|
تجدد الذكرى الثامنة للبيعة المباركة قصة المشاريع الجبارة التي تحفل بها العديد من مدن ومحافظات المملكة، والمتتبع لا بد أن يلحظ إطلاق المشاريع المليارية الضخمة التي جاءت متواكبة مع طفرة أسعار النفط التي وصلت إلى أرقام كبيرة.
وراعت المملكة هذه الطفرة التي تمر بها، وأحسنت استغلالها لذلك، ظهرت العديد من المشاريع التي تعنى بهذا الجانب ومن أبرزها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية.
وينهض المركز برسالة سامية وهي إعداد أبحاث وتحاليل إستراتيجية وحلول سياسية عالمية المستوى للنهوض بدور المملكة العربية السعودية بوصفها أكبر دولة منتجة للطاقة تضطلع بمسؤولياتها البيئية في العالم.
ويبرز مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية رؤيته أن يكون مركزاً عالمياً بارزاً لأبحاث الطاقة والبيئة وسياساتها، متمحوراً حول الصناعة النفطية والطاقة والبيئة.
وينشر المركز أبحاثه من خلال المطبوعات والمنشورات الإلكترونية وورش العمل والبرامج التعليمية وغيرها من طرق التواصل.
يتربع مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ويتخذ منها مقراً رئيسياً له وهو مركز أبحاث غير ربحي له شخصية اعتبارية مستقلة، ويدير المركز مجلس أمناء يرأسه وزير البترول والثروة المعدنية. ويساعد المركز مجلس استشاري دولي يتألف من أعضاء محليين وإقليميين ودوليين في توجيه القضايا الإستراتيجية وفي تنسيق برامج البحوث في المركز. وفي مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية هو بمثابة كبير الإداريين التنفيذيين والمسؤول عن وضع خطط المركز وتنفيذها بعد الحصول على موافقة مجلس الأمناء.
ويستقطب المركز أيدي وطنية ماهرة ومبدعة وباحثون ذوو خلفيات في الاقتصاد والهندسة والعلوم وإدارة الأعمال والمال والعلاقات الدولية وعلوم الكمبيوتر وعلم الاجتماع، وسيكون هؤلاء المهنيون في المقدمة لمراقبة وتقييم وفهم تأثيرات أهم قضايا الطاقة والتكنولوجيا وسياساتها وسيكونون مسؤولين بشكل أساسي عن إدارة أبحاث وتحاليل المركز.
ويبادر المركز إلى تشجيع استخدامات الطاقة المستدامة التي تحافظ على البيئة ويشجع الاستخدام الفعال للطاقة المحافظة على البيئة وذلك من خلال استخدام الطاقة الشمسية، وسينتج المجمع بالرياض من احتياجاته من الطاقة عن طريق الشمس.
كما يهدف المركز إلى الحصول على شهادة ل ي ي د بلاتينيوم من المجلس الأمريكي للمباني الصديقة للبيئة، ويستخدم هذا المعيار المقبول دولياً لتصميم وإنشاء وتشغيل مبان رفيقة بالبيئة وعالية الأداء ستة تصنيفات لتقييم الهياكل وهي: المواقع المستدامة وكفاءة استخدام الماء والطاقة والمناخ والمواد والموارد ونوعية البيئة الداخلية والابتكار في التصميم. وسيعني حصول المركز على شهادة ل ي ي د بلاتينيوم إلى أن المركز قد بني اعتماداً على أفضل أساليب التنمية المستدامة.
