حواكِ القبرُ ياأُمَّاه عَصْرًا
بشهرِ الحجِّ عُسرٌ بعد يُسرى
حضرتِ العيدَ تُهدينا الضحايا
وردتِ الشُكرَ إحسانًا وبَِّرا
حملتُكِ في ذراعيَّ افتخارًا
فأنزلتُ الفؤادَ يزورُ قبرا
وضعتُكِ صابرًا والحزنُ يسري
بأضلاعي وأَشعلَ فيَّ جَمْرا
مهيبٌ خالدٌ في الفكرِ صعبٌ
يُزلزلُ خافقي أرتادُ صبرا
فثبَّتني الإلهُ أفاض لطفًا
أُؤملُ منه خُلْفًا ثم أجرا
فأسلمتُ الأُميمةَ في هدوءٍ
لمرقدها لتبقى فيه دهرا
توسدتِ الترابَ فحازَ طُهرًا
ونال من النقاءِ وفاح عِطرا
وضعنا اللِبْنَ نُلحِفُها بصخرٍ
ويشكو القلبُ آلامًا وضُرَّا
نُهيلُ التُربَ نُجزلُ في دِفَانٍ
نُريدُ لأُمِّنا حِفْظًا وسترا
جثوتُ وأبتغي المولى ابتهالاً
على قبر الحبيبةِ رُمتُ غُفْرا
لجأتُ إليه أدعوهُ رجائي
لأمي جنةَ الفردوسِ ذُخرا
فأسبلتِ العيونُ دموعَ حُزنٍ
تفيضُ بلوعةٍ في القلب حرَّى
تلقَّاني الأحبةُ أمطروني
مواساةً وأحيوا فيَّ شُكرا
يمرُّ على خيالاتي شريط
لأمي تؤنسُ المحزونَ ذكرى
حبيبةَ خافقي ماغبتِ لكن
حضورٌ في الفؤادِ عساه يبرى