دعي الرجل لمناسبة كبرى عند أحد الأقرباء، وعندما همَّ بمغادرة المكان شاكرا صاحب المناسبة وبلا مقدمات يعرفها أو يدرك مغزاها التقط من المائدة “تفاحة” ليضعها في جيبه.
كان يقصد في مشهد عام أنه سيعطيها لطفله الوحيد لكي يلهو بها وحينما وصل هذا الأب للمنزل كان طفله في انتظاره، وبعد تقبيله أخرج التفاحة وناولها له وهو يرقب مقدار تأثر ابنه بهذه الهدية التي حملها إليه.
لم يخف الطفل فرحته بها ليتأملها، فتارة يضعها في فمه وأخرى يلعب بها كان الأب يسكن مع والدته وإخوته من البنين والبنات حيث كانوا ثلاثة أشقاء رجالا متزوجين ويسكنون في بيت الأسرة كانت غرفته وزوجته وطفله بالدور الثاني من المنزل (في السطح) فجأة ببراءة الأطفال أراد الطفل أن يخبر جدته وأبناء أعمامه بما أعطاه والده حيث نزل والتفاحة في يده سعيدا بها وما هي إلا ثوان قليلة على نزول الطفل حتى سمعت والدته صوت جدته تنطق ببعض العبارات التي فهمت القصد منها انطلقت مسرعة لتستطلع الأمر وبطيبتها وعفويتها كانت تعتقد أن الأمر لايعدوكونه عتبا من الجدة كالمعتاد.
إلا أن المرأة فوجئت بالجدة تقرعها وتكيل السباب لابنها حينما تقول عن زوجها أنه يشتري الفواكه وما لذ وطاب بالخفية لزوجته وأن الطفل الصغير فضحهم.
حاولت زوجة الابن الطيبة العاقلة إفهام الجدة وإقناعها بأن هذه التفاحة هي الوحيدة التي أحضرها ابنها لطفله دون قصد ليتسلى بها، حيث كان معزوما على الغداء، لكن الجدة أصرت على رأيها وتصورها .. هنا سكتت أم الطفل حيث أدركت أنها لو ظلت تتحدث مع الجدة دهرا فلن تغير رأيها.
بعد ذلك الموقف أصبح الأب والأم أكثر حذرا حيث كان زوجها حينما يدعى إلى أي مناسبة يتذكر هذا الموقف ويبتسم.. فبات الرجل لا يحضر شيئا معه أو أن يمر السوق قبل الوصول ويشتري كمية لكافة أهل المنزل وطبعا هذا شيء صعب لكونه في وضع مالي حرج ربما ما أوقعه في هذا الموقف مع والدته .. أما وإن أحضر القليل فإن المرأة تمنع طفلها من النزول من الغرفة تلافيا لمشاكل قد تحدث وبالفعل فكما يقال: “العقل زينة”..
mhd1999@hotmail.com