|
المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
تشهد المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال الفترات الأخيرة سلسلة من المشروعات العملاقة بدءا من مشاريع تطوير وتوسعة الحرمين الشريفين (الحرم المكي والحرم المدني) وما يواكبهما من مشروعات تجميلية وتكميلية يشرف عليها ويتابع تفاصيلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وهذا امتداد يلمسه الجميع لجهود قادة هذه البلاد منذ تأسيس هذه الدولة على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله الذي أبدى الكثير من الاهتمام بمشاريع المدينتين المقدستين وأسس لنهج سار عليها من بعده أبناؤه البررة رحمهم الله الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد.
لم يكن الاهتمام بعمارة وتوسعة الحرم النبوي الشريف منفصلاً عن عمارة وتوسعة الحرم المكي الشريف، إذ حظي الحرمان الشريفان بأولويات الاهتمام والعناية من لدن الدولة السعودية في وقت مبكر، فقد اهتم مؤسس هذه البلاد وموحدها الملك عبد العزيز - رحمه الله - بعمارة وتوسعة مسجد رسول الله كما اهتم بعمارة وتوسعة الحرم المكي الشريف.
فقد أجرى الملك عبد العزيز آل سعود إصلاحات في أرضية الأروقة المحيطة بالصحن عام 1348هـ 1929 م وقام بإصلاح بعض الأعمدة بالأروقة الغربية والشرقية سنة 1350هـ 1931م. وفي 12 شعبان سنة 1368هـ 9 يونيو 1949م أصدر جلالته الأمر بتوسعة المسجد النبوي الشريف.
وبعد إجراء دراسات دقيقة تناولت كل جوانب المشروع، ووضع خطة التنفيذ، ورصد الأموال اللازمة، بدأ تنفيذ المشروع عام 1370 هـ 1951 م.
وقد ثمنت دول العالم الإسلامي جهود المملكة المكثفة في تطوير المقدسات الإسلامية التي يرتادها الحجاج والزوار مع توفير آليات الأمن والأمان للجميع رغم كثافة الحشود وتزايدها سنويا وأثنوا على جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وتوسعة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن وأكدوا أن الأمة تقدر تلك الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في تلك المجالات المتعددة.
اهتمامات القيادة بمكة المكرمة:
يجري العمل حاليا بتنفيذ مراحل مشروع الملك عبد الله لأعمار مكة المكرمة والتي تقدر ميزانيته بحوالي 23 مليارا، وحرصت الدولة على مضاعفة ميزانية أمانة العاصمة المقدسة خلال السنوات الأخيرة، مما يتيح المجال لتنفيذ العديد من المشروعات البناءة.
وتركزت إستراتيجية المشروع على تحقيق تنمية شاملة للمنطقة اعتمدت على محورين أساسيين، هما: بناء الإنسان وتنمية المكان، وهو ما يعني إن إستراتيجية منطقة مكة المكرمة انطلقت من أن تكون الكعبة هي المنطلق الأول لتنمية الإنسان والمكان، وركزت على الاهتمام بالحجاج والمعتمرين والزائرين وتقديم الخدمات لهم.
ويتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله هذا المشروع العملاق والشامل والهادف لإعمار مكة المكرمة وتطوير المشاعر المقدسة من خلال هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وقد تم تحديد المدة الزمنية للمشروع بحيث لا تتجاوز أربع سنوات بدأت من عام 1433هـ وتنتهي في عام 1436هـ ، تشمل تنفيذ جميع الطرق الدائرية الأربع وإنهائها بالكامل، وتنفيذ الطرق الشعاعية الأربعة، وهي الطرق الرابطة بين مداخل مكة المكرمة والحرم المكي، وهذه الطرق الشعاعية توفر للحجاج والمعتمرين والزوار إمكانية الدخول إلى مكة المكرمة مباشرة.
كما يتضمن، تنفيذ مشروع القطارات الخفيفة “المترو” مع محطات الركاب حيث من المقرر أن يتضمن المشروع بناء سبع محطات نقل رئيسة.
كما يوجد عدد آخر من المشاريع التي ستنفذ لخدمة ضيوف الرحمن بالتنسيق بين هيئة تطوير مكة وشركة البلد الأمين، وهي شركة خاصة مملوكة للحكومة ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، والمطورين من القطاع الخاص.
