|
التحقيقات: منيف خضير:
رسل السلام
«الكشافون هم رسل الخير والحب والسلام إلى كل العالم، إنني أتضرع إلى الله أن يعين الكشافين على المساهمة بقوة في خدمة البشرية والإنسانية وتوحيد الكلمة بين شعوب العالم، ستظل الإنسانية باقية طالما يحب الإنسان أخاه، وأعتقد أنكم أظهرتم هذا الأثر في عقول 28 مليون شاب إن شاء الله، أتمنى لكم حظا سعيدا ومزيدا من النجاح في مهمتكم النبيلة التي تستهدف خير البشرية». إنها كلمات أكثر من مؤثرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي عبر بكلمات بليغة عن مهمة شباب رسل السلام إلى العالم..
شراكة وطنية
بدأت فكرة البرنامج منذ أن أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى استقباله وفدًا من الكشافة السعودية «رسل السلام» في عام 2001 والذي بدأ في أول برنامج بالجبيل، ويشمل مشروع رسل السلام دعم مشاريع نفعية وتنموية على يد الكشافة والقادة في دولهم لـ 20 مليونًا على مستوى دول العالم والبالغ عددهم 31 مليون كشاف بحلول عام 2020، وذلك عبر تفعيل الحوار والسلام وتنفيذ المشاريع التنموية، وتجمع مبادرة الملك عبدالله الجديدة بين عمل الكشافة وعلم الحوار من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. ورسل السلام هم أشخاص متميزون يتم اختيارهم بعناية في جميع الميادين يقومون بأعمال إنسانية جليلة وفاعلة لنشر الوعي والتثقيف وتبني قيم السلام والتعايش السلمي بين المجتمعات.
الانطلاقة من «كاوست»
وكان شهر سبتمبر 2011 الولادة الحقيقية لبرنامج رسل السلام في مخيم السلام العالمي الثاني الذي استضافته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بجدة، خلال حفلة أقيمت على أرض الجامعة لاستثمار مناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الـ81 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وبحضور ملك السويد الرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي كارل جوستاف السادس عشر والأمير فيصل بن عبدالله، وبمشاركة عدد كبير من القيادات الكشفية العالمية وأعضاء زمالة بادن باول، ورئيس وأعضاء اللجنة الكشفية العالمية والعربية و8000 كشاف وجوال، فضلاً عن مشاركة القطاعات الكشفية وبالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص،
ملك السويد يشيد بجهود المملكة
فيما أكد ملك السويد الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي كارل غوستاف الـ16 مكانة السعودية وجهودها في المجالات الخيرية والإنسانية ودعمها للرسالة الكشفية العالمية، منوهًا (في كلمة ألقاها في افتتاح المشروع في العام 2011) بالعلاقات المميزة التي تربط بلاده والمملكة في جميع المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية، كما أشاد ملك السويد بجهود الكشافة العالمية وتحدث عن الجامبوري العالمي الذي عقد بالسويد لافتًا إلى أن الكشافة تجاوزت تحديًا كبيرًا وذلك بإطلاق مشروع رسل السلام.
عشر سنوات
يشار إلى أن مشروع السلام سيستمر لمدة عشر سنوات وفق رؤية تدعو إلى أن يصبح كشافة العالم البالغ عددهم 31 مليون كشاف «رسلاً للسلام» فاعلين وبمقدورهم تغيير العالم إلى ما هو أفضل، وتقديم رسائل السلام إلى ما يقرب من 200 مليون إنسان حول العالم، كما يتضمن المشروع تشجيع الكشافين في جميع أنحاء العالم على الإيمان بثقافة الحوار، ودعم مبادرات المشروعات الاجتماعية للكشافين في جميع أنحاء العالم، والتركيز على مهارات وطاقات الكشافين لمساعدة الشباب الذين يعيشون في قلب الصراعات ونقلهم إلى مناطق آمنة حيث يتم تدريبهم مما يسهم في تطوير مهاراتهم، وتحفيز الشباب غير الأعضاء في الحركة الكشفية على إدراك وفهم أهمية نشر السلام والتفاهم من خلال الحوار والعمل بفاعلية لنشر السلام من خلال إعداد شبكة عالمية من رسل السلام.
