إذا كنت تعاني دوماً في عملك من الاستماع إلى التعبير عند الحديث بقول (أنا) بدلاً من ( نحن)، فالأمور تحتاج إلى إعادة تقييم استناداً إلى دراسة (ألمانية حديثة) ؟!
الدراسة تقول إن من يكثر من استخدام كلمات (أنا) و(نفسي).. إلخ من مفردات التوحّد والتفرّد، يعانون في الغالب من الاكتئاب والقلق، أكثر من أولئك الذين يستخدمون مفردات (الجمع) على وزن (نحن) وهكذا!
الباحثون في جامعة (كاسيل) توصلوا إلى أن السبب الحقيقي وراء استخدام جمل (التفرّد) هو (نفسي بامتياز)، ويأتي نتيجة لمحاولة جذب انتباه الآخرين على القدرة، وتخيل عدم إمكانية قبولهم في المجتمع دون استخدام هذا النوع من التعبير؟!
في حياتنا تعرّفنا على الكثير من (السوبرمانات)، ومفردها (سوبرمان) إن جاز لنا الجمع، والمقصود هو من لا يُشق له غبار، و لا يُقتفى له أثر!
الصور كثيرة وقد تجدها واضحة في مقر عملك أو منزلك، (فالمدير) هو صاحب أشهر (أنا) ممكن أن تستمع إليها طوال الوقت، لأنه هو من يخطط ونحن من ننفذ، وهو من يقيم و(نحن) من نخطئ، يقوله أنا سوف (أكافئك) إن فعلت كذا، بينما نحن نعلم جميعاً أن النظام هو من يكافئ الموظف، وهو من يعاقبه أيضاً!
بل البعض قد يسطو على نتاج الآخر وعمله، ويقول (أنا) فعلت كذا وكذا و(نحن) نعلم أننا من فعل ذلك! بالمناسبة لا يوجد مدير يعاني من (الاكتئاب أو القلق) كما تقول الدراسة لأن الاستخدام المفرط للتعبير بهذه الطريقة يكاد يكون هو الأكثر بيننا جميعاً!
المشكلة عندما ينقل الموظفون تعبير الـ (أنا) إلى منازلهم؟!
هنا يبدأ خلاف من نوع آخر؟!
(الاعتداد بالنفس) أمر جيد ومحمود في حدود الممكن والواقع، ولكن الحياة قائمة على المشاركة في المنزل والعمل سوياً..!
نحن في حاجة كبيرة للتخلص من هذه (الأنا) قليلاً، ليشعر الآخرون أننا كثيرون بهم، قليلون بأنفسنا!
لأن عصر التفرّد، والبطل الواحد، انتهى منذ زمن ..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com