وستشهد السنوات الأربع المقبلة أيضاً الارتقاء بجميع خدمات البنى التحتية، كالتمديدات الكهربائية الاتصالات وشبكات المياه والصرف الصحي وتصريف السيول ويهدف المشروع لتحويل مكة إلى مدينة ذكية.
الجدير بالذكر أن لمشروع الملك عبدالله لإعمار مكة تكلفتان، مباشرة وغير مباشرة، وفيما يخص التكلفة المباشرة فقد رصدت للمشروع من موازنة الدولة 23 مليار ريال، لإنهاء ما تتطلبه الخطة العاجلة للمشروع فيما يتعلق بعقود الطرق والقطارات والعشوائيات، وإضافة إلى هذا المبلغ ستخصص لكل جهة حكومية مشاركة في المشروع موازنتها الخاصة، إلى جانب ما سيتلزم القطاع الخاص بتقديمه.
ووفقاً لتوزيع المسؤوليات، ستتولى القطاعات الحكومية المعنية، كل بحسب مجال اختصاصها، توفير شبكات الطرق، الاتصالات، الكهرباء، المياه، الصرف الصحي، وغيرها من البنى التحتية، فيما سيعمل القطاع الخاص على معالجة الأحياء الشعبية، والطرق الشعاعية الأربعة، ومحور الملك عبد العزيز تحت التنفيذ، إضافة إلى مشروع إنشاء محطات القطارات الخفيفة الخاضع للدراسة حالياً.
وتوقعت مصادر متابعة لآفاق المشروع أن يتم خلال مدة الأربع سنوات المقررة للمشروع إنجاز جميع الأعمال ذات العلاقة بمشاريع الطرق والقطارات الخفيفة والبنى التحتية، والبدء في تنفيذ مشاريع التطوير العمراني.
أما مشاريع محور الملك عبد العزيز وجبل عمر والطرق الدائرية الأربعة، فقد بدأت أعمالها فعلياً الآن.
مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة المكرمة يشمل أيضاً المشاعر المقدسة، من خلال إعادة تخطيطها بالكامل، وتقديم نموذج جديد للبناء على سطوح الجبال، والنقل، وسندخل الآن في تقديم نموذج جديد في تقديم الخدمات في الحافلات الخاصة بنقل الحجاج، بتوفير دورات المياه، والطعام، وتكييفها بالكامل، لاسيما وأن موسم الحج يزحف تدريجياً نحو فصل الصيف.
ومما يجدر ذكره أن مشاريع مكة المكرمة إجمالا والمشاعر المقدسة، تنجز بشيك مفتوح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، وعلى سبيل المثال، فإن إجمالي الإنفاق على توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم بلغ حتى اليوم 80 مليار ريال، ونتوقع أن يتجاوز الإنفاق على المشروع هذا الرقم بشكل كبير.
وينطلق مشروع الملك عبد الله لأعمار مكة والمشاعر المقدسة من نظرة تنموية شاملة تشمل تطوير شبكات الطرق واستكمال الناقص منها، ومن ذلك الطرق الدائرية الأول والثاني والثالث والرابع، فضلاً عن إنشاء مجموعة من شبكات الطرق الشعاعية التي تربط أحياء مكة مع القادمين من خارجها من مختلف الجهات، وتتجه مباشرة للحرم المكي الشريف من الجهات الأربع للحرم.
كما يهتم المشروع بمشكلة ازدحام المرور في مكة من خلال انشاء منظومة شبكات الطرق مع منظومة من وسائل النقل تشمل القطارات والمونريل والباصات ومختلف وسائل النقل الأخرى من خلال إنشاء عدد من محطات القطارات ومتطلباتها، بما في ذلك مواقف للسيارات ومصليات وأسواق وفنادق وشقق مفروشة وغيرها وصولاً إلى تحقيق التكامل بين تطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بحيث تتم الحركة من الحرم إلى المشاعر بيسر وسهولة ودون أن يكون هناك تأثير سلبي كبير أو مباشر على سكان المدينة وتحركاتهم اليومية.
