أصبحت اللغة جزءا رئيسا من المرتكزات في تنافس الشعوب والأمم، وهوية تتمحور حولها المجتمعات، اللغة العربية أهملت بسبب الضغوط السياسية التي تمارس على العالمين العربي والإسلامي ولفترة الاستعمار الأوروبي الطويل على البلاد العربية والإسلامية.
الملك عبدالله -حفظه الله- من منطلقات ومسؤوليات إسلامية وعربية أسس مركزاً دولياً لدعم اللغة العربية، التي تعني جميع العالم الإسلامي كونها لغة القرآن والتاريخ الإسلامي والثقافة العربية، ولأهمية مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية عقد هذه الأيام في مدينة الرياض ملتقى تنسيقي للجامعات والمؤسسات المعنية باللغة العربية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستضافة ضيوف من جميع العالم المهتمين باللغة العربية ويهدف إلى جمع المنظمات والمؤسسات الخليجية المعنية باللغة لمناقشة واقع اللغة العربية في دول الخليج التي تعاني أكثر من غيرها من الدول في (هجمة) غير مرتبة من الوافدين أثرت على اللغة العربية بسبب قرب وارتباط الخليج العربي من مجتمعات غير عربية في (القارة الهندية) لأن الجوار غير العربي يزحف ثقافياً وسكانياً واجتماعياً عبر مياه الخليج العربي التي تقع عليه إيران وباكستان وجوارها من الهند وغيرها من دول جنوب شرق آسيا, وأيضاً الزحف على اللغة العربية من دول شرق إفريقيا عبر البحر الأحمر، تلك التأثيرات عبر بحر العرب والخليج العربي تزيد من أزمة الهوية واللغة وهذا يتطلب حماية اللغة العربية في الخليج والمساعدة في نشرها بصفتها لغة القرآن ولغة منافسة في اللغات العالمية ولكونها مرتبطة بالتاريخ الإسلامي والثقافة والتراث الإسلامي لذا جاء مركز الملك عبدالله مؤسساً لمركز من أجل حماية اللغة العربية يلتف حوله جميع المهتمين باللغة العربية من جميع الأقطار العربية والإسلامية لمواجهة تحديات حضارية وتنافس بين شعوب العالم من أجل الهوية والثقافة والاستثمار ويمكن ملاحظة ذلك في أوروبا بين دول الاتحاد الأوروبي رغم أنهم في قارة واحدة ومتجاورون إلا أنهم يحافظون على الهوية والثقافة والاستثمار كما هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وغيرها من دول أوروبا. لذا يأتي مركز الملك عبدالله ليوحد جهود دول الخليج المستهدفة من عجمى العربية وجهود الدول الإسلامية ولحمايتها ونشر اللغة العربية لتكون منافسة تحافظ على الهوية والكيانات.