|
الرياض - واس:
وصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- التي توافق يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة الحالي بأنّها ذكرى خالدة في الساحة الوطنيَّة بما تثيره من مشاعر الفرحة والامتنان لهذا العهد المبارك.
وقال سموه في كلمة بهذه المناسبة: «إننا لن نستطيع حصر إنجازات قائد البلاد وباني نهضتها التعليميَّة والتنموية -أيَّده الله- لأن ذلك يحتاج إلى مجلد، بل مجلدات، ولكن حسبنا أن نشير إلى أبرز المآثر والإنجازات في مجالات التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والعمرانية التي تمَّت من خلال سبع سنين هي في عمر الزَّمن قصيرة لكنَّها طويلة بما تحتوي من جلائل الأعمال وما حفلت به من مشروعات عملاقة في جميع المجالات».
وأضاف قائلاً: «لقد شهد هذا العهد الميمون على الصعيد المحلي حراكًا اقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا وعمرانيًا منقطع النظير، عبر الفعاليات والمشروعات والأنشطة المتجدِّدة في كلِّ المجالات، فتم إنشاء مدن جامعية واقتصاديَّة وطبية للإسهام في التنمية المستدامة، والبدء في تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ الحرمَيْن (توسعة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحرم المكي) وما شهدته وتشهده المشاعر المقدسة من مشروعات تطويرية منها قطار المشاعر وقطار الحرمَيْن إلى جانب التوسُّع في كثير من المشروعات في مجال الخدمات والبنى التحتية وتطويرها بمختلف مناطق المملكة».
وأردف سموه يقول: «وفي مجال التنمية المستدامة والمتوازنة تَمَّ البدء بإنشاء مدن اقتصاديَّة وصناعيَّة ومدن جامعية ومشروعات خدميَّة شملت كل مناطق المملكة عامة ومنطقة جازان خاصة، وهو ما يدل على حرصه -أيَّده الله- على توزيع وتعميم المشروعات التنموية في المناطق تشجيعًا على التنمية المحليَّة، وسعيًا إلى تحقيق الرَّفاهية للمواطن أينما كان في هذه البلاد الطاهرة، حيث أصبح المواطنون بجميع انتماءاتهم قاعدة للتنمية المستدامة والمتوازنة التي لا تعترف بالحدود أو التكوينات الاجتماعيَّة، بل تشمل كل أبناء الوطن ومناطقه».
وأكَّد سموه أن الإسهام الفاعل والدور البارز للمملكة العربيَّة السعوديَّة في هذا العهد الميمون على الساحتين الإقليميَّة والدوليَّة عن طريق تبني القضايا العادلة والدفاع عن مبادئ السَّلام وحقوق الإِنسان، ومكافحة الإرهاب والجريمة والفساد جاء وفقًا لسياسة خارجية حكيمة تقوم على تعزيز السَّلام العالمي وتحقيق التعاون الدَّوْلي والوقوف إلى جانب الأخوة والأشقاء في الدول العربيَّة من خلال العمل على لمِّ شمل الصف العربي وجمع كلمته والإسهام في دعم الشُّعوب النامية الإسلامية وغيرها من شعوب العالم والنُّهوض بها، ومدّ يد العون لها أثناء الكوارث.
ونوّه سموه بدور خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الإصلاحي من خلال بذل العديد من مساعي الصلح ومبادرات المصالحة في أكثر من بقعة من العالم العربي والإسلامي وغيره، التي كان للكثير منها أثره في تهدئة النُّفوس وإصلاح ذات البيِّن بما يعود بالنَّفع على شعوب تلك الدول الشقيقة.
وأشاد سمو أمير منطقة جازان بما أصدره خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من قرارات في الشأن المحلي منذ توليه زمام الأمور في هذا الوطن العزيز أسهمت في تفعيل قوانين الإصلاح الحكومي التي تحارب مظاهر الفساد، وتطبيق مبدأ المكافأة والعقاب، وترسيخ قيم النزاهة والأمانة، ومحاربة الفساد بجميع أشكاله داخل العمل الحكومي والخاص وأوامر ملكية كريمة تلامس جميع احتياجات المواطن وتنمية الوطن في شتّى المجالات. وقال سموه: «إن منطقة جازان حظيت بمشروعات تنموية عملاقة ورعاية كريمة من قبل الحكومة الرشيدة بقيادته ـ أيده الله ـ كغيرها من مناطق وطننا العزيز ومنها مشروع المدينة الجامعية لجامعة جازان «درة الجامعات» الذي دشّن - حفظه الله - العام الماضي المرحلة الأولى منه ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية ضمن مشروعات المدن الجامعية بمختلف مناطق وطننا العزيز، ومدينة جازان الاقتصادية التي أمر - حفظه الله - بإسناد تنفيذ المرحلة الأولى منها لشركة أرامكو السعودية ومصفاة البترول التابعة لشركة أرامكو التي ستنفذ بمبلغ «40» مليار ريال وقعت عقودها وشرع في البدء في تنفيذها مع بداية العام الحالي والميناء الصناعي بمبلغ 5ر4 مليار ريال والمدينة الصناعية وضاحية الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمدينة جيزان التي تتضمن «40 « ألف قطعة أرض سكنية واعتمدت للبنية التحتية مبلغ « 5ر7 « مليار ريال خصص منها هذا العام مبلغ وقدره « مليار وخمسمائة وثمانون مليون ريال « لمشروعات عدة تشمل المياه والصرف الصحي والمشروعات البلدية والكهرباء وغيرها من الخدمات».
وأضاف سموه قائلاً: «إذا كان الحديث هنا عن الإسكان فإنه يطيب لي أن أرفع لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله ـ باسمي ونيابة عن أهالي منطقة جازان أسمى آيات الشكر والعرفان على ما شهدته وتشهده المنطقة من تنفيذ لمشروعات الإسكان ومنها مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي «6000» وحدة سكنية، إضافة لمشروعات وزارة الإسكان وصدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء « 1000» وحدة سكنية لسكان حي العشيماء بمدينة جيزان» وتوجيهاته السديدة مؤخراً لوزارة الإسكان بتأمين السكن للمواطنين من خلال منحه الأرض والقرض لأبناء هذه الوطن العزيز مجدداً العهد والولاء والطاعة والإخلاص باسم الجميع لقيادتهم الرشيدة وتهنئة خادم الحرمين الشريفين بالذكرى الثامنة للبيعة. ونوّه سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بما شهدته وتشهده المنطقة وما اعتمد لها في ميزانية العام الحالي من مشروعات في مجالات الطرق والمياه والكهرباء والصحة والتربية والتعليم وغيرها من المشروعات الخدمية لإدخال عجلة التنمية والنماء لتشمل مختلف محافظات ومراكز وقرى المنطقة في شتى المجالات.
وقال سموه: «إن عهد خادم الحرمين الشريفين على الرغم من قرب بدايته، فإنه شامخ بإنجازاته عظيم بمشاريعه التي عمت كل المجالات، وشملت كل القطاعات، فأصبح عهداً لا يُقاس بمدته القصيرة بقدر ما يقاس بالأعمال العظيمة لقائد المسيرة - أيده الله - وآثاره الجبارة».
ودعا سمو أمير منطقة جازان الله تعالى إلى أن يديم على المملكة أمنها ونهضتها وعزها وولاة أمرها، وأن يوفق الجميع لتحقيق تطلعات ولاة الأمر وطموحاتهم، وأن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ فضله وعافيته وكرمه.