ويقدم المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الذي نفذته هيئة تطوير مكة والمشاعر، رؤية تنموية شاملة لمدة 30 عاماً، مؤكدة أن المخطط يكفل إعداد خطط تنموية تراعي شمولية كافة مجالات التنمية والتطوير، من خلال تقييم الأوضاع الحالية وتقديم مقترحات البرامج لمعاجلة المشكلات وسد جوانب النقص، فضلاً عن تقدير الميزانيات المقترحة للمشاريع المستقبلية.
وحدد المخطط 21 مخرجاً، من أبرزها: توقعات أعداد السكان والزوار، توسعة المسجد الحرام والمناطق المحيطة، خطة النقل العام، خطة استعمالات الأراضي لاستيعاب النمو السكاني، خطة الإسكان وخياراته المستقبلية، خطة خدمات البنية التحتية، خطة الخدمات الاجتماعية للسكان والزوار، خطة تطوير المشاعر المقدسة، وخطة التنمية الاقتصادية.
ومن المشاريع التي تحظى بعناية كبيرة مشروع النقل العام في مكة المكرمة والذي مر بمرحلتين، الأولى ونفذتها شركة البلد الأمين المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة لإنشاء شبكة نقل القطارات (المترو) لخدمة الحجاج والمعتمرين وأيضا لخدمة قاطني المدينة، مستعينة فيها باستشاريين عالميين لإعداد هذه الدراسة (شركة سيسترا الفرنسية وشركة ايكوم البريطانية).
وخلصت الدراسة الفنية إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مدينة مكة المكرمة وهي مكونة من أربعة خطوط مترو يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 182 كيلو متراً و88 محطة وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة المكرمة وقد اشتملت الدراسة المذكورة على إعداد مخطط عام لمسارات الشبكة ومواقع محطاتها وتصميمها المبدئي.
أما المرحلة الثانية من المشروع فنفذتها هيئة تطوير مكة المكرمة تختص بالمخطط الشامل لشبكة النقل بالحافلات في مكة، حيث وقعت الهيئة بتاريخ 30-3-1433، عقداً مع الاستشاري العالمي (بي دبليو إنجنير الألماني) لإعداد المخطط الشامل للنقل بمكة المكرمة خلال مدة زمنية قدرها عشرة أشهر.
ووضعت الدراسة الملامح الرئيسية بمخطط الحافلات لتتكامل مع شبكة القطارات التي وضعت الدراسة لها شركة البلد الأمين، وهي تتكون من التالي: (أولا): شبكة حافلات النقل السريع BRT ذات مسارات دائرية بإجمالي أطوال 60 كيلو متراً وإجمالي عدد المحطات 60 محطة تتباعد كيلو متر واحد ومسافات سير حوالي 500 متر، (ثانيا): شبكة حافلات Local Bus لخدمة المسجد الحرام وتغطي المناطق التي لا تخدمها شبكة القطارات أو حافلات النقل السريع بإجمالي أطوال 65 كيلو متراً بين المسجد الحرام وأحياء مكة وهي شبكة إشعاعية في الشمال والجنوب والشرق والغرب وتتباعد المحطات حوالي 750 متراً ومسافة السير تتراوح بين 300 إلى 350 متراً، (ثالثا): شبكة حافلات التغذية Fedder Bus لمحطات القطارات طول المسارات الواحدة تتراوح بين 5 إلى 10 كيلو مترات وهي تصل بين عدد من محطات القطار من 1 3 محطات وزمن الرحلة حوالي 15 دقيقة وزمن تقاطر 10 دقائق، (رابعا): شبكة حافلات النقل الترددي تربط بين مواقف تسمى (أترك سيارتك واستقل النقل العام والمسجد الحرم) وكذلك محطات القطارات والحافلات.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة والمشاعر رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لإعمار مكة في العديد من اللقاءات حرص الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على سرعة تنفيذ مشروع إعمار مكة باعتباره من أهم المشاريع التي تنفذ في السعودية، لارتباطه بالعاصمة المقدسة للمسلمين والواجهة الحضارية الأولى للسعودية، وإنسانها في العالم الإسلامي، إضافة إلى خدمته لمواطنيها وقاصديها من ضيوف الرحمن.
