|
جولة - منصور عثمان - سعود الشيباني / تصوير - عبدالله المسعود:
بعد جولات ميدانية انفردت بها صحيفة «الجزيرة» على حدود مسؤوليات منطقة نجران وجازان وعسير نبدأ الآن بنشر جولة وفد «الجزيرة» على مسؤولية حدود منطقة عسير. حيث بدأت الجولة في عصر يوم الاثنين (15-4-2013م) من وصلنا لحدود مسؤوليات منطقة عسير بعد جولة لجازان استمرت عدة أيام ووصل وفد «الجزيرة» لمركز فرعات والذي يبعد عن مدينة أبها (180) كيلو متر، حيث يقع هذا المركز على نقطة فاصلة بين حدود منطقة جازان وعسير وكان في استقبال وفد «الجزيرة» المقدم علي بن سعيد الربيعي رئيس قسم الدورات والتدريب بحرس الحدود بمنطقة عسير وقائد مركز الربوعة الرائد عوض مثيب القحطاني فيما كان يرافقنا وفد من حرس الحدود بمنطقة جازان المتحدث الرسمي العقيد عبدالله بن محفوظ وعدد من الضباط والأفراد وكذلك وفد المديرية العامة لحرس الحدود الرائد سامي القسومي والرقيب سعد المطيري وبعد ضيافة واستراحة لم تتجاوز عشر دقائق ودعنا العقيد بن محفوظ وزملاءه ورافقنا وفد عسير ثم انطلقنا لنستمع لشرح وافٍ من المقدم الربيعي، مؤكدا أننا نسير عبر مسار حدودي تم الانتهاء منه عام (1420هـ) بين السعودية واليمن.
وخلال جولة وفد «الجزيرة» على حدود مسؤوليات منطقة عسير شاهدنا قرب بعض القرى اليمنية فيما تنشط عمليات التهريب والتي يتزامن مع كثير منها عمليات تبادل إطلاق النار خاصة بعض المواقع الجبلية لوعورة المكان فيما تقوم العصابات بسلك طريق ولحظة مشاهدتهم لدوريات حرس الحدود يتم إطلاق النار على رجال حرس الحدود فيما يقوم أشخاص بتجاوز الحدود على مجموعات وبمواقع مختلفة إلا أن يقظة رجال الأمن لهم بالمرصاد، ويلجأ عصابات التهريب لما يسمون بـ»الحمالة» الذين لديهم القدرة بدنيا في حمل ما يقارب (20) كيلو من الحشيش المخدر مقابل (500 إلى 700) ريال عن كل كيلو . ويشتهر الأفارقة في حمل المخدرات ولحظة تواجدنا بالمنطقة تم القبض على أثيوبي بعد القبض عليه وهو يحمل (16) كيلو من الحشيش المخدر مؤكدا أنه لأول مرة يقوم بنقل المخدرات مقابل (700) ريال عن كل كيلو بعد أن تعرف على شخص من أبناء جلدته وعرض عليه نقل هذه الكمية، مشيرا إلى أنه أبدى موافقة بسرعة حرصا منه على جلب مبالغ مالية وعلى وجه من السرعة إلا أنه وقع في شر أعماله.
وخلال رحلة وفد «الجزيرة» مررنا بمركز الربوعة، حيث هطلت أمطار غزيرة أجبرتنا على التوقف بما يقارب (30) دقيقة لشدة هطول الأمطار.
جهاز البصمة يطيح بمطلوبين أمنيًّا
فيما كشف لنا ضباط وقائد المركز عن قبضهم على مجموعة من المتسللين من عدة جنسيات قدر عددهم في ذات اليوم على أكثر من (200) شخص من بينهم نساء وأطفال وتم أخذ بصماتهم عبر جهاز البصمة والذي تم تأمينه منذ قرابة العامين وفي عشر ثواني يتم ورود المعلومات عن الشخص وفي حالة اكتشاف أنه مطلوب يتم إرساله للجهة التي عممت عنه أما في حالة أن سجله نظيفا يتم إعادة لمنفذ اليمن والذي يساهم دائما بالتعاون معنا واستلام المتسللين.
وكان حرس الحدود قد منح مجموعة من منسوبيه دورات متخصصة في التعامل مع جهاز البصمة.
وخلال جولاتنا على الحد الجنوبي لاحظنا أن المواطنين والمقيمين إقامة نظامية يساهمون بشكل كبير في إيجاد فرص عمل المتسللين ضاربين بالأنظمة ومخاطر المتسللين عرض الحائط، حيث يشكل الغالبية العظمى من المتسللين مخاطر أمنية وصحية لا يحمد عقباها.
حملات أمنية مشتركة لملاحقة المتسللين
بعد أن أثير مؤخرا وخاصة بمنطقة عسير عن مخاطر وقضايا وقعت على يد متسللين وغالبيتهم حسب ما نشر بمواقع إلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من الجنسية الإثيوبية صدرت توجيهات من القيادة وتحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير بتنظيم حملات مشتركة لأكثر من (12) قطاعا حكوميا من بينهم حرس الحدود، حيث تم نشر فرق أمنية سرية ورسمية لرصد مواقع المتسللين والمهربين سواء داخل المدن والمراكز والمحافظات والأودية والشعاب والجبال والمزارع فيما يتم استقبال البلاغات وعمل لها تحليل وتمريرها على الفرق الميدانية.
