|
الجزيرة - الرياض:
تجلت حكمة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- في مواقف وملامح أكثر من أن تحصى، غير أن هناك ملامح بارزة أنبأت عن فكر ثاقب وقيادة حكيمة وبعد نظر يتحلى به قائد مسيرة التنمية المتجددة بالمملكة، ومن ذلك اختيار خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ثم تلى ذلك ملمح لا يقل أهمية وثقلاً باختياره -حفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهنا وقفات وإضاءات موجزة عن السيرة الذاتية لسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز وفقه الله..
فقد صدر أمر ملكي يقضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
ووفقاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما يلي نصه:
بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، أمرنا:
أولاً: يعين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
ثانياً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
ورفع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على الثقة الملكية الكريمة بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وسأل سموه المولى عزَّ وجلَّ أن يكون عند حسن ظن وثقة خادم الحرمين وسمو ولي العهد، وأن يكلل الله المساعي لخدمة هذا الوطن وأبنائه في جميع المجالات، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
جاء ذلك في برقيتين رفعهما سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
فقد رفع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالص شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة صدور الأمر الملكي بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وقال سموه في برقية رفعها لخادم الحرمين الشريفين: (يتشرف الخادم بالتقدم للمقام الكريم معبراً عن عظيم شكري وخالص امتناني بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم بتعييني نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. سيدي.. وإني إذ أعرب عن اعتزازي بهذه الثقة الغالية لأسأل المولى عز وجل أن أكون عند حسن ظنكم، مستنيراً بحكمتكم وتوجيهاتكم السديدة، وأن يكلل الله المساعي لخدمة هذا الوطن وأبنائه في جميع المجالات وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان. أسأله سبحانه أن يلبسكم لباس الصحة والعافية.. والله يرعاكم ويديم عزكم).
كما رفع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمناسبة صدور الأمر الملكي بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وقال سموه في برقية رفعها لسمو ولي العهد: «بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، بتعييني نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، فإنه لا يسعني إلاّ أن أرفع لسموكم الكريم أسمى عبارات الشكر والامتنان على هذه الثقة الغالية، التي أرجو أن أكون عند حسن ظن سيدي -أيده الله- وسموكم الكريم حفظكم الله. سيدي.. إنني أتشرف من موقعي الجديد بتلقي التوجيهات الكريمة من القيادة الحكيمة مستمداً العون من المولى عز وجل، كما أسأله سبحانه أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والسلام وأن يكفينا شر المغرضين والحاسدين».
ولم يكن أمراً مستغرباً أو مفاجئاً تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، بأمر ملكي كريم أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله -، حيث حفلت مسيرة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ذو الـ68 عاماً والأصغر سناً بين أبناء المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بمحطات عملية مضيئة حافلة بالإنجاز والعطاء والشواهد الحيّة على الأرض.
وشكَّل سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز علامة فارقة في السياسة السعودية من خلال ثقة متنامية حظي بها من لدن المليك المفدى. وتولى حقائب مهمة في الدولة منذ أن أكمل دراسته العسكرية وتخرجه برتبة طيار في عام 1968م.
بدأت مسيرة سموه بتعيينه أميراً لمنطقة حائل وأمضى فيها قرابة العشرين عاماً بدأت منذ عام 1400هـ، وأسهم سموه بشكل فاعل في تطوير المنطقة، وكان مثالاً للنزاهة والإخلاص.
وكانت محطة سموه الثانية تعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً للأمير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز عام 1420هـ.
وتزايدت ثقة المليك المفدى وقناعاته في قدرات أخيه الأصغر بأن أسند له تولي حقيبة الاستخبارات العامة خلفاً للأمير نواف عام 1426هـ، وقدّم سموه خلال إدارته للإدارة نماذج متطورة في العمل الإداري وفتح قنوات مباشرة لهذا الجهاز الحساس مع المواطنين، كما وضع لبنات حيّة في انطلاقته وطبيعة المهام التي يؤديها، فظل سموه في الجهاز حتى نهاية شعبان 1433هـ.
وتتالت المناصب التي تقلدها سمو الأمير مقرن حينما عينه خادم الحرمين الشريفين مستشاراً ومبعوثاً خاصاً له.
تواضع وبساطة
عُرف عن سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز بقدر عال من التواضع والتجرد من المظاهر والبشاشة الدائمة في تعاملاته مع من حوله. ودوماً ما تتسم علاقة سموه بالمواطنين بالتواضع والبساطة والحرص على لقائهم والاستماع إليهم في أجواء أقرب ما توصف بالعائلية.