وأوضح الفيصل ، أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يوليان المشروع أهمية بالغة، لما يحققه من نقلة حضارية كبرى، بالتكامل والتوازن التنموي بين تطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي، مشيرا إلى أن المشروع يعتبر تجربة فريدة من نوعها في المملكة.
وشدد الأمير خالد الفيصل في هذا السياق، على أهمية اللجنة التنفيذية للمشروع، التي تم الحرص على أن تمثل كل جهة مسؤولة عن التنمية والمشاريع في مدينة مكة المكرمة، من أجل تفعيل العمل المشترك بين الجهات ذات العلاقة كافة، مطالبا بالتقيد بالجداول الزمنية لإنفاذ المشاريع التطويرية العملاقة بحيث تكتمل المراحل الأولى من تنفيذ مشروع إعمار مكة، بالتزامن مع توسعة خادم الحرمين الشريفين الشمالية للحرم المكي الشريف واستكمال منظومة شبكات الطرق الدائرية وفتح محاور الحركة الإشعاعية، فضلا عن تطوير الأحياء العشوائية.
وقال الفيصل نريد أن نرى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تشرف كل إنسان سعودي.
مشروعات في المدينة المنورة
وانطلاقا من عناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالشأن الداخلي والذي أكده رعاه الله منذ توليه مهام الحكم في البلاد وقد حقق الملك عبد الله الكثير من المنجزات التي هدفت لتحقيق المزيد لإنسان هذا الوطن باعتباره المحور الأساسي في خطط وبرامج الدولة الحالية والمستقبلية فقد شهدت المدينة المنورة العديد من المنجزات التنموية الكبيرة والتي أسهمت في تحقيق الكثير من الرفاهية إضافة إلى توفير الخدمات الشمولية لزوار المدينة المنورة من حجاج ومعتمرين.
أكد العديد من المسئولين إن منطقة المدينة المنورة تعيش مرحلة استثنائية من خلال المشاريع المهمة المؤمل افتتاحها في المنطقة التي من أبرزها مشروع تطوير وسط ينبع التاريخي، ومشروع تطوير العلا وربطه بمحور الوجه وينبع السياحي، متطلعا إلى افتتاح هذه المشاريع في ملتقى التراث العمراني الوطني الذي سيقام في المدينة المنورة في شهر صفر المقبل.
وعبروا عن ثقتهم إن المدينة المنورة مقبلة على أعمال ومشاريع كثيرة بمتابعة أميرها، ونحن نتطلع إلى أن تكون المدينة المنورة، في مقدمة مناطق المملكة من حيث استقطابها الرحلات السياحية المحلية وهي مؤهلة لذلك بتاريخها ومواقعها التراثية والسياحية وبأهلها المرحبين، ونحن نستشرف مرحلة جديدة لتطوير السياحة والتراث في المدينة المنورة والاستفادة مما توفره من تنمية اقتصادية وفرص عمل ضخمة، خاصة أنه، إضافة إلى ما يتوافر في المدينة من مواقع ومميزات، جذب سياحي فإنها ستشهد تطورا في الحركة السياحية وذلك بعد إقرار برنامج سياحة ما بعد العمرة ولعل أبرز المنجزات التي سيكون لها أكبر الأثر في تغيير وجه هذه المدينة للأجمل ويوفر المزيد من الفرص الاستثمارية بها هو البدء الفعلي بمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة المسجد النبوي الشريف وإحداث نقلة عمرانية كبيرة من خلال مشروعات تتزامن مع هذا المشروع لعل أبرزها مشروع قطار الحرمين الشريفين.
وتعتبر هذه التوسعة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حدثاً إسلامياً بارزاً تردد صداه في مختلف أنحاء المعمورة تمثل في وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حجر الأساس لأكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف لتصل طاقته الاستيعابية بموجبها إلى 000ر800ر1 مصلٍ مع نهاية أعمال المشروع بمشيئة الله تعالى.