ونجحت الحملات المشتركة في القبض على العديد من المتسللين والمهربين وكشف عن كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة والقبض على مروجي ومهربي مخدرات وكذلك عن مصانع خمور.
وفي سياق جولة وفد «الجزيرة» لاحظنا قيام حرس الحدود بمنطقة عسير عندما استفادوا من الطبيعة وقص الجبال كخطوة غير مسبوقة بهدف الحد من تجاوز الحدود، حيث يوجد جبال بارتفاعات عالية يقدر ارتفاعها بأكثر من (2900) كيلو متر عندما قام رجال حرس الحدود بعملية قص الجبال بهدف منع المرور من قبل المهربين والمتسللين، حيث يوجد ارتفاع القص بأكثر من (7) متر مما يصعب على المتسللين والمهربين تجاوز الحدود . فيما يتم مراقبة المنطقة عبر الكاميرات الحرارية وحسب ما ذكره رجال حرس الحدود المرافقين لوفد «الجزيرة» بأن الموانع الطبيعية «قص الجبال» لم يسجل اختراق عبرها منذ تنفيذها على الطبيعة من قرابة عامين.
وكانت البداية خطوات العمل تهذيب «قص» الجبال للمرحلة الأولى من مركز جوة آل محضي بطول حدود المسؤولية (6,700) كم، ويقدر نسبة ما تم تغطيته من عدد الثغرات في حدود المسؤولية بـ(81%)، وطول ما تم إنجازه قرابة ثلاث كيلو متر وعدد الثغرات قبل التهذيب (27) أما بعد التهذيب فأصبح (5) ثغرات، والمرحلة الثانية من مركز الصحن وطول حدود المسؤولية تقدر بـ (7,400) كم، ونسبة ما تم تغطيته من عدد الثغرات في حدود المسؤولية بـ(93%)، وطول ما تم إنجازه (7) كيلو متر وعدد الثغرات قبل التهذيب فكانت (38) ثغرة وبعد التهذيب فأصبحت (3) ثغرات، والمرحلة الثالثة مركز الربوعة بطول حدود المسؤولية بـ (12,400) كم وما تم إنجازه بلغ (5800) كم وعدد الثغرات قبل التهذيب (71) أما بعد التهذيب فأصبح (21) ثغرة ونسبة ما تم تغطيته من عدد الثغرات في حدود المسؤولية بـ (70%)، أما الربط الخرساني بين الجبال وكذلك الاستفادة من المواقع المرتفعة وفتح الخطوط الخلفية وتحصين العبارات فقد واجهت حرس الحدود بعض العقبات المتمثلة في وجود الأودية والشعاب التي تصعب تطبيق أعمال القص بها ولذلك تم عمل حوائط خرسانية للربط بين أطراف التهذيب بحيث تكون بارتفاع (5) أمتار بمواصفات تمنع تجاوزها من قبل المتسللين والمهربين مع مراعاة عدم تأثرها بمياه السيول والأمطار بإذن الله.
وتتميز الموانع الأمنية الطبيعية بأنها لا تحتاج لصيانة مستمرة ومن الصعوبة تخريبها أو إلحاق الضرر بها.
وتعتبر الجبال من الموانع الطبيعية المهمة ووجدت فكرة تهذيب الجبال لاستغلالها بما يضمن الحد من عملية التجاوز وإعاقة التهريب والتسلل وتعتبر بمثابة مصدات لتحصين المراكز وضمان عدم الالتفاف وتقدم المخالفين. ويعتبر قطاع ظهران الجنوب والذي يقع على الحدود الجنوبية للمملكة وعلى مسافة تقدر بـ(83) كم من حدود مسؤوليات جميع المراكز والتي تمثل (63%) من كامل مسؤولية القطاع.
وفي ظل اهتمام قادة حرس الحدود بمنطقة عسير ولتحقيق أكبر قدر من الحماية والإمداد والتموين والدعم والانسحاب عند الحاجة تم العمل على فتح طرق خلفية مساندة تصل بين المراكز والمواقع التبادلية في حال حدوث أي طارئ لا سمح الله.
تحصين العبارات لمنع استغلالها من المهربين والمتسللين
يلجأ كثير من المهربين والمتسللين عند محاولة التجاوز إلى التخفي والبعد عن مراقبة الدوريات وخاصة في حدود المراكز الشرقية مما حدا برجال حرس الحدود إلى تحصين تلك العبارات والبالغ عددها (20) عبارة وخاصة الموالية منها للقرى الحدودية والتي قد تستغل لارتكاب أي مخالفة لنظام أمن الحدود للداخل والخارج بقصد دفع المخالفين ليسلكوا طرقا أخرى تسهل السيطرة عليها من قبل دوريات حرس الحدود الميدانية وتعتبر مرحلة أولى وسيتم استكمال المراحل الأخرى لاحقا للحفاظ على أمن الوطن.