|
قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات تحمل مضامين لها بالغ الأثر في إشاعة القيم الإنسانية بين أتباع الديانات، وأكد التركي أن المبادرة تهدف بشكل عام إلى إشاعة ثقافة الحوار لأنه لا بد أن تكون هناك قناعات سواء لدى المسؤولين والهيئات والمؤسسات والأشخاص المعنيين بالحوار، وأضاف أن رابطة العالم الإسلامي تتابع مسيرة المبادرة للحوار منذ بدايتها وأن انطلاقها في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين ومتابعته الشخصية من أجل أن تكون هناك إستراتيجية للمسلمين تنطلق من بقاع مكة المكرمة قبلة المسلمين ومنبع الرسالة.
وأوضح الأمين العام أن خادم الحرمين الشريفين أراد لهذا الحوار أن يكون بناء وفقا لإستراتيجية وخطة، أقرها مؤتمر مكة المكرمة ثم انتقل الحوار لخطوة أخرى في مدريد حيث عقد المؤتمر الذي حضره ممثلون لمختلف الأديان والثقافات وبعدها خطى خطوة أوسع من خلال طرحها في محفل دولي عالمي هو الأمم المتحدة التي خصصت لمبادرة خادم الحرمين للحوار جلسة خاصة.
ورأى الدكتور التركي أن الرسالات السماوية ذات إسهام في رعاية القيم والأخلاق ويمكن اعتبارها منطلقا للقيم الإنسانية وتقدير هذه القيم من رسالات الله تعالى للبشر لأنها تؤكد على العدل والسلام ومواجهة الكوارث التي تواجه البشر وأن يكون بين الناس تعاون حتى بين المسلمين وغير المسلمين بما لا يتعارض مع الإسلام ونصوصه من خلال تعاون أتباع الرسالات الإلهية وأتباع الثقافات المعتبر في القضايا التي تسمى المشترك الإنساني المتفق عليه.
كما شدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الرابطة تعنى بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار من حيث موضوعاتها التي تتناولها وما يتعلق بجمع كلمة المسلمين والتعاون الإسلامي وأن الرابطة سعت في تحقيق ذلك من خلال اتجاهين:
الاتجاه الأول يتعلق بالمسلمين بمعنى أن تتعاون معهم وتصحح المسار وتنظم العلاقة بين المسلمين في هذا الموضوع، فكان من نتائج مؤتمر مكة تكوين هيئة إسلامية للحوار على المستوى الإسلامي وهذا تتجه له رابطة العالم الإسلامي حاليا إلى جانب ما تقوم به العديد من المؤسسات في العالم العربي والإسلامي في مجال الحوار.
أما الاتجاه الآخر فهو الدولي المتمثل في عقد مثل هذه المؤتمرات (مؤتمر مكة ومؤتمر مدريد ومؤتمر جنيف) فيما لدينا رؤية مستقبلية لعقد مؤتمر في جنوب شرق آسيا لحاجة تلك المنطقة للتعاون والتكامل والحديث عن هذه المبادرة وأثرها في الخدمة الإنسانية».
كما أشار التركي أن هناك رؤية لعقد مؤتمرات في أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكذلك في إفريقيا تركز على إشاعة ثقافة الحوار وأن يكون بين الجهات المعنية علاقة مستمرة وهو الأمر الذي يعد غاية في الأهمية إضافة إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي ينظر أن يكون لها في يوم من الأيام كيان تنظيمي يرتب كثيراً من القضايا والبرامج لها من خلال الجهات المعنية وخاصة المنظمات والمؤسسات والمراكز الإسلامية عن برامجها فيما يتعلق بالحوار.