ويؤدي مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية دور حيوي في العديد من المجالات وأهمها ونظراً لوجوده في عاصمة الطاقة العالمية، يعتبر مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية مؤسسة حيوية ستبدأ في إدارة أبحاث الطاقة والبيئة ودراسات السياسات المرتبطة بهما. فمن البترول النظيف إلى البدائل المجدية اقتصادياً وانعكاساتها الاقتصادية، يهدف المركز إلى المساهمة الإيجابية في تبني سياسات وتطبيقات للطاقة ودودة بالبيئة وذلك حفاظاً على الرخاء والنمو العالميين. وبصفته مركزاً بحثياً وفكرياً، سيمثل المركز منشأة مستقلة تعاونية ذات توجه موضوعي مكرس لتطوير الأفكار والإستراتيجيات المبتكرة للمملكة العربية السعودية والعالم. وسيسعى المركز لإجراء أبحاث عالمية وتحاليل إستراتيجية وحلول سياسية للارتقاء بدور المملكة العربية السعودية بصفتها مصدر الطاقة الأول المسؤول بيئياً. كما يهدف مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية إلى نيل مرتبة عالمية رائدة في مجال أبحاث الطاقة والبيئة ودراسات السياسات المرتبطة بهما.
ويعتمد المركز أسلوباً حديثاً في البحث والتجارب وقد تأسس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية للمساعدة في تحويل تحديات الطاقة الحالية إلى فرص مستقبلية، ونظراً لتميزه كونه مركزاً بحثياً متخصصاً من جهة، ومركزاً فكرياً من جهة أخرى، فإن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية سيولد روحاً جديدة لصياغة ونشر فكر الطاقة والتوصيات الخاصة بسياساتها والتعامل مع القضايا المحلية والإقليمية والدولية. وسيلعب المركز دوراً حيوياً في مجتمع الطاقة العالمي - حيث إنه يمثل منطقة معروفة بإنتاجها البترولي ويدعم وجهة نظر إحدى البلدان المصدرة للبترول - إلا أنه سيركز أيضاً على تبني الوقود البديل والإستراتيجيات والرؤى الواضحة الصديقة للبيئة على المدى البعيد. ويظهر المركز التزام المملكة العربية السعودية بتطوير رأس المال البشري والارتقاء بالحوار العالمي بشأن الطاقة والاقتصاد والبيئة.
ويهدف مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية إلى العديد من القضايا التي تهم الشأن النفطي، إلا أن أبرز الأهداف التي يسعى لتحقيقها خلال مسيرته هي المشاركة في مبادرات البحوث العالمية المستقلة في مجالات الطاقة والبيئة وإجراء بحوث عن السوق والسياسات والتكنولوجيا تدعم فهماً أوسع لاحتياجات وإمكانيات الطاقة، وتؤدي إلى تطوير صناعة الطاقة والارتقاء بها، وتشمل أشكال الوقود التقليدية والبديلة من التطوير إلى الاستخدام، بالإضافة إلى التنسيق ببرامج البحوث الداخلية إلى جانب تشجيع الدراسات المشتركة مع المراكز والجامعات الرئيسية في المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم، إلى جانب تطوير قاعدة معرفية شاملة لمراقبة تطورات أسواق الطاقة المحلية والعالمية، بما فيها العرض والطلب وشركات النفط الوطنية والدولية والسياسات المرتبطة بالطاقة والبيئة وموارد الطاقة والتكنولوجيا البديلة والجديدة والحفاظ على الطاقة، وذلك من خلال تعزيز رأس المال البشري بالمركز والاعتماد عليه، وإعداد ونشر الخبرات الأساسية لفائدة الجمهور المستهدف مع توسيع معرفة وفهم الجمهور السعودي لصناعة الطاقة بالبلاد والقضايا المتصلة بها.
وحول ما يتعين على مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية القيام به لفهم تأثير توجهات التكنولوجيا وفي تعزيز إجراء البحوث التكنولوجية فهو يؤدي المركز الأدوار التالية التي تتصل بدراسات تأثير تكنولوجيا الطاقة على أسواق الطاقة بما فيها القدرة التنافسية للمملكة العربية السعودية ورعاية مجموعة مختارة من بحوث التكنولوجيا التطبيقية والنظر في امتيازات الملكية لبعض مجالات التكنولوجيا ذات الأولوية.
إضافة إلى رعاية بحوث التكنولوجيا الأكاديمية والعامة وجذب الشركات متعددة الجنسيات لإجراء البحوث في المملكة وإيجاد بيئة للمشاريع الاستثمارية وجذب رأس المال والخدمات المهنية الأخرى لدعم التجمعات الصناعية.