ويتذكر أهالي منطقتي حائل والمدينة المنورة جيداً الفترات التي تقلّد فيها سموه إمارتي منطقتيهم وحرصه على تلبية مطالبهم والاستماع إليهم والجلوس مع صغارهم وكبارهم بعيداً عن الرسمية والتكلف.
سموه رأس لجنة الحج
وفي فترة مرض سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تقلّد سموه بالنيابة رئاسة لجنة الحج، ورصدت الجزيرة موقفاً مضيئاً لسموه مع ضيوف الرحمن وحرصه على الالتقاء بهم فرادى وجماعات دون قيود، كما حرص على رعاية جميع الفعاليات التي وجهت له لحضورها وآخرها حفل بسيط لأفراد الكشافة المشاركين في موسم الحج، حيث حضر سموه مرتدياً إحرامه وشاركهم حفلهم والتقط الصور التذكارية مع كل من طلب منه ذلك في صورة جماعية تعكس عمق العلاقة بين القيادة والمواطن.
وعلامة «صداقة» مع رجال الإعلام
تفاعلت علاقة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز برجال الصحافة والإعلام وتوطدت منذ أن تقلّد إمارة حائل فالمدينة المنورة ثم الاستخبارات العامة. ولم يتجاهل سموه يوماً اتصالاً من إعلامي أو صحفي يستفسر أو يسأل عن مشروع ما أو قضية معينة.
وعايشت «الجزيرة» عبر محرريها في أوقات متفاوتة مثالية وجسراً مفتوحاً لسموه مع رجال الإعلام سواء هاتفياً أو مباشراً. ويحسب لسموه الكريم مواقف عديدة كسر خلالها الرسمية والروتينية في الاجتماعات الرسمية ليفسح المجال لرجال الصحافة ليسألوا ما شاءوا. ولعل مناسبة الاحتفال بتدشين كرسي سموه لأمن المعلومات وتوقيعه لاتفاقية الاستخبارات مع جامعة الملك سعود خير شاهد على مهنية سموه حينما فتح المجال شخصياً لرجال الإعلام بالجلوس أمامه والاقتراب والطلب من رجال الأمن الابتعاد تماماً عن الصحفيين ليطرحوا كل الأسئلة التي لديهم عن الاستخبارات.
وترك ذلك المؤتمر الصحفي وتصريحات سموه صدى كبيراً كونه لأول مرة يتحدث عن جهاز الاستخبارات وآماله وتطلعاته وعزم الجهاز توظيف النساء وفتح قنوات تعاون فاعلة مع الجميع إلى جانب تخصيص هاتف مفتوح للاستخبارات السعودية على مدار العام.
السيرة الذاتية
ولد الأمير مقرن بن عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1364هـ - 1945م، ونشأ في رعاية والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- محباً للعلم والشجاعة والفروسية، وتلقى تعليمه الأولى في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه التحق بالقوات الجوية السعودية عام 1384هـ - 1964م، ثم تابع دراساته في بريطانيا، وتخرج منها عام 1388هـ - 1968م برتبة ملازم طيار.
في عام 1389هـ - 1969م حصل على دورات متقدمة في التدريب على الطائرات المقاتلة في قاعدة الظهران الجوية، وعمل في السرب الثاني للطيران للفترة من عام 1390 - 1970م إلى عام 1393هـ - 1973م.
في عام 1393هـ - 1973م انتظم في دورة مدربين في بريطانيا ثم التحق عام 1974 - 1394هـ بدورة أركان حرب في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة الدبلوم (المعادلة للماجستير) وفي عام 1397هـ 1977م عيّن مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيس قسم الخطط والعمليات في القوات الجوية الملكية السعودية.
في 2-5-1400هـ - 1980 صدر الأمر الملكي السامي بتعيينه أميراً لمنطقة حائل حيث أمضى فيها 20 عاماً، شهدت خلالها المنطقة مزيداً من التطور والتقدم في مجالات الحياة العمرانية والثقافية والزراعية، وكان فيها مثالاً للإخلاص والنزاهة، والتجرد من المظاهر، والحرص على لقاء المواطنين ومتابعة أمورهم المعيشية والرسمية، ورأس فيها عدداً من المجالس والجمعيات.
في 16-8-1420هـ - 2000م صدر الأمر الملكي السامي رقم أ-205، بتعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً لشقيقه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
في 19-9-1426هـ - 2005م عيّن رئيساً للاستخبارات العامة خلفاً للأمير نواف بن عبدالعزيز وظل يتولى المنصب حتى 29 شعبان 1433هـ الموافق 19 يوليو 2012م عندما عين مستشاراً للملك ومبعوثاً خاصاً له.
في 20-3-1434هـ - 2013م صدر أمر ملكي بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.