تكثر في موسم الصيف الصفقات الرياضية التي يقوم بها السماسرة الذين جندوا أنفسهم لهذه المهمة، حيث إن اللاعب هو السلعة التي يروّجونها بمهارة وحنكة تمرنوا عليها باحترافية، وبما أننا على أبواب الاستعداد لموسم رياضي جديد وهناك متسع من الوقت من حيث التعاقد مع لاعبين أجانب محترفين أو حتى مدربين مميزين ينعكس مستواهم على الكرة السعودية وأنديتها التي دفعت فيهم ملايين الدولارات، لذا أرجو أن يكون مسؤولو الأندية لدينا قد استوعبوا السلبيات التي مرّت عليهم وهم يقودون أنديتهم وقد تكبدوا الكثير والكثير من المتاعب.
لذا أرى والرأي الأول لأهل المعرفة أن الطريقة التي تسير عليها الأندية لدينا من حيث التعاقد مع اللاعبين الأجانب أو حتى المحليين، أرى أنها لا تتماشى مع مصلحة هذا النادي أو ذاك، حيث فيها كثير من العيوب والتسرّع مع الإيمان التام بأن الخطأ وارد في كل شيء وليس العيب أن أخطئ ولكن العيب هو تكرار هذه الأخطاء والمكابرة، ومن هذه الأخطاء في نظري الشخصي المتواضع على سبيل المثال:
الاعتماد على مديح السماسرة لهذا اللاعب، هؤلاء السماسرة الذين لا يهمهم سوى مصلحتهم الخاصة والحصول على حق السمسرة وإدخاله الجيب، وفي حال فشل هؤلاء اللاعبين يكون النادي هو الخسران بعد تجربتهم في وقت يكون النادي في أمس الحاجة لهم، وبعد ذلك يعودون إلى بلدانهم وجيوبهم مليئة بآلاف الدولارات والشواهد كثيرة ولست هنا بصدد ذكرها، والضحية يكون اللاعب الوطني لكون الخزينة أصبحت خاوية على عروشها.
وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال: في أي مسار يسير الاحتراف لدينان؟ هل هو التأخير في صرف مستحقات اللاعبين المتراكمة، هؤلاء اللاعبون الذين كانوا بالأمس القريب نجوماً لفرقهم ينثرون إبداعاتهم عبر المستطيل الأخضر والكل صفق لهم واليوم نراهم يتوسلون لأنديتهم بصرف مستحقاتهم من قبل مسؤولي هذه الأندية، ناسين أو متناسين أن هؤلاء اللاعبين الوطنيين عليهم التزامات وعوائل يصرفون عليها، بينما نشاهد معظم هذه الإدارات وبسرعة البرق تتعاقد مع هذا المحترف الأجنبي بملايين الدولارات. والعكس عندما يطالب اللاعب الوطني بمستحقاته فالويل كل الويل له ويكون ضحيته المماطلات والوعود الكاذبة مع إشهار إفلاس خزينة النادي، يا سبحان الله حلال على هؤلاء وحرام على هؤلاء، وديننا الحنيف يقول: (اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) كذلك حث ديننا على الرفق ولين الجانب في شتى مجالات الحياة.
إذاً هل نسميه احترافاً: أم اختلافاً؟
بادرة طيِّبة تنم عن الانتماء الحقيقي لناديها
نعم، ما أجمل الوفاء من الأوفياء لمن يستحقه، لقد كانت بادرة طيِّبة تنم عن عقلية رياضية واعية وروح تحمل في طياتها كل معاني الانتماء الحقيقي لناديها بعيداً كل البعد عن أي تأثير آخر هذا وفاء من رابطة مشجعي نادي الشباب عندما قامت بتكريم لاعب ناديها اللاعب تيجالي بصفته هداف هذا الموسم الرياضي.
وفعلاً أثبت هذا اللاعب أن الليث الأبيض معين لا يجف ففيه ترسانة من الهدافين: يأتي في مقدمتهم اللاعب خالد المعجل حصل على الهداف مرتين، اللاعب فهد المهلل مرة واحدة، اللاعب سعيد العويران مرة واحدة، اللاعب منقاء مرة، اللاعب ترام مرة، اللاعب ناصر الشمراني 4 مرات، وأخيراً اللاعب تيجالي لهذا الموسم المنصرم، هنيئاً لكم أيها الشبابيون بهذا العدد من النجوم الهدافين الذين لعبوا لناديهم.
الرياض