ربما موضوعي هذا الأسبوع يحتاج إلى دراسة وتمحيص أكثر من مقال كتبه مجرد إنسان عابر على أحد صفحات الجرائد فهو قضية بحجم النظام التنفيذي للدولة وهو المحك الذي حثنا ديننا الحنيف عليه وهو الركيزة الحقيقية لمقارعة الأمم الأخرى. الجودة بالعمل هذا المفهوم الشامل لكل عمل يؤسس على الجودة ولكنني سوف أهيم حول الإدارات التي تعنى بالفنون
فجمعية الثقافة والفنون والنوادي الأدبية وجمعية التشكيليين أو غيرها من التجمعات المدنية التي مناط بها الثقافة والفنون وهي محور حديثي ولب هذا الموضوع ، فحين أنظر إلى مخرجات ونتاج تلك الجمعيات وأضع إحداثياتي كمراقب أجدها لا ترتقي للأهداف السامية التي أسست تلك الجمعيات من أجلها وسبب هذا التدني أو عدم الارتقاء ـ إن جاز التعبير ـ هو عدم الجودة بالعمل بمعنى أن يكون هناك دورة عن المسرح أو ورشة عمل عن الفن التشكيلي ويكون فيهما متدربون أو مشاركون أي المستهدفين لتلك المناشط ويقوم المنظم أو المسؤول على تلك الدورة أو الورشة بإقامتها وتنفيذها ويخرج لنا بالإعلام والصور التي ازدحمت بأجساد أناس تم الاستعانة بهم (سد فراغ) مصرحا بأن الحضور قد فاق العدد المستهدف والدورة أتمت الغاية المنشودة منها.
هذا المثال يجبرنا أن نضع المسألة تحت المجهر بالرغم من أن المثال السابق أخفق بعدم إجادته للعمل ويبنى عليه أعملل أخرى ولم يتوقف عند هذا فحسب بل تعدى الموضوع إلى الكذب وخداع المسؤولين وتزييف بالأرقام وهي الارتكازة التي تقوم عليها الدراسات والخطط المستقبلية ناهيك عن فرقعات المناشط التي تقام هنا وهناك عبارة عن بربدنقة إعلامية ليس إلا.
العمل يا سادة ليس مجرد شيء نقوم به بأي شكل كان العمل هو إتقان أمرنا الله سبحانه وتعالى حين قال (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) الكهف 30 كما أرادها حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) من سقوط الإتقان والجودة جعلت منا متخلفين عن الأمم الأخرى ولا يقصر هذا السقوط على الجمعيات فهي مجرد مثال لما يحيط بنا من مكانيكية الإدارة.
الشاهد هنا أن أركان إدارة الجودة هي ضرورة تبني الإدارة العليا لمفاهيم الجودة وإعطائها الأولوية المناسبة والبحث عن السبل الكفيلة بالتحسين المستمر لأداء الأعمال وتقصي رغبات المستفيدين وتطلعاتهم وتطبيق مبدأ فريق العمل والتأكيد على وجوب التمييز بين جهود الفرد وجهود الجماعة.
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي