|
د. توفيق بن أحمد خوجة:
في ذكرى البيعة الثامنة والتي تحل يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 6 مايو 2013م فإنه يشرفني أن أرفع باسمي شخصياً وباسم مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي أطيب التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وإلى سمو ولي عهده الأمين على هذه المبايعة الغالية استمرارا لمسيرة البناء والإصلاح والتطوير التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل هذا العهد الزاهر الميمون مشيدا بالإنجازات الكبيرة التي تحققت والتي حملت معها الخير والرخاء والنماء والعطاء في جميع النواحي والمجالات التي عمت أرجاء الوطن وخاصة رعايته الكريمة للفئات الأكثر حاجة في المجتمع السعودي.
إن هذه الذكرى خالدة في نفوسنا وتثير مشاعر الفرحة والسرور لهذا العهد المبارك المزدهر والإنجازات الكبيرة إننا لا نتحدث عن حاكم عربي فقط بل نتحدث عن شخصية قيادية نالت الكثير من الإعجاب والتقدير على المستوى الشعبي داخلياً وخارجياً.
لقد أحب خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – شعبه فسهر على راحته وأمنه وأمانه ذلك الشعب الأبي الذي ظهر مدى ولائه وحبه لقيادته من خلال المواقف التي ترجمتها لوقوفهم جميعاً إلى جانب قيادتهم والسمع والطاعة والولاء نظير ما وجدوه من عدل ومساواة من حكومتنا الرشيدة إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لم يكن - حفظه الله - رجل دولة فحسب بل قائد أمة تنوعت أوجه عطائه وتظافرت جهوده لوضع المملكة العربية السعودية في المكانة التي يرتضيها وتليق بها.
لقد شهدت المملكة منذ مبايعته - رعاه الله – إنجازات قياسية في عمر الزمن، تميزت في الشمولية والتكامل، كما سجلت حضوراً عالمياً في مختلف المحافل والمناسبات. فكان له بفضل الله ما أراد ساس أمورها بشكل فريد وخطى بها بشكل متوازن على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية.
إننا في هذا اليوم نتذكر ثمانية أعوام من العطاء والإنجاز التي عمت أرجاء الوطن فعندما نستذكر هذه الإنجازات ونريد حصرها فإن اللسان يعجز عن ذكرها لأنها فاقت خيال الوطن والمواطن لقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – تحقيق الراحة والرفاهية للمواطن السعودي وتحقيق النماء والتطور للوطن ليرتقي ويصبح في مصاف الدول المتقدمة.
إن اهتمام القيادة الرشيدة أعزها الله بقطاع الخدمات الصحية والذي شهد نهضة كبرى أدخلت الفرح والسرور في نفوس كل فئات المجتمع حتى أضحت الرعاية الصحية معلما بارزا ونموذجا يحتذى به على المستوى الخليجي والإقليمي وموضع إشادة وتقدير على المستوى الدولي.. فقرارات خادم الحرمين الشريفين الرائدة والتي سطرها التاريخ بأحرف من نور ومنها تكثيف الإنفاق على قطاع الخدمات الصحية وزيادة الاعتمادات المعززة للصحة مع تنمية إسهام القطاع الصحي الخاص في تحقيق هذا الإنجاز، وإنشاء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية المعتبرة وتوسعة وتحسين المرافق الصحية القائمة، إضافة إلى مبادرات مقامه الكريم في تطوير القوى العاملة الصحية من الأطباء وهيئة التمريض، وغيرها من المبادرات التي تؤكد على النقلة النوعية التي تشهدها الخدمات الصحية في مملكتنا الحبيبة منها اعتماد مقامه السامي الكريم مبلغ خمسة عشر مليارًا ومائة مليون ريال لإنشاء عدد (22) مشروعًا منها عدد (19) مجمعًا طبيًّا ومستشفى، وثلاثة مراكز لاضطرابات النمو والسلوك للأطفال كأول مراكز تُنشأ في المملكة تُعنى بهذه الفئة، وتوفر لمرضى التوحد ومرضى فرط الحركة وغيرهم مراكز على أعلى مستوى من الرعاية والعلاج، وكذلك نزع ملكية عدد من الأراضي لإقامة عدد من المشاريع الصحية عليها، بالإضافة إلى الموافقة على اعتماد عدد من البرامج التطويرية لمرافق وزارة الصحة.
إن المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد واصلت في السنة الثامنة بقيادة راعي هذه النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السير قدما في ركب البناء والتأسيس والإصلاح والتطوير... فما قام به خادم الحرمين الشريفين خلال ثمان سنوات يعادل الكثير من السنوات في حياة العديد من المجتمعات وفي تاريخ الكثير من الدول... إنجازات تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته.
وهنا لابد أن أنوّه أيضاً بتوجيه مقامه الكريم بافتتاح المدينة الجامعية لجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالرياض حيث يأتي افتتاحها تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة في النهوض بالقطاع التعليمي الطبي والصحي وفق رؤيته -أيده الله- بأن تكون أبرز جامعة علمية متخصصة في العلوم الصحية تحقق من خلال مخرجاتها من الطلاب والطالبات تفوقا للمملكة في المجالات الصحية والطبية... هذه الجامعة التي ستكون بمشيئة الله منارة للعلم والعلماء وجامعة متميزة... هذه المدينة التي تأتي في ظل الخطوات الرائدة والإنجازات المتوالية والقفزات النوعية في مسيرة العمل الصحي ليس فقط على مستوى المملكة العربية السعودية بل على مستوى دول مجلس التعاون حيث تأتي إقامة هذه المدينة لرفع كفاءة الخدمات الطبية وتنمية القوى العاملة وتطويرها. إن الإنجازات الهائلة التي تحققت خلال السنوات الثمان في قطاع الصحة وخدمات الرعاية الصحية في جميع مناطق المملكة أسفرت عن نقلة هائلة في خدمات الرعاية الصحية من خلال إنشاء وتطوير عدد كبير من المستشفيات العامة والتخصصية وتجهيزها بأحدث التقنيات لخدمة المرضى ودعم الكوادر الوطنية العاملة في جميع المهن الصحية. لقد وضعت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول ذات التأثير في العالم اليوم من خلال السياسة التي انتهجتها في ظل الظروف القائمة على مستوى الدولي والتي تمثل التوازن في التعاطي مع القضايا المختلفة المحلية والإقليمية والدولية، لقد أراد الله لهذا الوطن أن يكون أمة متلاحمة ومتماسكة في نسيجها الاجتماعي تحت ظل قيادة حكيمة تهدف إلى بناء وطن يؤثر ويتأثر بما يجري حوله من متغيرات.
إن خادم الحرمين الشريفين أثبت في عدة مناسبات حرصه على إحلال العدل والسلام والتقارب بين الشعوب والحكومات وما يحقق الاستقرار إقليمياً ودولياً مما أكسبه احترام العالم وتقديرهم لشخصيته الفذة كما واصل -حفظه الله- مسيرة أسلافه من ملوك هذه الدولة لنصرة الحق والدفاع عن قضايا المسلمين.
إن كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بالرؤية الثاقبة والنظرة الموضوعية والتخطيط الإستراتيجي الهادئ المبني على أسس علمية ومنطقية راسخة والذي تميز به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سلمه الله، وحكمة الأسرة المالكة على مر العصور الماضية الحافلة بالعديد من الإنجازات المشرفة التي تعدت المملكة العربية السعودية إلى العالمين العربي والإسلامي مما يسطر صفحات مشرقة تدعو للفخر والاعتزاز وحفرت مكانة دولية مرموقة للمملكة، كما أنه بجهود خادم الحرمين الشريفين والدور الريادي الذي يقوم به لتعزيز العمل العربي المشترك في شتى المجالات ومختلف الميادين...
- المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون