Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 09/05/2013 Issue 14833 14833 الخميس 29 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مع كل كارثة بيئية أو حالة طارئة أو سيول جارفة يقفز السؤال من خوف المواطن وقلق المسؤول : أين الدفاع المدني؟ وهو سؤال مشروع، غير أنه يأتي أحياناً في سياق مختلف ليس القصد منه الاطمئنان لوجود هذا الجهاز الحيوي في حال الأزمات ووقوع الكوارث،

إنما استدعاؤه بين طيات السؤال من أجل تحميله المسؤولية وتوريطه التبعات السلبية لتلك السيول أو الكوارث، لكونه في وجه مدفع الأحداث. ذلك السؤال المفخخ يتجاوز ما يبذله رجال الدفاع المدني من جهودكبيرة وفق تجهيزاته وإمكاناته الحالية مع مثل هذه الأحوال الطبيعية. والأمطار الأخيرة التي هطلت بغزارة وعلى مدار أيام في أكثر من منطقة يؤكد ذلك فلم يعد الأمر سراً ومتروكاً لإذاعة (يقولون): إنما إعلام جديد ينقل الحدث دقيقة بدقيقة حتى وإن غابت قنوات التلفزيونية المحلية.

لقد كانت الصور الحية والثابتة المنقولة في الصحف وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أكبر برهان على جهود الدفاع المدني الذين لا يتعاملون مع عائلات احتجزتها السيول أو أشخاص كانوا في المكان الخطر بغير إرادتهم، إنما يواجهون أيضاً مشاكل البنية التحتية التي جعلت من بعض شوارعنا بحيرات، ومن بعض الأحياء السكنية مناطق كوارث تشبه ما يحصل من مشاهد الفيضانات في دول معروفة بالأمطار المستمرة، وفوق كل ذلك فإن رجال الدفاع المدني يتعاملون مع أشخاص فقدوا حس المسؤولية والشعور بقيمة الحياة، أشخاص متعتهم المخاطرة التي نهى عنها ديننا الحنيف، لدرجة العبث بالأرواح، من خلال الاستعراض السخيف بسياراتهم في قطع جريان السيل وكأنهم هم من صنعوها، أو من خلال استعراضهم الجسدي كالانجراف مع السيل، أو القفز في بطون الأودية والمستنقعات، أو الجلوس تحت مصبات المياه من منحدرات الجبال دون أن يعي أن الماء المنهمر قد يحمل معه الأحجار التي قد تنهي حياته، وغير ذلك من تصرفات مجنونة، أو أقل ما يقال عنها مراهقة متهورة.

والإشكال عندما يأتي أحدهم ليقارن دفاعنا المدني بأجهزة الطوارئ والانقاذ في الدول الغربية أو المتقدمة عموماً، متجاهلاً أهم عنصر في تلك المقارنة المجحفة، وهي (ثقافة المسؤولية) التي يتمتع بها المواطن في تلك الدول، هذه المسؤولية مرتبطة بمسألتين (الوعي والالتزام)، فهو يعي مخاطر الكوارث البيئية وعواقب الاستخفاف بها لأنه يدرك تماماً قيمة حياته ودوره الاجتماعي، كما يلتزم بالتحذيرات الحكومية ويتقيد بها ويتابعها لأن التهاون فيها وعدم التقيد بها قد تجعله تحت طائلة القانون لتعريض نفسه والآخرين بما فيهم رجال الانقاذ للخطر. أما لدينا فرغم كل التحذيرات تجد المتهورين يشتتون جهود رجال الدفاع المدني بتعريض أنفسهم للخطر. إن الشكر والعرفان لا يكفيان لرجال الدفاع المدني، لهذا سعدت بخبر توجيه خادم الحرمين الشريفين صرف راتب شهر لهم نظير ما بذلوه ويبذلونه في كوارث الأمطار وغيرها من الأحداث، متطلعاً أن يتم تعزيز هذا الجهاز الحيوي بكل الإمكانات المتقدمة والآليات المتطورة في أعمال الطوارئ والإنقاذ على مستوى انتشاره في كل مناطق المملكة.

moh.alkanaan555@gmail.com
تويتر @moh_alkanaan

دفاعنا المدني.. الشكر لا يكفي
محمد بن عيسى الكنعان

محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة