ابتهجتُ كثيراً، حينما قرأت خبر «استدعاء» مجلس الشورى لرئيس هيئة الاتصالات، لمعرفة أسباب تجاهله لتوصية المجلس بعدم إلغاء الخدمة المجانية للتجوال الدولي.
وسبب بهجتي ليس لأنّ مجلس الشورى تحرك بسرعة، على غير عادته في هذا الشأن. وليس لأنّ المجلس قد ينجح في إعادة المجانية للتجوال الدولي، ويكون بذلك قد سجل انتصاراً على استغلال شركات الاتصالات للمواطنين في الطالع والنازل. بل لأنّ المجلس استخدم مفردة «استدعاء» وليست كلمة «استضافة» الأثيرة لديه!
لقد سبق وأشرت إلى هذا الموضوع أكثر من مرة، فالمجلس ليس استراحة من استراحات الثمامة نتستضيف فيه المسؤولين، إنه برلمان. صحيح أنه غير منتخب وإنّ إنجازاته محدودة، ولكنه يمر بتحوُّلات جيدة، وقد يكون الانتخاب أحدها في القريب المنظور.
حينما كان رئيس المجلس وعدد من الأعضاء، ضيوفاً تحت قبة الجزيرة، قبل حوالي ستة أشهر، سألت الرئيس عن عدم مناقشة المجلس لموازنة الدولة وللعقود السيادية، النفطية والتسليحية، وجاءت الإجابة واسعة وغير محددة، لكنها تحمل الأمل. وها نحن نقرأ قبل أيام تصريحاته، بأنّ ثمة خطوات فعلية في هذا الشأن.
نعم للاستدعاء، وليس للاستعداء.
نعم للمناقشة، وليس لفرض الرأي والرؤية.
نعم لمجلس الشورى، إذا حقق إنجازات للمواطن، وليس لنفسه.