لا يزال بعض المسؤولين يغلقون أبوابهم في وجوه المراجعين ولا يزال بعض المراجعين يحلمون أحلاماً كباراً ويتمنون الأماني العظام، أن يأتي اليوم الذي يجدون فيه المسؤول فاتحاً أبوابه أمام الجمهور ليستمع إلى همومهم وشكاويهم وآمالهم وطموحاتهم، لقد أغلقت أمام الناس الكثير من الأبواب التي يقبع خلفها المسؤول حتى وسائل الاتصال المحمولة والثابتة لم تعد مهيأة أمام مراجع مضطر لمحادثة المسؤول، لقد كتبت ذات مرة عن هذا الموضوع واليوم أعود إليه لأنني واجهت نفس الموقف في إحدى الإدارات بمحافظة عنيزة، وقد خرجت من مكتب ذلك المسؤول دون أن أحصل على مطلبي، فإذا كان المسؤولون بمحافظة مثل عنيزة فكيف هي الحال بالنسبة للمسؤولين في مدينة كبيرة مثل بريدة؟ وكيف الحال في العاصمة الرياض؟ وماذا عن المسؤولين في جدة والدمام؟ إنني أرثي لحال المراجعين الذين تضطرهم الحال للمراجعة اليومية لأمثال هؤلاء المسؤولين الذين ينتقصون من المراجعين فلا يقيمون لهم وزناً، إنني أناشد صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسمو نائبه لحث المسؤولين على الانفتاح مع المراجعين والاستماع إلى الناس وهمومهم والنظر إلى حاجاتهم.. لقد ظل الكثير من المسؤولين يتعاملون مع جمهور المراجعين بالفوقية والتعالي، ظناً منهم أنهم سيخلدون على الكرسي الذي يقتعدونه، وما عرف هؤلاء أنهم عندما يغادرونه سيعيشون على هامش الحياة وسيجدون أنفسهم بعيدين عن الأنظار ولم يستفيدوا من تجارب من كان قبلهم.. وهنا أذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم في بداية جولاته بالمنطقة قد أوصى بقضاء حوائج الناس ولن يتأتى ذلك إلا بفتح الأبواب المغلقة ومواجهة الناس والسعي لتحقيق حاجاتهم والنظر في مطالبهم لتحقيق العدالة والمساواة، إنني آمل أن يكون المسؤول حكيماً فيعيد النظر جيداً في تعامله مع الآخرين، فلا يضع بينه وبين الناس حاجزاً يعيقه عن محادثة الناس أو وصولهم إليه، وأذكر أنني دخلت على مسؤول كبير بمعهد الإدارة العامة بالرياض كان باب مكتبه مفتوحاً للجميع، فقلت له مستغرباً: الدخول عليك سهلاً ميسراً، فقال: لن ينجح مسؤول يغلق بابه عن مراجعيه، وفق الله كل مخلص نزيه يخلص في قضاء حاجات الناس والله الموفق.