يعاني مرضى التوحد من النظرة القاصرة وعدم فهم المجتمع لواقع مرضهم في ظل عدم وجود المراكز المتخصصة التي تحتوي مرضى التوحد وتقدم لهم البرامج العلاجية والتعليمية المتخصصة وكذلك التدريب المناسب الذي يطلق قدراتهم المكبوتة ويعزز من مواهبهم بهدف دمجهم في المجتمع، فما زال الشد والجذب ماثلا بين وزارتي الصحة والشئون الاجتماعية في عدم توفير المراكز المتخصصة والرعاية اللازمة التي يحتاجها مثل هؤلاء المرضى، فكل يلقي باللائمة على الآخر في عدم توفير المراكز اللازمة لمرضى التوحد وفي ظل هذا الإشكال يعاني أولياء أمور المرضى أشد المعاناة في سبيل توفير فرص العلاج والتعليم المناسبة؛ حيث يضطر البعض منهم إلى البحث عن العلاج خارج الوطن حيث الألم النفسي ومعاناة البعد، هذا بالإضافة إلى التكلفة المادية المرتفعة، فالمريض عادة يحتاج إلى حنان الأسرة وعطفهم ووجوده بينهم مما يخفف من مرضه ويساعد على اندماجه في المجتمع بدلا من الصراع النفسي الذي يعانيه في الخارج هذا بالإضافة إلى اختلاف العادات والتقاليد بين المجتمعات؛ لذا وللمحافظة على هذه الفئة الغالية من أبنائنا لابد من كسر الحاجز وتخطي البيروقراطية الناتجة عن تجاذب الصلاحيات بين الوزارتين والعمل بشكل سريع وفوري على إيجاد المراكز المتخصصة التي ترحم حال هؤلاء المرضى وتقدر معاناة أولياء أمورهم وتحتويهم للعلاج في بلدهم مما يساعد على سرعة شفائهم واندماجهم في المجتمع، كذلك يجب سرعة فتح عيادات خاصة في المستشفيات لاكتشاف مثل هذه الحالات والعمل على تحويلها إلى المراكز المتخصصة لعلاجها قبل أن يصبح العلاج مستعصيا حيث أن الكثير من هذه الحالات لا يكتشف إلا بعد مرور الكثير من الزمن وتأزم حالة المريض ؛ حيث تشخص الكثير من حالات التوحد من قبل غيالمختصين بأنها إعاقة عقلية مما يجعل العلاج لا يؤدي إلى النتائج المرجوة ويأخذ منحى آخر عن العلاج الصحيح مما يؤثر بالتالي سلبا على نفسية المريض وبالتالي تأخر مرحلة الشفاء، هذا مع وجوب العمل الجاد على تأهيل هذه الفئة ودمجها في المجتمع والاستفادة من قدراتها في بناء الوطن، فهل نعي الدروس جيدا ونعمل بشكل سريع على احتواء هذه الفئة وتقديم العلاج المناسب لها وبناء المراكز التأهيلية اللازمة قبل فوات الأوان؟
الرياض