ويحتل المسجد النبوي بالمدينة المنورة التي تحفل هذا العام باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية مكانة عظيمة في قلوب المسلمين في شتى أنحاء المعمورة، حيث يزوره من يفد إلى هذه البلاد لأداء مناسك الحج والعمرة للصلاة فيه والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى صاحبيه - رضوان الله عيهما ومر المسجد النبوي الذي يعد من أكبر المساجد في العالم بمراحل توسعات عديدة عبر التاريخ ، مروراً بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية فالعباسية والعثمانية، وأخيراً في عهد الدولة السعودية حيث شهد توسعات هي الأضخم في تاريخه ويعد المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية تتم فيه الإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1327 هـ، كما يعد ثاني مسجد بناه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في السنة الأولى من الهجرة، وكانت أرض المسجد مربداً (مكاناً لتجفيف التمر) لغلامين يتيمين اسمهما «سهل وسهيل».
واختط الرسول الكريم أرض المسجد فجعل طوله 50 متراً وعرضه 49 متراً وجعل القبلة إلى بيت المقدس، وحفر أساسه وسقفه بالجريد وجعل عمده جذوع النخل وجعل له ثلاثة أبواب، باب في مؤخرة المسجد وكان يقال له باب عاتكة أو باب الرحمة وباب جبريل وهو الذي يدخل منه الرسول ، وجعل في مؤخرة المسجد مكاناً مظللاً يعرف «بالصفة»، وهو المكان الذي كان يأوي إليه الغرباء والمساكين.
ولم يسقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل المسجد، وكان إذا نزل المطر يسيل مختلطاً بطين السقف على المصلين، ولما طلبوا من النبي أن يزيد الطين على سقفه، رفض وقال: «لا، عريش كعريش موسى»، ولم يكن المسجد مفروشاً في بداية أمره ولكنه فرش بالحصى بعد ذلك في السنة الثالثة من الهجرة، وعندما حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، حدث تغيير في المسجد، إذ تحوّلت الصفّة من الجنوب إلى شمال المسجد، وأغلق الباب الذي في مؤخرته وفتح باب جديد في شماله، بعد الزيادة النبوية الشريفة، تمت توسعة المسجد النبوي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 17 هـ إذ لم يزد الخليفة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في عهده بالمسجد لانشغاله بحروب الردة، ولكن في عهد الخطاب ضاق المسجد بالمصلين لكثرة الناس، فقام -رضي الله عنه- بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف وأدخلها ضمن المسجد، وكانت توسعته من الجهة الشمالية والجنوبية والغربية، وبذلك زاد المسجد من ناحية الغرب عشرين ذراعاً، ومن الجهة الجنوبية (القبلة) عشرة أذرع، ومن الجهة الشمالية ثلاثين ذراعاً، غير أنه لم يزد من جهة الشرق لوجود حجرات أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن أجمعين - فأصبح طول المسجد 140 ذراعاً من الشمال إلى الجنوب، و120 ذراعاً من الشرق إلى الغرب.
وكان بناؤه - رضي الله عنه - كبناء النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت جدرانه من اللبن وأعمدته من جذوع النخيل وسقفه من الجريد بارتفاع 11 ذراعاً، وقد فرشه بالحصباء التي أحضرت من العقيق، وجعل له سترة بارتفاع ذراعين أو ثلاثة، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 1100 متر مربع، وجعل للمسجد 6 أبواب اثنان من الجهة الشرقية، واثنان من الجهة الغربية، واثنان من الجهة الشمالية.
وفي عهد الخليفة الراشد عثمان - رضي الله عنه - سنة 29 هـ ضاق المسجد بالمصلين فشكوا إليه ذلك فشاور أهل الرأي من الصحابة في توسعة المسجد النبوي الشريف فاستحسنوا ذلك ووافقوه الرأي فبدأ الخليفة عثمان بتوسعة المسجد، فزاد من جهة القبلة (الجنوب) عشرة أذرع، ومن جهة المغرب 10 أذرع ومن الجهة الشمالية 20 ذرا عاً.
ولم يوسعه من الجهة الشرقية وبقى كما كان على عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوجود بيوت أمهات المؤمنين، وأصبح طوله من الشمال إلى الجنوب 170 ذراعاً ومن الشرق إلى الغرب 130 ذراعاً، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 496 متراً مربعاً.
واعتنى - رضي الله عنه - ببنائه عناية كبيرة حيث بني جداره من الحجارة المنقوشة والجص، وجعل أعمدته من الحجارة المنقورة وبداخلها قضبان من الحديد مثبتة بالرصاص، وسقفه بخشب الساج، ولم يزد في أبواب المسجد النبوي الشريف بل بقيت كما كانت ستة أبواب بابان من الجهة الشمالية وبابان من الجهة الغربية وبابان من الجهة الشرقية.
