|
تحل على بلادنا هذه الأيام الذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ملكا على البلاد، نستشعر من هذا التقليد الجليل (البيعة) أنبل معاني الفخر والاعتزاز والانتماء لمليك تبادل وشعبه الحب والوفاء، فعكست تلك العلاقة الفريدة ما شهده الوطن من تنمية شاملة ونهضة جبارة شملت كل الميادين والقطاعات, فلطالما انصبت الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين على مواطنيه فجعل رفاهيتهم وتوفير العيش الكريم لهم بأولى أولوياته، وخلال السنوات الثماني الماضية شهدت المملكة سباقاً مع الزمن حيث أنشئت العديد من المشاريع والصروح التعليمية والصناعية والصحية والاجتماعية، ولم يغفل كذلك حفظه الله أن بناء العقول مقدم على بناء المشاريع فانطلق حراك علمي غير مسبوق مصحوبا بدعم ملكي كريم فأنشئت جامعات ومدن جامعية ومؤسسات ومراكز تدريب ناهيك عن عشرات الألوف من أبناء شعبه الذين ابتعثوا لدراسة مختلف العلوم وبشتى الجامعات العالمية في دول العالم حتى ناهز عددهم المئة وخمسون الف مبتعث ومبتعثة، وادراكاً من المليك المفدى بالدور الكبير الذي تلعبه المرأة السعودية في المجتمع حرص أشد الحرص على أن تكون لها مشاركة في هذا الحراك التنموي فأنشئت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات ليتم ضمان أفضل المدخلات التعليمية التي تقدم لهم، وكذلك تعيين ثلاثين سيدة في مجلس الشورى واعطائهن كذلك حق التصويت والانتخاب بالمجالس البلدية من ايمانه العميق بكفاءة المواطنات السعودية, وعلى الصعيد الدولي تتصدر المملكة ولله الحمد قائمة الدول المؤثرة سياسيا في المنطقة نتيجة السياسة المعتدلة والطرح المتوازن للمملكة بشأن القضايا العالمية، وكذلك المبادرات الإنسانية والاجتماعية التي تطرحها المملكة وعلى رأسها تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بفيينا ويتبعه تأسيس مركز عالمي لمكافحة الإرهاب بإشراف من هيئة الأمم المتحدة.
كما استمرت المملكة وبشكل فاعل وكبير بخدمة الإسلام والمسلمين فعملت أكبر توسعة للحرمين الشريفين على مر التاريخ والدعم لمناصرة قضايا المسلمين بكل مكان، والكثير الكثير من منجزات العصر تمت خلال هذه السنوات المباركة وما تقدم إنما هوغيض من فيض عبدالله بن عبدالعزيز، سائلاً الله عز وجل أن يمد خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية ليكمل مسيرة البناء والنماء.
- الملحق الثقافي بجمهورية المانيا الاتحادية