|
غزة - بلال أبو دقة - الجزيرة:
أكد أستاذ التاريخ ودراسات الشرق الأوسط في جامعة الأزهر الفلسطينية الأستاذ الدكتور رياض محمود الأسطل، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نجح خلال ثماني سنوات من توليه مقاليد الحكم في التواصل مع النظام العالمي لإبراز الحقوق العربية والإسلامية، سيما القضية الفلسطينية.
وتابع الأسطل: «لقد اضطلعت المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية بمكانتها ومسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية على إصلاح أحوال الأمة العربية والإسلامية وجمع كلمتها بهدف تفعيل أسس التعاون في سبيل الحفاظ على هوية أمتنا والدفاع عن قضاياها وصيانة مصالحها، والتصدي لأخطار الفتنة والصراع والانقسام التي تهدد كيانها سيما بعد تصاعد الفتن بين المذاهب الإسلامية وإشعال فتيل النزاع الطائفي في أماكن مختلفة من عالمنا الإسلامي مع تصاعد الحروب والقلاقل والاضرابات الداخلية للأقطار العربية.
أظهر الصورة الحقيقة للإسلام كتيار أكثر استقامة
وأكد الخبير الفلسطيني في دراسات الشرق الأوسط خلال «لقاء خاص مع الجزيرة» أن خادم الحرمين استطاع أن يقود النظام الإقليمي إلى تيار الاعتدال وأظهر الصورة الحقيقة للإسلام كتيار أكثر استقامة، وبالتأكيد هذا توجه مطلوب، وحقق خادم الحرمين اختراقاً في النهضة العلمية والفكرية والحضارية والتأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم.. وشدد الأسطل على مدى حرص خادم الحرمين لإبراز النهضة الدينية وفق منهج دعوي مستنير ورؤية سياسية إسلامية مختلفة، تقوم على الوعي بجوهر الإسلام وعلى ضرورة التعامل مع قضايا الواقع المعاش بروح الإسلام، وبثقافة العصر، وبواقعية الممارسة السياسية، ذات الجذور الإسلامية العريقة.
لعب دوراً مفصلياً في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه
واستطرد الخبير الفلسطيني: «حقق خادم الحرمين الشريفين قبولاً لحل القضية الفلسطينية على مستوى مقبول جداً ..وشَكَّل -حفظه الله - درعاً لحماية السلطة الفلسطينية، وداعماً رئيساً للقضية الفلسطينية، ومنقذاً للحالة الفلسطينية؛ وقد أسهم في أوقات كثيرة في منع تدهور الأوضاع الاقتصادية للسلطة باستمراره بدعم خزينة السلطة الفلسطينية، وشكل رافعة للنهوض بالشأن الفلسطيني، ولعب دوراً مفصلياً في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وخاصة مدينة القدس المحتلة؛ حيث تُمثل المملكة العربية السعودية إحدى الدول المانحة الرئيسة التي ساهمت في دعم صمود السلطة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ونفذت المملكة في عهد خادم الحرمين مشاريع خيرية كثيرة «إغاثية وإسكانية وتعليمية وطبية وإنسانية»، ولم يدخر خادم الحرمين جهداً خلال المرحلة السابقة للعمل على تفكيك الأزمة الداخلية الفلسطينية وتوحيد الشعب الفلسطيني، وقد سجلت قيادة المملكة العربية السعودية أنها ترفض الانحياز لصالح طرف فلسطيني على طرف آخر، فهي تسعى جاهدةً إلى توحيد الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية.
جَسَّد آمال وتطلعات نبيلة ورائدة لتحقيق التفاهم والتعاون بين الأمم
وفي مجال الحوار العالمي أسهم خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة بتعزيز الحوار بين أتباع الديانات السماوية والثقافات والحضارات ليُجسد آمال وتطلعات مساعيه النبيلة والرائدة لتحقيق التفاهم والتعاون بين الأمم بعيداً عن التعصب الفكري والمذهبي، ويشهد القاصي والداني للمملكة العربية السعودية أن كلمتها كلمة عدل تؤسس للقيم الإنسانية والأخلاقية، ودعوتها دعوة تعايش إسلامية تحفظ إنسانية الإنسان وكرامته، وتُعزز قيم الأخلاق النبيلة في نفوس البشرية وصولاً إلى التعايش والاستقرار السلمي في أنحاء الكون.