وبقي المسجد النبوي الشريف على ما هو عليه بعد زيادة الخليفة عثمان بن عفان وحتى عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 هـ دون أي زيادة فكتب الوليد إلى واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز(86 - 93 هـ) يأمره بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف لضمها إلى التوسعة، كما أمره أن يدخل حجرات أمهات المؤمنين في التوسعة، فوسع المسجد النبوي الشريف وأدخل فيه قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكانت زيادة الوليد من ثلاثة جهات وهي الشرقية والشمالية والغربية ، وأصبح طول الجدار الجنوبي 84 متراً والجدار الشمالي 68 متراً والغربي 100 متر، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 2369 متراً مربعاً.
وشهدت توسعة الوليد بن عبدالملك لأول مرة بالمسجد النبوي الشريف بناء المنارات، حيث عمل للمسجد أربعة منارات في كل ركن منارة وعملت شرفات في سطح المسجد، وكذلك عمل محراب مجوف لأول مرة، حيث لم يكن قبل ذلك المحراب مجوفا.
ولم تحدث أية توسعات في المسجد النبوي الشريف بعد توسعة الوليد ولكن كانت هناك بعض الإصلاحات والترميمات فقط، ولكن عندما زار الخليفة المهدي المدينة المنورة في حجه سنة 160 هـ، أمر عامله على المدينة جعفر بن سليمان بتوسعة المسجد النبوي الشريف، وقد دامت مدة التوسعة خمس سنوات.
وكانت توسعته من الجهة الشمالية فقط، وكانت الزيادة بنحو 100 ذراع، فأصبح طول المسجد 300 ذراع وعرضه 80 ذراعاً، وعمّره وزخرفه بالفسيفساء وأعمدة الحديد في سواريه، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 245 متراً مربعاً.
وفي سنة 654هـ احترق المسجد النبوي الشريف، فأسهم في عمارته عدد من الخلفاء والقادة المسلمين، وكان أوّل من أسهم في ذلك آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله فأرسل من بغداد المؤن والصناع و بدئ في العمل سنة 655 هـ ، ثم انتهت الخلافة العباسية بسقوط بغداد في أيدي التتار، بعدها تبارى ملوك وقادة المسلمين في عمارة المسجد النبوي الشريف وعندما شب الحريق الثاني بالمسجد النبوي الشريف سنة 886 هـ، استحوذ الحريق على أجزاء كثيرة من سقف المسجد فوصل خبره للسلطان قايتباي حاكم مصر فأرسل المؤن والعمال والمواد فعمره وتم تسقيفه سنة 888 هـ ، وبني للمصلى النبوي محراباً كما بني المحراب العثماني في الزيادة القبلية، وعند بناء القبة الخضراء على الحجرة النبوية الشريفة التي دفن فيها - صلى الله عليه وسلم - ظهر ضيق جهة الشرق فخرجوا بالجدار الشرقي بنحو ذراعين وربع ذراع فيما حاذى ذلك، وتمت العمارة سنة 890 هـ ، وتعد هذه التوسعة هي آخر توسعة جرت إلى العهد العثماني والعهد السعودي، وتقدر هذه التوسعة بحوالي 120 متراً مربعاً.
وبعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - كان من اهتماماته الأولية رعاية شؤون الحرمين الشريفين، وأجريت عدة إصلاحات للمسجد النبوي الشريف وفي سنة 1365هـ لوحظ تصدع في بعض العقود الشمالية وتفتت في بعض حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل ملفت للنظر، فصدر أمر الملك عبد العزيز بعد دراسة المشروع بإجراء العمارة والتوسعة للمسجد وصرف ما يحتاجه المشروع من نفقات دون قيدٍ أو شرط مع توسيع الطرق حوله.
وأعلن الملك عبد العزيز في خطاب رسمي سنة 1368 هـ عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف والبدء بالمشروع، وفي سنة 1370 هـ بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف وفي ربيع الأول 1374هـ احتفل بوضع حجر الأساس للمشروع بحضور ممثلين عن عدد من الدول الإسلامية، وتقرر الإبقاء على قسم كبير من العمارة السابقة ، واتجهت التوسعة إلى شمال و شرق و غرب المسجد الشريف.
