|
الجزيرة - واس:
أكَّد سماحة المفتي العام للمملكة العربيَّة السعوديَّة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلميَّة والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ أن فترة حكم خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تميَّزت بإنجازات كبيرة وتحقيق مكاسب مشهودة يشهد بها الجميع سواء داخل المملكة أو خارجها.
جاء ذلك في كلمة لسماحته بمناسبة الذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن فيما يلي نصها:
الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد: فإنَّ الله تعالى إذا أراد بمجتمع مسلم خيرًا وضع المَحَبَّة والموَّدة بين أفراد المجتمع وبين ولي أمرهم، وجعل بينهم التلاحم والترابط والتعاون على البرِّ والتقوى.
وهذا ما نلاحظه في بلادنا المباركة، وفي قيادتنا الحكيمة؛ إِذْ هي بذلت الأسباب والإمكانات المتاحة لراحة الشعب، وتيسير أمورهم، وتأمين العيش الكريم لهم، ورفع معاناة الفقراء وذوي الحاجة منهم.
وبالمقابل بذل الشعب والرعية الموَّدة والمَحَبَّة والولاء لولاة أمرهم، وبذلوا التعاون معهم في تحقيق المصالح العليا للبلاد، والحفاظ على مكاسبها ومفاخرها، والنُّهوض بالمجتمع في جوانبه المختلفة بما يحقِّق الخير والصَّلاح للبلاد والعباد.
وقد مضت على هذه السنّة الطيبة جميع الحكومات السابقة منذ أن تأسست الدَّوْلة السعوديَّة الأولى نتيجة الاتفاق التاريخي بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين الإمام محمد بن سعود - رحمهما الله تعالى -.
وقد تميَّز كل عهد من عهود حكَّام الدَّوْلة السعوديَّة خلال تاريخها بإنجازات مميَّزة سواء في المجال الشرعي، أو السياسي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي بحسب الإمكانات المتاحة في كلِّ فترة زمنية.
وفي عصرنا الحاضر تميَّزت فترة حكم خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإنجازات كبيرة، وتحقيق مكاسب مشهودة، يشهد بها الجميع سواء داخل بلادنا أو خارجها.
وقد تنوَّعت تلك الإنجازات في مجالات مختلفة من المجالات الحيويَّة التي تعود بالنَّفع العام على جميع المواطنين.
ولعلّ في مقدمة تلك الإنجازات ما شهده الحرمان الشريفان من التوسعة والخدمات المتميّزة التي لم يكن لها نظير في تاريخ الحرمَيْن الشريفين، مما جعلهما تهوى إليهما أفئدة النَّاس يقصدونهما بالحجِّ والزيارة من كل صوب ومكان.
كما ظهرت إنجازات كبيرة في البلاد في المجال التعليمي، والاجتماعي، والثقافي.
ومن الإنجازات التي تحققت على المستوى العالمي ما يتمثّل في إبراز مكانة المملكة العربية السعودية بين دول العالم، مما أظهر دورها المهم في القضايا السياسية، وحل النزاعات بين الأطراف المتصارعة والمتنازعة، والقضاء على الفتن والقلاقل في البلدان الإسلامية المضطربة.
وأما من الناحية الاقتصادية فقد شهدت المملكة العربية السعودية نهضة شاملة وكبيرة في هذا الجانب مما لا يخفى على كل ناظر وبصير.
ومما يجدر بالذكر والإشادة ما تميزت به بلادنا من الأمن والاستقرار والسلامة من الاضطرابات والقلاقل والفتن التي شهدها عددٌ من البلاد العربية والإسلامية القريبة والبعيدة، مما تسببت في سفك الدماء البريئة، والإخلال بالأمن، وزوال الطمأنينة، وفساد الأوضاع، وتخريب الديار، وانهيار الاقتصاد، وغير ذلك من أوجه الفساد والخراب في تلك البلاد ولكن كانت بلادنا في مأمن من كل تلك الفتن والأزمات.
وكل ذلك بفضل الله تعالى، ثم بتمسك أهل هذه البلاد قيادة وشعباً بعقيدة التوحيد، وثوابت الدين، وتطبيق الشريعة في سائر مجالات الحياة، وتوخي الحكمة في الحكم وفي السياسة.
وكل عام ومملكتنا الحبيبة في تقدم وازدهار ورخاء، وتحقيق مزيد من الراحة والاطمئنان لعامة المواطنين.
فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وحكومته الرشيدة، خير الجزاء، وجعل ما يقدمونه من جهود ومساعٍ لخدمة الدين والشعب في موازين أعمالهم الصالحة، ووفقهم لكل خير، وجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.