكرة والداعم لها فقد جير انبثاق الفكرة لشباب المنطقة بينما يرجع الشباب الفضل بعد الله لسموه، وبين تصريحات الأمير وتأكيدات الشباب تلاشت الأنا. الأهم في نظر سموه سلامة النهج وسمو الهدف وتحقيق النجاح في النهاية.

أمسية الأحد تسامت بجمالها وألقها عندما توج سموه وسمو حرمه 29 فائزا وفائزة من بين 1803مشاركة على مستوى المنطقة في مسابقة استهدفت ربع مليون شاب وشابة وبحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، وفي كلمة سمو الأمير فيصل بن بندر التي ألقاها على الحضور بوصفه رئيس مجلس أمناء الجائزة لمست فرحته الغامرة بما تحقق وحرصه الشديد على تطويرها واستمرارها لإيمانه العميق بأهميتها، وأن الجائزة مدخل يعبرون من خلاله إلى عالم التميز والإبداع، ومن بين عبارات سموه الضافية التقطت رسائل فيها دعوة للمجتمع للمشاركة بالرأي بهدف تطوير الجائزة، وفيها تأكيد على أن الجائزة للجميع ووجدت لتستمر ليس لهذا الجيل وإنما لكل الأجيال القادمة، وقوتها من دعم الجميع دون استثناء.

في نظري الجائزة حققت عدة نجاحات، ومنها تجاوزها نقطة البداية بمسافة منطقية قياسا بالزمن، وحيازتها لقصب السبق لتكون نموذجا يحتذى من المناطق الأخرى، وتطبيقها لمعايير قابلة للتطوير، وكشفها عن مواهب مدفونة، وإثارتها لاهتمام الرأي العام.

ولتحقق الجائزة المزيد من النجاحات أتمنى من سمو الأمير فيصل بن بندر إضافة مسارات أخرى بعد دراسة المسارات الحالية وإعادة هيكلتها بما يتوافق مع طبيعة المنطقة الزراعية وسماتها التجارية والاقتصادية، وأن تأخذ في حسبانها الدور المتنامي للأسر المنتجة والأفكار الإبداعية في المشروعات الصغيرة.

لاحظت غياب أسماء ورموز قصيمية ربما كان في حضورها إضافة، وقد يرى سموه أن دعوة بعض الأكاديميين والمتخصصين للمشاركة في لجان التحكيم قد تحدث فارقا في النتائج.