وانتهت العمارة والتوسعة في سنة 1375 هـ في عهد جلالة الملك سعود - رحمه الله - وكانت العمارة قوية جميلة رائعة بالأسمنت المسلح ونتج عن هذه التوسعة أن أضيف إلى مسطح المسجد 6033 مترا مربعاً، واحتفظ بالقسم القبلي من العمارة المجيدية كما هو وهو ما كان صالحاً للبقاء، وبذلك أصبح مجمل العمارة السعودية 12271 متراً مربعاً.
وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة، عبارة عن أعمدة تحمل عقوداً مدببة، وقسم السقف إلى مسطحات مربعة شكلت على نمط الأسقف الخشبية وزخرفت بأشكال نباتية، وعملت الأعمدة المستديرة تيجان من البرنز وزخرف أيضاً، أما المآذن فقد بلغ ارتفاعها 72 متراً تتكون كل واحدة من أربع طوابق تناسقت في شكلها مع المنائر القديمة للمسجد، كما حليت جدران المسجد بنوافذ جميلة، وجعل للمسجد صحنان مفصولان برواق بدلا من واحد ، وتمت تغطيت أرضية المسجد بالرخام، وأصبح للمسجد النبوي الشريف عشرة أبواب.
وفي عهد الملك فيصل - رحمه الله - ونظراً لتزايد الأعداد الوافد للمسجد النبوي خاصة في موسم الحج نتيجة لسهولة المواصلات والتنقل، والراحة التي يلقاها الحاج والزائر في هذه البلاد الطاهرة، حيث وفرت له الحكومة السعودية كل ما يحتاجه من أمن واستقرار وتوفر المتطلبات الأساسية له، بما جعل أمر توسعة المسجد النبوي الشريف أمراً ضرورياً حتى يستوعب هذه الأعداد المتزايدة، فأصدر جلالة الملك فيصل رحمه الله أمره بتوسعة المسجد النبوي الشريف، وكانت هذه التوسعة من الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف فقط.
وتمثلت التوسعة في إضافة 000 ر35 متر مربع إلى أرض المسجد النبوي الشريف، ولم تتناول عمارة المسجد نفسها، بل جهزت تلك المساحة لإقامة مصلىً كبير مظلل، يتسع لعدد من المصلين يماثل عددهم داخل المسجد ، ثم أضيفت مساحة 5550 مترا مربعا وظللت كذلك ، مما أتاح المجال لاستيعاب أعداد أكثر من المصلين وكان ذلك سنة 1395 هـ وفي عهد الملك خالد - رحمه الله - حصل حريق في سوق القماشة سنة 1397 هـ وهو في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، وتمت إزالة المنطقة وتسوية أرضيتها، وتعويض أصحاب الدور والعقار، وتمت إضافتها لمساحة المسجد، وبلغت المساحة 43000 متر مربع وهو ميدان فسيح مظلل، وأضيف إلى أرض المسجد النبوي ولم تتناول عمارة المسجد.
وقد تم تخصيص جزء منها مواقف للسيارات وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أمر بإجراء دراسات لتوسعة كبرى للحرم النبوي، وكان دافعه إلى ذلك كله أن يكون للحرمين الشريفين قيمة متوازية كما لهما القيمة الروحية العظمى لدى المسلمين في كل مكان في أرجاء العالم الإسلامي، وفي سنة 1405 هـ تم وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة للمسجد.
وتضمن مشروع التوسعة وعمارته إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد الحالي يحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 000ر82 متر مربع يستوعب 167 ألف مصلٍّ وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف 98500 متر مربع كما أن سطح التوسعة تم تغطيته بالرخام والمقدرة مساحته ب 67000 متر مربع ليستوعب 90 ألف مصلٍّ، وبذلك يكون استيعاب المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة لأكثر من 000ر257 مصلٍّ ضمن مساحة إجمالية تبلغ 500.165 متراً مربعاً.
وتتضمن أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي (بدروم) بمساحة الدور الأرضي للتوسعة وذلك لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى، ويشتمل المشروع كذلك على إحاطة المسجد النبوي الشريف بساحات تبلغ مساحاتها 23 ألف متر مربع تغطى أرضيتها بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطرز إسلامية متعددة جميلة، خصص منها 000ر135 متر مربع للصلاة يستوعب 250 ألف مصلٍّ.
ويمكن أن يزيد عدد المصلين على 400 ألف مصلٍّ في حالة استخدام كامل مساحة الساحات المحيطة بالحرم النبوي الشريف، مما يجعل الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد على 650 ألف مصلٍّ لتصل إلى مليون مصلٍّ في أوقات الذروة.
وتضم هذه الساحات مداخل للمواضئ وأماكن لاستراحة الزوار تتصل بمواقف السيارات التي تتواجد في دورين تحت الأرض.
هذه الساحات مخصصة للمشاة فقط وتضاء بوحدات إضاءة خاصة مثبتة على مائة وعشرين عموداً رخامياً.
أما الحصوات المكشوفة التي تقع بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى فقد تمت إقامة اثنتي عشرة مظلة ضخمة بنفس ارتفاع السقف تظلل كل منها مساحة 306 أمتار مربعة يتم فتحها وغلقها أوتوماتيكياً وذلك لحماية المصلين من وهج الشمس ومياه الأمطار والاستفادة من الجو الطبيعي حينما تسمح الظروف المناخية بذلك.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تم تدشين أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها - أيده الله - وهي من المشاريع العملاقة، حيث جاء التوجيه بتصنيعها وتركيبها على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف التي يصل عددها إلى 182 مظلة، ثم أمر بإضافة 68 مظلة في الساحات الشرقية وتغطي هذه المظلات مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد من جهاته الأربع يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على 800 مصل، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون وهذه المظلات صنعت خصيصا لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية وبأعلى ما يمكن من الجودة والإتقان.
وقد خضعت لتجارب في بلد التصنيع وأُستفيد من التجربة في المظلات التي ق بلها التي تعمل بحمد الله بكفاءة جيدة منذ أن انتهت التوسعة ومع ذلك فإن المظلات الجديدة قد طورت ودخل عليها تحسينات في شكلها ومادتها ومساحتها، وصممت بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها يبلغ ارتفاع الواحدة 14 مترا و40 سنتميترا، والأخرى ارتفاع 15 مترا و30 سنتميترا ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع 21 مترا و70 سنتميترا.
ويؤدي المصلون صلاتهم تحت هذه المظلات التي تقيهم حرارة الشمس أثناء الصلاة كما تحجب عنهم الماء إذا نزل المطر فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم وإيابهم إلى المسجد النبوي.
ومن المشاريع المتزامنة مع مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف يأتي مشروع قطار الحرمين الشريفين والذي يجري العمل في تنفيذه على قدم وساق وقد أكد مصدر مسئول في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في السعودية أن إجمالي التعويضات للعقارات المنزوعة لصالح قطار الحرمين وصلت إلى 6.
7 مليار ريال، صرف منها نحو 95 في المائة، بقيمة بلغت نحو 5.5 مليار ريال حتى الآن وبلغ عدد العقارات على امتداد مشروع القطار من محطة مكة المكرمة إلى محطة القطار في المدينة المنورة، مروراً بمحطة جدة نحو 5600 عقار.
وأكدت المصادر أنه تم انجاز 92 % من المرحلة الخامسة للمسار، والتركيز على المرحلة السادسة التي تأخرت نوعاً ما، نظراً لوجود بعض العوائق في المناطق داخل جدة التي تتعلق بالعقارات.
ويعتبر مشروع قطار الحرمين السريع أحد أهم المكونات الرئيسة في برنامج توسعة شبكة الخطوط في المملكة، كونه يهدف إلى ربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، بخط حديدي يبلغ طوله 450 كلم تقريباً وسوف يوفر المشروع حال اكتماله وسيلة نقل سريعة وآمنة لملايين الحجاج والزوار والمواطنين الذين يفدون إلى المدينتين المقدستين لأداء الحج والزيارة، كما أنه سيمثل إضافة نوعية في خدمات النقل بالقطارات السريعة وتطوير مستوى الخدمات التي توفرها السعودية لقاصدي بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف.