|
الجزيرة - احمد القرني:
أكد معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن مملكتنا الحبيبة تعيش في هذا اليوم الأغر السادس والعشرين من جمادى الآخرة 1434هـ مناسبة عزيزة وغالية على نفوسنا جميعًا وهي مرور ثماني سنوات على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - وهى مناسبة أطلت علينا بعد ثمانية أعوام من العطاء والخير والنماء والرخاء، شهدت خلالها بلادنا الغالية إنجازات متميزة ونهضة عملاقة في جميع المجالات العلمية والصحية والثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية ولله الحمد والمنة.
وأضاف أن عهده -أيده الله - اتسم باهتمام بالغ بالمواطن وسعادته ورفاهيته وجعله محور عنايته واهتمامه وعلى رأس أولوياته - يحفظه الله - وأصدر العديد من القرارات التي أسعدت جميع المواطنين على مختلف فئاتهم وما هذا إلا تأكيد صادق لمعنى التلاحم والوحدة بين المواطنين وقائدهم وهو تعبير عن إرادة وطنية مخلصة ونتيجة طبيعية لما تميز به المليك المفدى من حكمة واقتدار وحب لهذا الوطن الغالي ومواطنيه الأوفياء.
وقال الربيعة: وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى ما تحظى به الخدمات الصحية في العهد الزاهر الميمون من رعاية كريمة واهتمام متواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ بالتوسع في إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية والمدن الطبية؛ حيث شهدت السنوات الثماني السابقة بداية من عام 1426هـ حتى عام 1434هـ افتتاح 74 مستشفى جديداً بسعة 7402 سرير من إجمالي عدد المستشفيات البالغ عددها 259 مستشفى، كما تم خلال هذه الفترة إنجاز 769 مركزاً للرعاية الصحية الأولية من إجمالي عدد المراكز الصحية البالغ عددها 2259 مركزاً صحياً، بالإضافة إلى تصميم وإنشاء خمس مدن طبية تقدم أعلى مستويات الرعاية الطبية المتخصصة والمرجعية، وما يؤكد استمرارية الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - تشريفه في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1433هـ افتتاح ووضع حجر الأساس لما مجموعه 547 مشروعاً صحياً، وهو خير شاهدٍ على ما تميز به هذا العصر الزاهر الميمون، حيث تعد تلك المشاريع أكبر حدث في تاريخ وزارة الصحة. واستمراراً لهذه المسيرة الزاهرة ستقوم الوزارة - بإذن الله - بتصميم وتنفيذ 125 مستشفى و 1671 مركزاً صحياً خلال السنوات القادمة.
ومضى يقول: إن مسيرة العطاء تتواصل في أزهى مراحلها، وها نحن نستشرف مستقبلاً زاهراً للخدمات الصحية بهذا الوطن المعطاء بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ بالأمر السامي الكريم رقم 22005 وتاريخ 11/6/1434هـ بحزمة من القرارات تضمنت اعتماد (15.1) مليار ريال لإنشاء 22 مجمعاً طبياً ومستشفى، وثلاثة مراكز لاضطرابات النمو والسلوك تعد الأولى من نوعها في المملكة، وكذلك اعتماد مليار ريال لدعم متطلبات إنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية وشراء الأراضي اللازمة لها، كما وجه يحفظه الله بنزع ملكيات وتخصيص أراضٍ مملوكة للدولة أو بعض القطاعات الحكومية لإنشاء المستشفيات المعتمدة، كما نص التوجيه الكريم على اعتماد معايير أسلوب التشغيل الذاتي في كافة المستشفيات والمراكز الطبية بالوزارة تدريجياً، واعتماد عدد من برامج التشغيل لتطوير مرافق وزارة الصحة، إضافة إلى الموافقة على إنشاء شركة صحة للاستثمارات الصحية بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة والوزارة.
ولقد جعلت الوزارة مفهوم الجودة والسلامة والاعتماد على رأس أولوياتها؛ حيث حصلت ـ بفضل الله ـ 32 مستشفى حكومياً و27 مستشفى خاصاً و(4) مراكز طبية متخصصة على شهادة هيئة الاعتماد الأمريكية العالمية (JCI)؛ التي لا تمنح لأي منشأة طبية إلا بعد تحقيقها أكثر من 1200 معيار متعلقة بالجودة والسلامة ترقى بمستوى الخدمة إلى المعايير العالمية المتقدمة؛ كما حصل 51 مستشفى حكومياً و21 مستشفى خاصاً و20 مركزاً صحياً و(4) مختبرات إقليمية على اعتماد المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية.
وواكب هذا البناء والتوسع ونوعية الخدمات المقدمة حراك تطويري شامل تضمن تعزيز وتطوير العمل المؤسسي والإداري بوزارة الصحة والذي تمثّل في إنشاء المجالس التنفيذية بالوزارة والمناطق للتأكد من صياغة القرار الجماعي الصائب المبني على الأدلة والبراهين والمشورة، وتطوير الجودة وسلامة المرضى، إضافة إلى تنفيذ استراتيجية الصحة الإلكترونية، وتدريب وتنمية الكفاءات البشرية، واستحداث العديد من البرامج التطويرية التي ركزت على خدمة المريض وسلامته في ظل الشعار الذي رفعته الوزارة (المريض أولاً).
كما وضعت وزارة الصحة خطة استراتيجية لمدة عشر سنوات قادمة تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية وكذلك تحقيق العدالة في التوزيع والجودة في تقديم الخدمة واضعة نصب عينيها معايير وأسساً علمية تضاهي أحدث المعايير الإقليمية والعالمية، مع التركيز على رفع مستويا ت الرعاية الصحية بمختلف أشكالها، وتطبيق برامج حديثة على أعلى مستوى من التقنية لإحداث التطوير الإداري والمالي، انطلاقًا من رؤية واضحة تتمثل في توفير الرعاية الصحية وفقاً للمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي أسس على مفهوم الشمولية وتحقيق عدد من المعايير الوطنية والعالمية التي تضمن تحقيق مبادئ العدل والمساواة في توزيع الخدمات الصحية وسهولة حصول المواطن عليها والوصول إليها بكل سهولة ويسر.
وتأتي هذه المناسبة السعيدة لتزيدنا ولاء وحباً وإخلاصاً لقائد مسيرتنا وراعي نهضتنا مجددين له البيعة، رافعين أكف الضراعة للمولى العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قائداً وزعيماً لهذه الأمة، وأن يمده الله ـ عز وجل ـ بعونه وتوفيقه لخدمة شعبه الوفي وأمته العربية والإسلامية، مبتهلين إلى المولى ـ جلت قدرته ـ أن يشد عضده بأخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين - يحفظهم الله -.
وابتهل وزير الصحة إلى الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد الطاهرة ولاة أمرها، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يمتع الجميع بدوام الصحة والعافية إنه سميع مجيب وهو ولي ذلك والقادر عليه.