مبادرة سعودية
سمو وزير التربية والتعليم ورئيس جمعية الكشافة السعودية الأمير فيصل بن عبدالله أكد في حديث إعلامي في مناسبة (سابقة) أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وملك السويد أطلقا مبادرة جديدة تجمع وتربط بين عمل الكشافة، ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، إذ نشهد ولادة «رسل السلام» من على أرض الجامعة بمشاركة 2000 كشاف من داخل المملكة و1500 كشاف من الخارج ممثلين لأكثر من 80 دولة.
وسموه يرى أن «رسل السلام» هي رسالة الإسلام، بل هي رسالة جميع الأديان؛ ولغة السلام، هي خطاب إنساني سام ونبيل، يؤسس لمفهوم الحوار والتواصل والعطاء ومساعدة الآخر والوقوف مع المحتاج تأصيلاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين ورسالته إلى شعوب العالم من أجل عالم متسامح يؤمن بالحوار وقبول الآخر.
الكشافة السعودية في سيرلانكا
وفي ذات السياق تنوعت برامج «رسل السلام»، ففي العام (2003) قدم الوفد الكشفي السعودي المشارك في المخيم الكشفي الاسياباسفيك الـ 29 المقام في جمهورية سريلانكا أمس نماذج من الثقافة والتراث السعودي في اليوم العالمي للدول المشاركة تنوعت ما بين تقديم الرقصات التي تشتهر بها مختلف مناطق المملكة، ونماذج من الضيافة العربية السعودية الأصيلة، وتوزيع بعض المأكولات الشعبية السعودية المشهورة، وهدايا من التمر السعودي وبعض الصناعات الشعبية، كما أقام الوفد السعودي معرضاً عرضت فيه صوراً عن التنمية في المملكة ومسيرة الكشافة فيها وأبرز الجهود التي تقوم بها خاصة في خدمة ضيوف الرحمن والاهتمام بالبيئة، واحتوى المعرض على جناح لمشروع رسل السلام الكشفي الذي يدعمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفق رؤية من أن يصبح ثلثا كشافة العالم البالغ عددهم 30 مليون كشاف رسلاً للسلام فاعلين وبمقدورهم تغيير العالم إلى الأفضل.
الكشافة الأمريكية ومبادرات خادم الحرمين
وفي شهر رجب من العام 1433هـ كشف المشاركون في ورشة عمل مشروع «رسل السلام الكشفي العالمي» الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين عن تطبيق الكشافة الأمريكية 3 مبادرات لنشر ثقافة الحوار والسلام التي يدعو إليها المشروع. كما أشار المشاركون إلى تأثير المشروع على المجتمعات المختلفة من خلال تجربة السلفادور حيث ساهمت فرق الكشافة المحلية هناك في حل بعض النزاعات بين مجموعات مسلحة وبعض الشباب. وناقشت ورشة العمل التي نظمتها مجموعة الأغر في فندق الميريديان بجدة، آليات تفعيل المشروع الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وينفذه الصندوق الكشفي العالمي الذي يرأسه فخريا جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر، بالتعاون مع المنظمة الكشفية العالمية وجمعية الكشافة السعودية، وذلك بحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة السعودية رئيس اللجنة التوجهية الدائمة لمجموعة «الأغر».
كرسي رسل السلام بجامعة حائل
تحقيقًا لأهداف المشروع الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقع رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية في الثاني والعشرين من شهر فبراير (2012م) مع مدير جامعة حائل عقد إنشاء كرسي رسل السلام، وتنص الاتفاقية على الشراكة العلمية بين الطرفين في مجال إعداد البحوث والدراسات المسحية والتقويمية والتحليلية في المجالات الأكاديمية وإعداد الحقائب التدريبية المحكمة، ووضع برامج تدريبية وخطة استراتيجية وتنفيذها، والتعاون في المجالات الإعلامية إضافة إلى إقامة لقاءات وندوات طلابية.