لم يكن الدفاع المدني معروفا إلا بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وكان الناس يعتمدون أسلوب النخوة والشهامة في معالجة الحالات الطارئة مثل (الحرائق، الأنقاذ، الإسعاف) وتعتمد مواد الإطفاء آنذاك على مصادر مثل (المصطحات المائية، الأبار)...
...وتنقل هذه المواد بواسطة خزانات صغيرة على عربات صغيرة ومتواضعة تجرها الخيول أو الجمال أو الأبقار، وتعالج الحرائق بواسطة جرادل المياه الصغيرة والأواني الصغيرة الأخرى وقطع القماش المبلل أو التراب في إخماد الحريق، وكانت معدات الإنقاذ تتكون من معاول وزنابيل ودلاء أو بما يشبه الدلاء في نقل الأنقاض، وفي مجال الإسعاف تستخدم الأعشاب كطب تقليدي لمعالجة الجروح والكسور، وعلى ضوء ما تقدم أعلاه ونتيجة التغيرات المناخية والحروب وأزدياد الكوارث والتكاثر البشري والعمراني والتقدم الحاصل في العالم، أصبحت الحاجة ملحة إلى تنظيم عمل الدفاع المدني، وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية، ففي عام 1346هـ. تم إحداث أول فرقة للإطفاء في مكة المكرمة وسميت رئاسة عموم المطافئ، وفي عام 1367 هـ. تم إحدث فرقة إطفاء في كلا من المدينة المنورة والرياض وجدة وفي عام 1385 صدر الأمر السامي بتحويل المسمى العام إلى المديرية العامة للدفاع المدني، ومن أهم أعمال الدفاع المدني :
- تقديم الإغاثة للمتضررين في حالات الطوارىء.
- عداد المتطوعين للقيام بأعمال الدفاع المدني.
- تنظيم قواعد ووسائل السلامة والأمن الصناعي.
- مكافحة الحرائق وإطفائها وأعمال الإنقاذ والإسعاف.
- إنشاء غرف عمليات ومراكز الدفاع المدني ووضع المواصفات العامة للمخابئ والإشراف عليها لوقاية السكان.
- إحداث وإعداد تشكيلات الدفاع المدني من مختلف الاختصاصات وتجهيزها بالعتاد والوسائل اللازمة.
- تخزين مختلف المواد والتجهيزات اللازمة لاستمرار الحياة في حالات الحرب والطوارئ والكوارث.
- إعداد وتنفيذ ما يلزم من إجراءات تهدف الى تحقيق السلامة وتجنب الكوارث وإزالة آثارها بما في ذلك تقديم الإعانات النقدية أو سواها.
- استخدام وسائل الإعلام لتحقيق أهداف الدفاع المدني.
- تنفيذ خطط الإخلاء والإيواء في حالات الطوارىء.
إن مديرية الدفاع المدني في الأيام الماضية الأخيرة ونتيجة للتغيرات المناخية الكبيرة والتي ضربت بلادنا بشكل كبير وعام شمل جغرافية المملكة كلها، تفرض علينا حتمية الواقع المرئي والمعاش أن نشهد لإفرادها ومنسوبيها بكل شفافية بالقدرة والشجاعة والقابلية على تحقيق التطور والتعامل مع الحوادث الخطيرة، واستيعاب التقنية الحديثة والنجاحات التي حققتها ميدانياً في الأعمال الخطيرة التي أستهدفت الأودية ومجاري السيول وبعض المدن ومرتكزات المجتمع في الأبنية والمنشآت المختلفة، إن الدور الفعال والشجاع والمتميز لرجال الدفاع المدني والتضحيات الكبيرة رغم المعاقات الكثيرة وتشعبات العمل وكثافة الحدث أسهمت إسهاماً فاعلا في حماية المواطنيين والمقيمين من الحوادث الناجمة عن الأمطار والسيول، فلقد تلقت إدارة الدفاع المدني خلال الأيام القليلة الماضية أكثر 46900 بلاغ، وأنقذت بعد عون الله أكثر من 6800 شخص متضرر، وأعاشت ما يزيد على 4700 شخص، إن الأعمال الجليلة والقديرة التي أسداها للوطن رجال الدفاع المدني ولا يزالون بكل همة وعزيمة واقتدار وتحد، يجبرنا على الإشادة والتفاعل والتصفيق لهم من غير حد ولا حساب.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @