رحم الله فضيلة الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين صاحب المسيرة العطرة المليئة بالعطاء الجزيل والجهد الوفير والفكر المستنير.. عاش لوطنه وأُمَّته خادمًا للمواطنين حافظًا للإسلام والمسلمين مساهمًا بارزًا في قضايا المجتمع.. كان صاحب رؤية ثاقبة وعقل راجح في كلِّ مكان أو منصب أو عمل قام به منذ حصوله على الماجستير في الدِّراسات القانونية من جامعة القاهرة بمصر بعد أن أكمل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بمكَّة المُكرَّمة ومنذ عمله مدرسًا بالمرحلة الابتدائية إلى أن شغل العديد من المناصب التي شرفت به وبعطاءاته وإنجازاته وحبه الشَّديد لوطنه.
وليس أدل على علمه ورجاحة عقله واستنارة فكره ما قاله عنه الشيخ د. صالح بن سليمان الوهيبي التميمي: «أما الشيخ صالح الحصين فيأنس به المرء عالمًا بصيرًا بشؤون الفكر الإسلامي عامة وفي مجال الاقتصاد والتشريع أيضًا».
وبالإضافة إلى توسعه في بحر العلم والبحوث فكان -رحمه الله- مهتمًا بالعمل الخيري والإِنساني على المستويين المحلي والدَّوْلي ولديه مشاركة فاعلة من خلال عفويته في مؤسسة الوقف الإسلامي وكان أبرز ما يميّزه -رحمه الله- إنكاره لذاته، حريصًا على تحسين أدائه نافرًا من مظاهر البروز والتكلف.
وجاء بيان الديوان الملكي الصادر في يوم وفاته ليشير إلى أبرز المناصب التي تولاها -رحمه الله- كعضو في هيئة كبار العلماء ورئيس لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتوليه العديد من المناصب الحكوميَّة منها إشرافه على هيئة الخبراء بمجلس الوزراء ورئاسته لهيئة التأديب ووزير دولة وعضو في مجلس الوزراء ورئيس عام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وكان فضيلة الشيخ صالح -رحمه الله وأسكنه فسيح جنَّاته- وهو من عشيرة النواصر من قبيلة بني تميم بسيطًا في حياته متواضعًا.. كريمًا يحب النَّاس فبادلوه الحب بالحب والود.. زاهدًا.. شاكرًا نعم الله عليه.. مخلصًا لوطنه.. وفيًّا لأبناء المملكة.. سريعًا في عمل الخير ومشاركًا في دعم ومؤازرة الأعمال الخيرية.
«85» عامًا منذ مولده حتَّى وفاته تحكي قصة كفاح ومسيرة عطاء بلا حدود للشيخ الجليل صالح الحصين منها «60» عامًا في العمل الحكومي والأهلي.. رحمه الله وأسكنه فسيح جنَّاته وألهمنا جميعًا الصَّبر والسلوان.