|
جازان - أحمد حكمي - تصوير- علي العمودي:
أوضح أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أن السواعد الوطنية أثبتت أنها محل فخر واعتزاز، مؤكدا أن ما وجده من مخرجات جامعة جازان يؤكد أن ابن المنطقة يسير على نهج من سبقوه، لا سيما وأن أهل جازان شغوفون بحب العلم والأدب والتعب من أجله، ولا يستغرب على أبنائهم هذا التميز وانعكاسه على تتويج جامعتهم في جميع المحافل المحلية والعالمية.
جاء ذلك خلال رعايته مساء أمس الاثنين حفل تخريج الدفعة الثامنة من طلاب جامعة جازان، بحضور معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع، وعدد من ضيوف الجامعة من داخل المنطقة وخارجها، وأولياء أمور الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وأبدى سموه سعادته بتخريج الدفعة الثامنة حيث قال: إنني لا أملك من العبارات ما يمكن أن أصف به هذا المساء وأنا أشاهد بعين الفخر والاعتزاز خريجي هذه الجامعة التي عملت بجد واقتدار على تأهيلهم وتعليمهم ليشاركوا في بناء وطنهم العزيز.
وتابع سموه: لقد شاهدت في حفل تخرج الدفعة الثامنة من طلاب الجامعة عددا من أولياء أمور الطلاب الذين حضروا لمشاركة أبنائهم فرحتهم بالتخرج، فشاهدت في تقاسيم وجوه أولئك الآباء مشاعر جياشة ملؤها الفخر والاعتزاز بأبنائهم الذين حققوا تطلعاتهم، ويا لها من مشاعر حين يشاهد الوالد غراسه يانعة أمام ناظريه. وأضاف سموه لهؤلاء الخريجين ولطلاب الجامعة جميعا أقول إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يباهي بكم كما يباهي بأبناء الوطن ويسألني عنكم فأنتم تجسدون رؤيته في تنمية منطقة جازان إنسانا ومكانا، وهو من سمّى جامعتكم درة الجامعات فاسطعوا في سماء الوطن وأخلصوا العمل فأنتم عماد المستقبل وضياؤه المشرق، ولا تلتفتوا لمن تردت قلوبهم من وعثاء الباطل والجهل، فالوطن حق حبه والذود عنه.
فيما ألقى معالي مدير الجامعة كلمة بهذه المناسبة قال فيها إن الأوطان لا تبنى إلا على مشاهد مثل هذا المساء حين يكون الإنسان هو العماد وحين تكون القواعد عقول آلاف الشباب الذين يتهامرون مثل السحب البيضاء إلى فجاج هذا الوطن الكبير وذلك هو الربيع السعودي الدائم الذي لا يسبقه شتاء ولا يتلوه صيف، على عكس كل المناخات المضطربة في كل جهات البوصلة الأربع.
وأردف نحن يا صاحب السمو، مجتمعا وجامعة، نستأذنكم أن ترفعوا بالإنابة، كامل الشكر وعظيم الامتنان لمقام الوالد الأغلى، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى مقام ولي عهده الأمين وساعده الأيمن، سلمان بن عبدالعزيز، وإلى سمو النائب الثاني، مؤكدا بالقول: نحن في هذا الركن الغالي من الوطن العظيم، وفي هذه الجامعة بالتحديد أكبر مثال على نجاعة فكرة تنموية بدأت من الملك القائد بالإرادة لتتحول درة الجامعات السعودية إلى شريان تربوي وثقافي وتنموي، وإلى بيت مجتمعي يشارك فيه الجميع وتتشارك معه في صلب الآلام وقطف الآمال في قضايا المجتمع والوطن.
وأضاف آل هيازع: نحن على الوعد الصادق أن لا تكون المدينة الجامعية حياً مقفلاً في شمال هذه المدينة، بل أن تكون بيتا مفتوحا في القلب من المدينة والمنطقة والمجتمع، وأن تكون بيت الخبرة الذي سيذهب إلى كل بيت، وأن تكون الجامعة هي المعمل والقاعة والمشفى والفندق وأن تكون الحديقة الحلم لآلاف الواعدين القادمين إليها ومنها إلى كل فضاءات هذا الوطن.
وقال آل هيازع: أبنائي الكرام من الخريجين، أنا عاجز عن الكلمة لأنكم في هذا المساء تمام الجملة التي انتظرنا بناءها كل هذه السنين الطويلة، فأنتم مع البقية من إخوانكم وأخواتكم النجباء من رفع اسم هذه الجامعة عاليا في كل المحافل، وأنتم من سيكون غداً سواعد هذا الوطن الذي علّم الدنيا بأسرها رسالة الإسلام وتحية السلام، مثلما هو الوطن الذي علّم الدنيا قواعد الإعراب فهو الوطن المضياف، المضاف، وكل ما على الأرض مضاف إليه. نحن نعتذر منكم جميعاً عن أي تقصير، ونحن أبداً، أبداً، لا نودعكم، بل ندفعكم إلى حياة جديدة، وليس من الشيم أن يودع البيت أهله وساكنيه.
بعد ذلك ألقى الطالب الخريج فؤاد كريري من كلية العلوم كلمة الطلاب، قدم من خلالها شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر على رعايته لهذا الحفل.
ثم ألقى الطالب مهدلي عارجي قصيدة شعرية بعنوان «رحلة الأقمار» استحضر من خلالها الحياة الجامعية وسنوات الدراسة، نالت استحسان الحضور.
بعد ذلك أعلن عميد القبول والتسجيل بجامعة جازان الدكتور حسن بن عبدالله إسحاق نتيجة الخريجين والخريجات في الدفعة الثامنة، موضحاً أن إجمالي عدد الخريجين 6127 طالباً وطالبة، وبلغ عدد الطلاب 2550 خريجاً وعدد الطالبات 3577 خريجة، تخرج منهم في الفصل الأول 1898 خريجاً وخريجة منهم 789 طالباً و1109 طالبات.
وأشار إسحاق إلى أن إجمالي المتوقع تخرجهم في الفصل الثاني 4229 ويبلغ عدد الخريجين من الطلاب 1761 خريجاً، فيما يبلغ عدد الطالبات 2468 خريجة، مبيناً أن دفعة هذا العام شهدت تخرج الدفعة الأولى في عدد من الكليات والتخصصات النوعية منها: هندسة الحاسب، شبكات، الهندسة الكيميائية، الهندسة الكهربائية، والهندسة المدنية.